مرحلة بناء وتجديد دماء المنتخبات الوطنية انطلقت
تدريبات ومعسكرات خارجية ومباريات لصقل مواهب اللاعبين
انطلقت مرحلة مهمة في الكرة الكويتية، تتمثل في بناء وتجديد دماء شاملين للمنتخبات الوطنية، للمراحل السنية المختلفة، وهي تهدف في المقام الأول إلى صناعة جيل جديد لإمداد المنتخب الأول باللاعبين الأكفاء.
للمرة الأولى منذ 3 سنوات، تباشر منتخباتنا الوطنية لكرة القدم، للمراحل السنية المختلفة، تدريباتها، في إطار استعداداتها للاستحقاقات المقبلة، علما بأن آخر مرة تدربت فيها هذه المنتخبات كانت قبل إيقاف النشاط الكروي على المستوى الخارجي بقرار جائر ومتسرع من الاتحاد الدولي "فيفا"، بحجة التدخل في شؤون عمل اتحاد الكرة، وعدم توافق القوانين الوطنية الرياضية مع نظيرتها الدولية.واللافت في الأمر أن اللجنة الفنية التي يترأسها علي الديحاني ارتأت، بعد الرجوع لمجلس الإدارة برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، انطلاق التدريبات دون الانتظار إلى حسم ملف المدربين للمنتخبين الأولمبي والشباب، حيث ما زالت اللجنة تدرس العديد من السير الذاتية لمدربين أجانب، من أجل رفع توصية بها إلى مجلس الإدارة الذي سيحسم الأمر في النهاية باختيار المدرب الأنسب والأفضل في هذه المرحلة.
مرحلة مهمة
ولعل المرحلة الحالية من أهم المراحل في تاريخ كرة القدم الكويتية، إذ إنها مرحلة بناء وتجديد كلي للدماء، لا سيما أن العديد من لاعبي المنتخب الأولمبي لم يسبق له المشاركة الخارجية مع أي من المنتخبات الوطنية بسبب تعليق النشاط، في حين لم يشارك بالفعل لاعبو منتخبات الشباب والناشئين والأشبال والبراعم خارجيا للسبب ذاته.وتحتاج مرحلة البناء إلى عمل دؤوب وشاق وبذل مجهودات مضاعفة من أجل النجاح في هذه المهمة الشاقة، خصوصا أن مرحلة البناء وتجديد الدماء تصب في النهاية في مصلحة المنتخب الأول، لا سيما المنتخب الأولمبي الذي يتعامل معه مجلس الإدارة واللجنة الفنية على أنه نواة للمنتخب الأول.وما يحسب للجهازين الفني والإداري للمنتخب الأولمبي هو إدراكهم لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهو ما بلوره مدير المنتخب حسين فاضل خلال اجتماعه مع اللاعبين، حينما أكد أن المنتخب الأولمبي بالنسبة لهم خطوة مهمة جدا نحو الانضمام للمنتخب الأول، وطالبهم بالتمسك بالفرصة والعض عليها بالنواجذ لتحقيق حلمهم.تجديد الدماء
ومن المؤكد أن تجديد الدماء لم يكن على مستوى اللاعبين فقط، بل وصل إلى المدربين المساعدين ومدراء المنتخبات، فإسناد منصب المدرب المساعد إلى ابداح الهاجري هو المهمة الأولى له مع المنتخب الأولمبي، علما بأن عمله مع المنتخب الأول في بطولة خليجي 23 كان مؤقتا، والأمر نفسه لمحمد السلمان الذي تولى المنصب نفسه في منتخب الشباب، في الظهور الأول له، في حين وقع الاختيار على حمد الحربي لمنصب مدير منتخب الشباب، وحسين فاضل للمنصب ذاته في المنتخب الأولمبي، وهما لاعبان دوليان سابقان قدما الكثير للمنتخبات الوطنية التي دافعا عن شعاراتها في العديد من المناسبات، وينتظرهما مستقبل باهر في عالم الإدارة، علما بأن الكرة الكويتية كانت تفتقد بشدة للكوادر من الشباب لسنوات طويلة.وستكون مهمة المدربين اللذين سيتوليان قيادة الشباب والأولمبي -واللذين على الأرجح سيكونان من نفس الدولة (كرواتيا أو ألمانيا أو بلجيكا)- فنية في المقام الأول، خصوصا أن السلمان والهاجري يعدان اللاعبين بدنيا، بالإضافة إلى قيامهم بمهمة شاقة وهي تصفية اللاعبين من أجل اختيار القائمة النهائية التي ستضم 30 لاعباً فقط في كل منتخب.المعسكرات الخارجية
وحرص اتحاد الكرة، بالتنسيق مع اللجنة الفنية، على إقامة معسكرات خارجية لجميع المنتخبات، على أن يتم إقامتها في دول أوروبية بسبب عوامل الطقس وتوافر جميع الإمكانيات المطلوبة من الأجهزة الفنية والإدارية، علما بأن المنتخب الأولمبي سيعسكر في ألمانيا، والشباب في سلوفاكيا، والناشئين والبراعم في النمسا.كما خاطب الاتحاد العديد من الاتحادات الأهلية لتأمين ست مباريات على أقل تقدير للمنتخب الأولمبي، خلال "الفيفا داي" في شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وذلك بعيدا عن المباريات التي سيلعبها الفريق في المعسكرين اللذين سيخوضهما في أغسطس ويناير المقبلين، وهو ما ينطبق أيضا على منتخب الشباب.ووقع الاختيار على المنتخبات التي ستواجه المنتخبين الأولمبي والشباب بعناية شديدة، حيث تم الاتفاق على تنوع المدارس الكروية التي سيتم مواجهتها من أجل صقل مواهب وخبرات اللاعبين.يذكر أن المنتخب الأولمبي سيشارك خلال شهر مارس المقبل في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات أولمبياد طوكيو 2020، بينما يخوض منتخب الشباب التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، كما يستعد منتخب الناشئين بقيادة المدرب إبراهيم عبيد لتصفيات كأس آسيا أيضا.