في تصعيد لتحركهم، الذي يدعمه كبار رجال الدين، خرج عشرات الآلاف في معظم المدن العراقية، بما فيها البصرة وبغداد، مطالبين بـ«إسقاط الأحزاب السياسية» الفاسدة، في شعار مشابه لآخر شاع في وقت ثورات الربيع العربي في 2011 ضد الأنظمة الحاكمة.ووسط أنباء عن مقتل شاب عراقي، خلال احتجاج أمام مقر لمنظمة «بدر» المقربة من إيران في مدينة الديوانية جنوب العراق، تدخلت قوات الأمن لتفرق المتظاهرين بالقوة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
وعلى أمل تحقيق مطالبهم، خرج المئات من أهالي مدينة البصرة، أمس، بتظاهرة جديدة أمام مبنى مجلس المحافظة، للمطالبة بتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل وإقالة محافظ عاصمة النفط العراقي أسعد العيداني، ومديري الدوائر الحكومية بالمحافظة.وخرج العشرات في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، احتجاجاً على تردي واقع الخدمات، ومطالبة الحكومتين المركزية والمحلية بالنظر إلى معاناتهم في ظل الظروف الحالية وتوفير فرص العمل. وانطلقت أيضاً تظاهرات في محافظة ذي قار. كذلك أغلق متظاهرون طريقاً رئيسياً في محافظة ميسان يؤدي إلى منفذ الشيب الحدودي مع إيران، حيث تجمع المحتجون في منطقة المشرح جنوب مدينة العمارة، وأوقفوا حركة المرور بضع ساعات باتجاه المنفذ.وشدد دعاة التظاهرات على الالتزام بسلمية الاحتجاجات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع القوات الأمنية.من جانبه، طالب خطيب الجمعة في مدينة الصدر ببغداد بإجراءات جدية لمعالجة المشاكل التي تدفع إلى خروج المحتجين، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، لافتاً إلى أنه يؤيد التظاهرات السلمية.وفي وقت سابق، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان أنه تم الإفراج عن 336 معتقلاً على خلفية التظاهرات في محافظات العراق الجنوبية.من جانبها، أكدت عمليات بغداد أن العاصمة مؤمنة بشكل كامل استعداداً للتظاهرات، بالتعاون مع قوات الجيش، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب.وأعلنت قيادة العمليات الخاصة الثالثة بجهاز مكافحة الإرهاب، في وقت سابق، أن قواتها وصلت إلى البصرة واستقرت بمعسكرات داخلها.ورغم الانتشار الأمني الكثيف، ووعود الحكومة الاتحادية بتلبية مطالب المتظاهرين، تصاعد زخم احتجاجات في البصرة الليلة قبل الماضية، واحتشد المئات في ساحة الحرية وسط المدينة مرددين الشعارات ذاتها، ومطالبين بالإفراج عن عشرات الناشطين الذين تم توقيفهم خلال التظاهرات.وتأتي معظم صادرات العراق النفطية من حقول حول البصرة، لكن سكان المنطقة ضاقوا ذرعا مع نقص الكهرباء والمياه وفرص العمل والسكن، ويشكون أنهم لم يروا فائدة تُذكر من الثروة النفطية.ولم تكن حركة الاحتجاج التي قام بها العراقيون وتراجعت وتيرتها خلال اليومين الماضيين وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة تراكم سنوات من الغضب الاجتماعي الذي كان معلقا بحجة الحرب ضد التنظيمات الجهادية.وبعد نحو 6 أشهر من إعلان السلطات العراقية «النصر» على تنظيم «داعش» عقب 3 سنوات من معارك دامية دارت على ثلث أراضي البلاد التي كانت خاضعة لسيطرته، عادت المشاكل الاجتماعية لتحتل رأس سلم الأولويات، فعمت الاحتجاجات المطلبية المحافظات الجنوبية بدءاً من البصرة، مدينة النفط.
دوليات
تظاهرات العراق تستهدف الأحزاب... وقتيل أمام منظمة «بدر»
21-07-2018