لجنة الداخلية والدفاع في مجلس الأمة المكونة من الأعضاء "عسكر العنزي وسعود الشويعر ونايف المرداس وفراج العربيد وسعدون حماد"، وافقت على اقتراح "بمنح أعضاء مجلس الأمة السابقين والقياديين المتقاعدين بالديوان الأميري وديوان سمو ولي العهد، وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء، جواز سفر خاصا، تسهيلاً عليهم في تنقلاتهم في مختلف دول العالم، ولحساسية مناصبهم التي تقلدوها"، وهكذا تركت لجنة الداخلية والدفاع كل شغلها لتطلع لنا بمثل هذا الاقتراح الأناني، والذي ينتفع منه النواب بشكل صريح وفج، وتجعله أولوية في جدول أعمالها رغم وجود العديد من التقارير والاقتراحات التي تنتظر الإنجاز في أدراج هذه اللجنة.يا ترى هل أصبح همّ نواب الأمة تجميل أنفسهم وتحسين مستقبلهم بعد التقاعد؟ وهل أصبحت أولويات النواب اختلاق المزايا والفوائد لأنفسهم وإهمال مصالح الشعب وحقوق الدولة؟ ألا يخجل النواب حتى من طرح هذا المقترح والتناقش فيه وهم يعلمون أن أموراً أعظم وأولى تنتظر منهم الاجتماع والدراسة والتقرير؟
ثم ما حاجة النواب والقياديين بعد تقاعدهم للجواز الخاص؟ وبأي حق يتم تمييزهم عن سائر المواطنين؟ ولماذا تم اختيار القياديين في الدواوين الثلاثة فقط لمنحهم هذه الميزة؟ وماذا عن باقي قياديي الدولة إذا ما طالبوا بمساواتهم بهذه التفرقة البغيضة؟ وما المطالبات التي ستلحق بإقرار الجواز الخاص؟ هل ستطلبون مستشفىً خاصا لكم ثم مدارس خاصة لأبنائكم ثم أولوية في الدور الإسكاني، وهكذا تتحول أفكاركم واقتراحاتكم لتطبيق مقولة "خذ ما اتخذ"!إني أريد أن أذكر النواب الحاليين بالخطيئة التي وقع بها المجلس السابق (٢٠١٣) عندما تعامل بسطحية واستخفاف مع قضية زيادة أسعار البنزين، ثم اتخذ ذلك المجلس قراراً اعتباطياً بمنح كل مواطن كوبونات بنزين بقيمة ٧ دنانير شهرياً ليتحول هذا القرار الكوميدي، الذي لم يطبق أصلاً، إلى نقمة في مسيرة من شارك فيه حتى تداعى النواب السابقون أنفسهم للتبرؤ منه، والتخلص منه كالجمرة بعد ردة الفعل الشعبية التي واجهوها من ورائه.إن نظرة البعض إلى عضوية مجلس الأمة تحتاج إلى زلزال فكري وأخلاقي، حيث يراها موقعاً للتميز عن الناس وموقعاً للاستفادة الذاتية، وفرصة لتحسين سبل الحياة الخاصة للنواب على حساب أفراد المجتمع الذين أوصلوهم إلى هذا الموقع "الثقيل حمله" على من يعي عواقب الأمور وحقيقتها، وإذا كان بعض النواب لم يستوعب هذه الحقيقة فإن الواجب على الشعب والناخبين القيام بالواجب، وإيقاظ أولئك النواب من غفلتهم، وإرجاعهم إلى مسارهم الصحيح ليقوموا بما هو مطلوب منهم لا ما هو "مطلوب لهم".والله الموفق.إضاءة تاريخية: في مثل هذه الأيام قبل سنتين فقدنا الأخ الغالي والمهندس القدير مجبل المطوع رئيس المركز العلمي، وهو رجل ذو خلق كريم وأديب محب للعلم والمعرفة، عاشق للكويت، معطاء لها، يغمرك بتواضعه ويأسرك بابتسامته. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
مقالات
مجلس الاقتراحات التافهة
24-07-2018