خامنئي: واشنطن ستعيدنا إلى قبل 1979 ولا جدوى من مفاوضتها
أكراد يقتلون 11 جندياً إيرانياً على حدود العراق... ونفي شائعات عن استبدال قائد «الحرس»
رفض المرشد الإيراني علي خامنئي «فكرة التفاوض» مع الولايات المتحدة لحل الخلافات، محذراً من أن بلاده لن تنتظر إلى الأبد للحصول على ضمانات أوروبية من أجل البقاء بالاتفاق النووي، في حين بدأ وفد أميركي رفيع المستوى محادثات في أنقرة لحثها على الالتزام بتطبيق العقوبات التي ستفرضها واشنطن على طهران.
أوصد المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، الباب أمام دخول بلاده في مفاوضات مع الولايات المتحدة التي تستعد لفرض عقوبات اقتصادية خانقة عليها لإرغامها على تغيير سلوكها في المنطقة وتقديم تنازلات بملفها النووي.وقال خامنئي، خلال استقبال وزير الخارجية محمد جواد ظريف وسفراء إيران حول العالم، إن "التفاوض مع أميركا سيكون خطأ واضحاً لأن واشنطن لا يمكن الاعتماد عليها"، مضيفاً عبر موقعه الإلكتروني الرسمي: "لا يمكن التعويل على كلمة الأميركيين أو حتى توقيعهم لذلك لا جدوى من التفاوض".وبرر رجل الدين المعروف بتشدده تجاه الانفتاح على الغرب اعتقاده في عدم جدوى الحوار مع واشنطن بالإشارة إلى أن الخلاف نابع من أن الولايات المتحدة "لدیها مشكلة أساسیة وبنیویة مع صلب النظام الإسلامي".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة بالسعي إلى "إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل قيام الثورة في إيران" عام 1979. ولفت المرشد إلى أن بلاده ستواصل الحوار مع الأوروبيين لإنقاذ الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي، لكنه لفت إلى عدم امكانية "انتظار أجوبتهم لتقديم ضمانات اقتصادية إلى ما لا نهاية".وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه يوافق على اتفاق جديد مع إيران على أن يشمل إضافة إلى الملف النووي، البرنامج البالستي الإيراني والدور الذي تقوم به طهران في الشرق الأوسط.
أنقرة و«جي 20»
إلى ذلك، بحث مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، على رأس وفد أميركي رفيع المستوى تفعيل "العقوبات الإيرانية" مع مسؤولين في تركيا.وأوضح بيلينغسلي، أن مباحثاته "جرت وسط أجواء إيجابية"، حيث طرح عدداً من الملفات بينها مكافحة تمويل الإرهاب، والعقوبات الأميركية على إيران وانعكاساتها على الاقتصاد التركي.وأكد المسؤول الأميركي أن "الهدف الرئيسي للزيارة هو إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، إذ بحثنا القرارات الأميركية ضد الأنشطة المتنوعة للنظام الإيراني، التي تشكل تهديداً مباشراً على الولايات المتحدة وتركيا وبقية الحلفاء في حلف شمال الأطلسي".وأشار إلى أن "الأنشطة الإيرانية تتمثل بدعم حزب الله اللبناني وحركة طالبان وتنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى". وأضاف أنه ناقش "الأنشطة الإيرانية ضد اليمن والسعودية والعراق"، لافتاً إلى أنه شرح للمسؤولين الأتراك أسباب المخاوف الأميركية من الاتفاق النووي، وأسباب قرارها فرض عقوبات على طهران.وتابع: "تركيا دولة جارة لإيران، وملف التجارة مع إيران هو أحد الملفات التي يجب أن نبحثها مع تركيا. نحن نبدي حساسية تجاه انعكاسات ذلك على الاقتصاد التركي، لذا نبحث بأدق التفاصيل مخاوف البلدين".من جهتها، أعلنت الخارجية التركية في بيان أن أنقرة ملتزمة بالعقوبات على إيران، عقب زيارة الوفد الأميركي.وبالتزامن مع ذلك، ذكرت وكالة "رويترز"، أن مصفاة "توبراش"، أكبر مستورد للنفط في تركيا، قامت بخفض وارداته من طهران خلال الأشهر الأخيرة. في موازاة ذلك، تناول وزراء مالية دول مجموعة العشرين "جي 20" وحكام مصارفها المركزية أمس، في بوينس آيرس الخلافات حول إيران في ظل تمسك القوى الكبرى باستثناء واشنطن بالاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي.اشتباكات حدودية
في سياق منفصل، أعلن حاكم مدينة مريوان الإيرانية، محمد شفيعي، أمس، مقتل 11 عنصراً من "الحرس الثوري" الإيراني وقوات التعبئة "الباسيج"، في اشتباكات مع "مجموعة إرهابية مناوئة للثورة بقرية دري روي بمنطقة مريوان الحدودية مع كردستان العراق"، غرب البلاد.ولاحقاً، أعلن حزب كردستاني، أن فصيلاً مسلحاً تابعاً له، هاجم معسكراً للحرس الإيراني بمريوان في عمق الأراضي الإيرانية، وتمكن من قتل 15 عنصراً من الحرس وإصابة 5 آخرين.وذكر بيان لـ"الحياة الحرة الكردستاني" أن تنفيذ العملية، تم ليل الجمعة ـ السبت "ثأراً لدماء 4 كوادر من الحزب اغتالتهم المخابرات الإيرانية داخل إقليم كردستان العراق أخيراً، من بينهم إقبال مرادي، الذين اغتيل قبل 3 أيام في بلدة بنجوين بمحافظة السليمانية".ويعد حزب "الحياة الحرة" الجناح الإيراني من حزب العمال الكردستاني المتمرد المطالب باستقلال المناطق الكردية بجنوب تركيا.شائعات الحرس
وجاء الهجوم المباغت في وقت تتردد شائعات حول نية السلطات في إيران تغيير قائد "الحرس الثوري" اللواء محمد جعفري.ومع تزايد الشائعات حول وجود خلافات بين قائد الحرس ورئيس الجمهورية حسن روحاني الذي نال دعم المرشد أخيراً، نفى رئيس مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة اللواء شيرازي في حوار خاص مع "تسنيم" وجود مخطط لتغيير قائد الحرس. وقال شيرازي: "تغيير قائد الحرس أمر غير وارد مطلقاً ولا يعدو كونه مجرد شائعة تهدف لإضعاف المؤسسة العسكرية".واعتبر أن إزاحة مساعد قائد الحرس العميد جمال الدين أبرومند من منصبه وتولي العميد حسين سلامي مهامه يدخل في إطار القرارات الاعتيادية.في سياق منفصل، وصل 5 آلاف حاج إيراني إلى المدينة المنورة بعد 3 أيام من بدء رحلات الحجاج الإيرانيين إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية.