في مؤشر جديد على المتغيرات المتسارعة، التي تشهدها سورية الممزقة بحرب أهلية مستمرة منذ 2011، تقدمت فرنسا الدول الغربية «العائدة» إلى سورية، من بوابة المساعدات الإنسانية، في عملية هي الأولى من نوعها، بتنسيق غير مسبوق مع روسيا، التي قلبت دفة الصراع لمصلحة حليفها الرئيس بشار الأسد، منذ تدخلها العسكري في نهاية سبتمبر 2015.وقدمت فرنسا، بالتعاون مع روسيا ليل الجمعة- السبت، مساعدات إنسانية إلى غوطة دمشق الشرقية، قرب العاصمة، التي استعادها الأسد، في أبريل الماضي، بعد هجوم جوي وبري أسفر عن مقتل أكثر من 1700 مدني، وإجلاء 160 ألفاً منها.
وقبل ساعات من اتصال هاتفي، ركز فيه الرئيسان فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون على الجوانب الإنسانية للتسوية السياسية للأزمة السورية، والمبادرة المشتركة لمساعدة الغوطة الشرقية، أقلعت ليل الجمعة - السبت طائرة شحن ضخمة من طراز «أنتونوف 124»، على متنها 50 طناً من المعدات الطبية والمواد الأساسية، قيمتها 400 ألف يورو، من مطار شاتورو بفرنسا إلى قاعدة حميميم الروسية، وباشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) توزيعها على المحتاجين.وحصلت باريس على «ضمانات» من موسكو بألا تعرقل دمشق وصول المساعدات، كما تفعل مع قوافل الأمم المتحدة، وألا يتم تحويلها أو استخدامها لأهداف سياسية، وتدخل الروس بطريقة حاسمة جداً لإصدار الأذونات وإيصال المساعدات فوراً.ونفت الخارجية الفرنسية أي تكريس أو اعتراف بـ«سلام روسي» في سورية، مؤكدة أن «الشحنة تعزز الثقة، وليست عملاً سياسياً، بل مساعدة إنسانية، ومطالبنا من روسيا ورؤيتنا للحل السياسي لم تتغير».
أخبار الأولى
فرنسا تعود إلى سورية «إنسانياً» بالشراكة مع بوتين
22-07-2018