السيسي: مصر اقتربت من الإفلاس... والإصلاح في منتهى القسوة
• افتتاح أكبر 3 محطات كهرباء الثلاثاء المقبل
• مجلس الوزراء: لا زيادة في الأسعار ولا بيع للأصول
اختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته للخرطوم بتصريحات مهمة، أشار فيها إلى نجاة مصر من إفلاس محقق قبل 3 سنوات، وتمكنها من تجاوز قسوة مسار الإصلاح الاقتصادي.
قبل عودته من السودان في زيارة هي الخامسة منذ توليه منصبه في يونيو 2014، تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، إلى الظروف التي عانتها مصر خلال السنوات الماضية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة.وقال السيسي، خلال استقبال عدد من قيادات ورموز القوى السياسية والمفكرين والإعلاميين السودانيين في مقر إقامته بالخرطوم، إن «مصر بدأت مسار إصلاح اقتصادي في منتهى القسوة، وان نجاحه مرتبط أساسا بتحمل الشعب المصري لزيادة أسعار السلع التي تضاعفت بعد تعويم الجنيه أمام الدولار، لكن المصريين أبدوا تفهما لأهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادي لتجاوز أزمات ظلت متراكمة سنوات»، كاشفا عن أن الدولة المصرية كانت مهددة منذ 3 سنوات بحالة الإفلاس، وقتئذ كان الدولار سيصل إلى 200 و300 جنيه.وحرص السيسي على تأكيد أن سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ راسخة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وعدم التآمر على أي دولة، ومد روابط التعاون والتنمية وإرساء السلام، في إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة «التي تسمو فوق أي اختلافات في وجهات النظر».
مشروعات مشتركة
وأشار إلى بدء مشروعات قومية مشتركة، منها مد خطوط السكك الحديدية والربط الكهربائي، لافتا في هذا الصدد إلى أنه سيتم افتتاح أكبر 3 محطات للكهرباء في تاريخ مصر يوم الثلاثاء، موضحا أنها ستضيف 50 في المئة زيادة في الطاقة الكهربائية المتجددة خلال الـ50 عاما الماضية، وكانت القاهرة قد تعاقدت مع شركة سيمنز الألمانية العملاقة في 2015، على بناء 3 محطات كهرباء لمصر بقيمة 12 مليار دولار.وطالب السيسي بعدم العودة إلى التراشق الإعلامي، إذ وجه حديثه للإعلاميين في مصر، قائلا: «من فضلكم غذوا الخير والسلام والاستقرار، وكونوا دائما منبرا لتحسين العلاقات»، وفي انتقاد مبطن قال الرئيس إنه يقرأ مقالات في الصحف المصرية لا يكون راضيا عنها، لأنها تحمل إساءات للأشقاء، وتابع: «لا تسيئوا لأحد ولا تكونوا جزءاً من الإساءة».تعزيز التعاون
وعلى مدار يومين، أجرى السيسي مباحثات مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ركزت على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي المشترك، فضلا عن متابعة التغيرات الدراماتيكية في منطقة القرن الإفريقي، والتي شهدت تهدئة غير مسبوقة بين إثيوبيا وإريتريا.وخلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، مساء أمس الأول، أكد السيسي أن الزيارة تأتي في إطار التوجه بالتنسيق الكامل مع السودان، والعمل على دعم المصالح الاستراتيجية المشتركة، مشيراً إلى المشاريع القومية المشتركة وفي مقدمتها الربط الكهربائي. وأضاف: «مازال الطريق أمامنا طويلا للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود».وأشار السيسي إلى جهود التهدئة الجارية في منطقة القرن الإفريقي الحيوية لمصر لكونها مصدر منابع النيل، وأشاد بجهود الخرطوم في إقرار التهدئة في جنوب السودان، معربا عن تقديره لجهود الرئيس البشير المخلصة «لتسوية المنازعات الإقليمية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، والتي نتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح والسداد»، مؤكداً دعم القاهرة لمثل هكذا تحركات، كما أرسل السيسي من العاصمة السودانية رسالة تأييد إلى إثيوبيا وإريتريا، قائلا: «إننا سعداء بالتطورات الإيجابية بين البلدين، وان مصر ستواصل دعمها الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتعاون بين البلدين الشقيقين».تحديات المنطقة
من جهته، شدد الرئيس السوداني على تشابك المصالح بين القاهرة والخرطوم في ظل ارتباط أمنهما القومي، داعيا إلى مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة. وأضاف: «شوف ضيعنا كام سنة في الكثير من القضايا، لكن ما في حاجة تعوق التحرك في مجالات مختلفة»، وأن زيارة السيسي لها بعدها على صعيد تطوير العلاقات، وتابع البشير: «لا نقول كلاما سياسيا في الهواء»، وأنه سيتم العمل لكي تكون العلاقة استراتيجية في جميع المجالات.اجتماعات أغسطس
في غضون ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي، أن قمة السيسي والبشير تضمن إقرار عمل لجنة تسيير العلاقات المشتركة برئاسة وزيري خارجية مصر والسودان، وستضم في عضويتها وزراء الري، والزراعة والكهرباء والتجارة والصناعة والنقل والاتصالات، والشباب والرياضة، والثقافة، على أن تعقد اللجنة أول اجتماع لها في الشهر المقبل.وقال راضي إن «الجهود المخلصة المشتركة التي بذلت على مستوى العلاقات السياسية بين مصر والسودان، خلال السنوات الأربع الماضية، كانت بمنزلة إعادة صياغة للعلاقات بينهما، على نحو يتسق مع ما يجمعهما من روابط، وان تلك الجهود ترسي أسسا متينة لانطلاق التعاون الثنائي على المستوى التنفيذي في شتى المجالات لمصلحة شعبي البلدين».زيادة الكهرباء
على صعيد آخر، أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه لا أساس من الصحة لما أثير من أنباء تفيد اعتزام الحكومة إقرار زيادات جديدة في أسعار فواتير استهلاك الكهرباء، وكشف المركز في تقرير «توضيح الحقائق» الصادر أمس أن وزارة الكهرباء والطاقة أكدت أنه لا زيادة خلال العام المالي الحالي، والذي ينتهي في 30 يونيو 2019، كما نفى مركز المعلومات ما تردد حول بيع صندوق مصر السيادي لأصول وممتلكات الدولة، مؤكداً أن الغرض من الصندوق استغلال الأصول لتعظيم موارد الدولة.في سياق منفصل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، إن «طائرة مدنية أوكرانية من طراز إنتونوف 26، اضطرت إلى الهبوط اضطراريا على مسافة نحو 48 ميلا من مطار العلمين المدني، صباح أمس، وانها كانت في طريقها إلى السودان، وقدمت القوات المسلحة المصرية الرعاية الطبية اللازمة لمستقلي الطائرة وعددهم 6، وأن سبب هبوط الطائرة هو عطل فني».
البشير: التنسيق والتشاور بين الخرطوم والقاهرة ليس كلاماً في الهواء