مجلس الاقتراحات التافهة
إن نظرة البعض إلى عضوية مجلس الأمة تحتاج إلى زلزال فكري وأخلاقي، حيث يراها موقعاً للتميز عن الناس وموقعاً للاستفادة الذاتية، وفرصة لتحسين سبل الحياة الخاصة للنواب على حساب أفراد المجتمع الذين أوصلوهم إلى هذا الموقع "الثقيل حمله" على من يعي عواقب الأمور وحقيقتها.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
إني أريد أن أذكر النواب الحاليين بالخطيئة التي وقع بها المجلس السابق (٢٠١٣) عندما تعامل بسطحية واستخفاف مع قضية زيادة أسعار البنزين، ثم اتخذ ذلك المجلس قراراً اعتباطياً بمنح كل مواطن كوبونات بنزين بقيمة ٧ دنانير شهرياً ليتحول هذا القرار الكوميدي، الذي لم يطبق أصلاً، إلى نقمة في مسيرة من شارك فيه حتى تداعى النواب السابقون أنفسهم للتبرؤ منه، والتخلص منه كالجمرة بعد ردة الفعل الشعبية التي واجهوها من ورائه.إن نظرة البعض إلى عضوية مجلس الأمة تحتاج إلى زلزال فكري وأخلاقي، حيث يراها موقعاً للتميز عن الناس وموقعاً للاستفادة الذاتية، وفرصة لتحسين سبل الحياة الخاصة للنواب على حساب أفراد المجتمع الذين أوصلوهم إلى هذا الموقع "الثقيل حمله" على من يعي عواقب الأمور وحقيقتها، وإذا كان بعض النواب لم يستوعب هذه الحقيقة فإن الواجب على الشعب والناخبين القيام بالواجب، وإيقاظ أولئك النواب من غفلتهم، وإرجاعهم إلى مسارهم الصحيح ليقوموا بما هو مطلوب منهم لا ما هو "مطلوب لهم". والله الموفق.إضاءة تاريخية: في مثل هذه الأيام قبل سنتين فقدنا الأخ الغالي والمهندس القدير مجبل المطوع رئيس المركز العلمي، وهو رجل ذو خلق كريم وأديب محب للعلم والمعرفة، عاشق للكويت، معطاء لها، يغمرك بتواضعه ويأسرك بابتسامته. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.