السيسي في الخرطوم لبحث مستجدات القرن الإفريقي
● مدبولي يستقبل العبار
● وزير التموين يبحث إضافة أبناء الأسر الأقل دخلاً إلى البطاقات
وسط رغبة في تعزيز التعاون المشترك، بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، زيارة رسمية للسودان، في زيارة تستغرق يومين، تشهد التباحث مع نظيره عمر البشير في ملفات العلاقات الثنائية والإقليمية، خصوصاً ملف التهدئة بمنطقة القرن الإفريقي.
بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، زيارة للسودان، تستمر يومين، وتكتسب أهمية خاصة في ضوء تنامي العلاقات بين دولتي وادي النيل، بعد فترة من التوتر، والرغبة في تعزيز التعاون المشترك، في ملفات عدة، فضلا عن انخراط الزيارة في الترتيبات السياسية الجديدة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، من انفتاح غير مسبوق في العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا.واستقبل البشير نظيره السيسي في مطار الخرطوم، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية، بدأت بعدها مباحثات قمة ثنائية، وتعد زيارة السيسي إلى الخرطوم هي الخامسة منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، كما أنها الزيارة الخارجية الأولى له منذ بدء الفترة الرئاسية الثانية في يونيو الماضي، بما يعكس حيوية العلاقات بين القاهرة والخرطوم، في ظل ارتباط اقتصادي وثقافي يمتد لقرون، كما تأتي ردا على زيارة البشير إلى القاهرة في مارس الماضي.ويناقش السيسي مع البشير ملفات عدة، يأتي في مقدمتها ملف العلاقات الثنائية ونتائج آليات التعاون المشترك والأوضاع الإقليمية، ونتائج اللقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، خاصة اجتماعات اللجنة الرباعية بين وزيري الخارجية ومديري المخابرات في فبراير الماضي، وما خرج عنها من توصيات وآليات جديدة للتعاون، فضلا عن الإعداد لاجتماعات لجنة التعاون العليا برئاسة الرئيسين السيسي والبشير، والتي تستضيفها الخرطوم في أكتوبر المقبل.
وفي وقت أكد سفير مصر بالخرطوم، أسامة شلتوت، أن زيارة السيسي تحظى بترحيب رسمي وشعبي سوداني كبير، في ضوء خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، قال سفير السودان بالقاهرة، عبدالمحمود عبدالحليم، في تصريحات صحافية، إن زيارة السيسي تتميز بأهمية توقيتها ومضمونها، إذ تأتي في وقت تحشد فيه المنطقتان العربية والإفريقية بتطورات ومستجدات بالغة الأثر وتسارع للأحداث في ليبيا واليمن وسورية، بجانب التطورات المهمة في القارة الإفريقية.
قمة فاصلة
وحلل خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد اللاوندي، لـ «الجريدة»، أبعاد زيارة السيسي إلى الخرطوم، واصفا إياها بـ «الفاصلة والمهمة»، مضيفا: «الزيارة تأتي في ظل ظروف مواتية، ورغبة متبادلة بين القاهرة والخرطوم من أجل العودة بالعلاقات بما يليق بوحدة الشعبين المصري والسوداني، بعد فترة من التوتر، فهناك رغبة لدى القيادة السياسية في البلدين بتجاوز أي خلافات، والتركيز على نقاط التعاون المشترك».وتابع اللاوندي: «الزيارة تكرس التهدئة في ملف سد النهضة الإثيوبي، إذ لم نعد نسمع عن مواقف السودان المنحازة لإثيوبيا ضد مصر، بل هناك رغبة واضحة من الأطراف الثلاثة لحل النقاط العالقة على طاولة الحوار، والوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتحفظ لمصر حقها في مياه نهر النيل، خاصة أن رئيس وزراء إثيوبيا آبيي أحمد تعهد خلال زيارته للقاهرة في مايو الماضي بعدم الإضرار بحقوق القاهرة».وذهب اللاوندي إلى أن قمة الخرطوم تكتسب أهمية إضافية، لكونها تأتي في إطار تعزيز التهدئة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي بشكل عام، إذ شهدت المنطقة المشتعلة بعداءات تاريخية سلسلة من التهدئة بوساطة خليجية، حيث وقعت انفراجة تاريخية في العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا أنهت عقودا من العداء والحروب وقطع العلاقات، وكُللت بتعيين أديس أبابا أول سفير لها في أسمرة منذ 20 عاما، في حين سحبت إريتريا قواتها من الحدود المشتركة مع إثيوبيا، التي وقعت اتفاقية الموانئ مع الصومال في يونيو الماضي، في وقت نجحت الخرطوم في تهدئة الصراع بين فرقاء المشهد في دولة جنوب السودان».استقبال العبار
في الشأن المحلي، التقى رئيس الحكومة وزير الإسكان، مصطفى مدبولي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إعمار»، رجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، في القاهرة أمس، لبحث فرص الاستثمار في مصر، وشدد مدبولي على أن مصر نجحت في توفير مناخ جاذب للاستثمار، سواء بتوفير البنية التشريعية الجاذبة والبنية الأساسية والمرافق المختلفة، كما أن السوق المصرية واعدة، خاصة أن الاستثمار في مصر مربح.من جهته، قال العبار إن مجموعة «إعمار» تعمل حاليا على زيادة استثماراتها في مصر، وأضاف: «مؤمنون بأهمية الاستثمار في مصر، وجادون في ذلك، فمصر سوق مهم، منذ أيام افتتحنا فندقا للمجموعة بالساحل الشمالي، وبدأ البيع لعدد من الوحدات الفندقية منذ يومين، والبيع يسير بصورة جيدة، ونعمل حاليا على تنفيذ فنادق أخرى»، لافتا إلى عقد اجتماع مع مسؤولي شركة تنمية العاصمة الإدارية الجديدة للحصول على قطعة أرض لإقامة مشروع عليها.بطاقات التموين
في الأثناء، عقد وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، اجتماعا أمس، مع مديري المديريات بالمحافظات، لبحث استعدادات إضافة المواليد الجديدة وكيفية تسجيلهم، سواء من خلال مكاتب التموين أو إلكترونيا، إذ قررت الحكومة إضافة المواليد الجدد على البطاقات، اعتبارا من مطلع أغسطس المقبل، لمدة ثلاثة أشهر، وتستقبل 1420 مكتبا تموينيا المواطنين لإضافة المواليد.وصرح معاون وزير التموين، المسؤول الإعلامي بالوزارة، أحمد كمال، بأن اجتماع أمس تناول جاهزية مكاتب التموين لاستقبال المواطنين لتسجيل المواليد من بداية 2005 حتى 2016، لافتا إلى أن أولوية الإضافة لأبناء أصحاب معاشات التضامن الاجتماعي وتكافل وكرامة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، وبعد ذلك سيتم تقييم الموقف وحصر الأعداد المضافة، لبحث إمكان إضافة مجموعات أخرى.ووسط انتقادات أميركية معلنة لملف الحريات في مصر، استقبل أعضاء لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري وفدا من السفارة الأميركية مساء أمس، يضم المستشار السياسي بالسفارة، ولم ترشح أي تفاصيل عن الاجتماع حتى مثول «الجريدة» للطبع.