أزيح الستار مساء أمس الأول عن فعاليات النسخة الـ13 من مهرجان صيفي ثقافي، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، برعاية وزير الإعلام رئيس المجلس، محمد الجبري، وافتتح بلبل الخليج، الفنان نبيل شعيل، ليالي المهرجان بحفل غنائي ذي طابع طربي على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، شهد مشاركة نجم برنامج «ذا فويس»، حسن العطار، وبقيادة المايسترو د. أيوب خضر، تقدم الحضور الأمين العام للمجلس، المهندس علي اليوحة، والوكيل المساعد لقطاع الإذاعة بوزارة الإعلام، الشيخ فهد المبارك، والسفير السعودي لدى الكويت الأمير سلطان بن سعد بن خالد، وقيادات المجلس الوطني، ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي، بينما قدمت الحفل الإعلامية إيمان نجم.

Ad

الوقود الحقيقي

بدأ توافد الجمهور على المسرح في وقت مبكر، ليمتلئ المسرح عن آخره قبل بدء الحفل بنصف ساعة، قبل أن يرفع المنظمون لافتة كامل العدد، منعا لتكدس عشاق بوشعيل، الذين دفعهم حب صوته وخفة ظله وإحساسه المتدفق الذي يسبق كلمات أغنياته في الوصول إلى القلوب، كل المؤشرات كانت تنبئ بحفل ناجح بامتياز، بدءا من التنظيم الجيد، مرورا ببرنامج الأمسية الذي تضمن 16 أغنية، كان من نصيب العطار منها أغنيتان، بينما ذهبت البقية إلى بوشعيل، وصولا إلى الجمهور الذي يعتبر الوقود الحقيقي لأي حفل، ولعل من تابع الأمسية عن قرب يلمس حجم التفاعل الكبير مع بلبل الخليج.

بداية الحفل

عند الثامنة والنصف، أطلت الإعلامية إيمان نجم لتقديم فقرات الحفل، قبل أن تترجل وتفسح المجال أمام المايسترو د. أيوب خضر، ليبدأ الحفل بعزف منفرد «سماعي كرد» من ألحان عبده داغر، وأداء الفرقة، واستطاع خضر أن يقود الحفل إلى بر الأمان، إذ بدا مدى التناغم والانسجام بين أعضاء فرقته، ثم كان الحضور على موعد مع الفقرة الأولى للفنان الشاب حسن، حيث اختار أن يستهل بـ «أحيان»، من كلمات علي عسيري، وألحان ناصر الصالح، قبل أن يداعب الجمهور قائلا: «سامحوني، أبدو متوترا قليلا، لاسيما أنها المرة الأولى التي أواجه فيها الجمهور الخليجي»، ليضج المسرح بالتصفيق، دعما لفنان موهوب يمتلك أدواته، ويشدو حسن بأغنيته الثانية، وهي «جاني»، للفنان نبيل شعيل، ومن كلمات محمود عبدالعزيز وألحان محمد رحيم.

بلبل الخليج

وما هي إلا دقائق حتى دقت ساعة الطرب بعودة إيمان نجم للمسرح مجددا، لتقدم بلبل الخليج بوشعيل، الذي أطل على وقع أنغام أغنية «منطقي»، من كلمات سعد المسلم، ومن ألحان فهد الناصر، ليلهب حماس الجمهور ويبادلهم أطراف الحديث، ويشاركهم الابتسامة بالدعابة تلو الأخرى، من ثم يختار نبيل من أرشيفه الفني الكبير أغنية «الله يا خوفي»، من كلمات الشاعر بدر بورسلي، وألحان د. عبدالرب إدريس، ولعل ما ميز برنامج الحفل أنه تضمن أعمالا تعد علامات فارقة في مشوار بوشعيل، الذي كان اختياره الثالث أغنية «بدعي عليه»، من كلمات خالد المريخي، وألحان مشعل العروج.

التراث الأصيل

وينتقي نبيل أغنية سامرية بعنوان «ويلاه»، من كلمات مبارك الحديبي، وألحان د. عبدالله الرميثان، ليشدو بها قبل أن يقول: «بما أننا في مستهل نشاط ثقافي فني، كان لابد أن نستحضر روح التراث الكويتي الأصيل».

نبض الكويت

ويعود نبيل مجددا إلى مكتبته الغنائية، ويختار منها «وش مسوي»، من كلمات عارف الهاشل، وألحان محمد العريفي، ويمضي نبض الكويت كما يحلو لجمهوره أن يلقبه في أمسيته يصول ويجول، ويتنقل بين مختلف الألوان الغنائية على وقع تفاعل الجمهور، ويغني «شالعجب»، وينتقل منها إلى «يا عسل» للشاعر أحمد علوي والملحن نواف عبدالله، ثم يختار بوشعيل «بعلمك» التي صاغ كلماتها عبدالعزيز الميلس، ولحنها فواز المرزوق، بينما كانت الأغنية الأخيرة في برنامج الحفل «يبغى السماح» للشاعر عبداللطيف البناي، ومن ألحان سلمان الملا، ويضيف في النهاية «يا شمس لا تغيبي»، و»يا در».

وفي الختام أعرب الفنان شعيل عن شكره للمجلس الوطني للثقافة على تنظيم هذه الاحتفالية، مؤكدا أن هذا التعاون هو مجرد بداية لسلسلة من الحفلات المقبلة، من ثم اعتلى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري المسرح بمعية مدير المهرجان محمد بن رضا، لتكريم بوشعيل والمايسترو أيوب خضر.

بوشعيل... بين الشهادات المزورة ومغادرة العطار

سخر الفنان نبيل شعيل من أزمة الشهادات المزورة التي تلقي بظلالها على المشهد في الكويت حاليا، إذ استذكر المرة الأولى الي أراد فيها استخراج ترخيص لشركته، حيث طلب منه شهادته الدراسية. وقال بوشعيل: «طلبوا مني شهادة جامعية، وأنا حاصل على متوسطة بشق الأنفس، وبالكاد وجدتها، خصوصا بعد مضي كل هذه السنوات»، واستطرد ساخرا: «لو كنت أعرف عن أصحاب الشهادات المزورة هؤلاء كنت طلّعت 4 دكتوراه»!

كان من المفترض أن يكرم الفنان الشاب حسن العطار في ختام الحفل، إلى جانب بوشعيل والخضر، ولكن الجميع فوجئوا بمغادرة العطار للحفل، في وقت كان ينتظر فيه نبيل صعود الفنان الشاب ليقول كلمة في حقه، وعندما فطن الجميع إلى أن العطار غادر، قال بوشعيل: «كان من المفترض أن ينتظر حتى يتسلم جائزته، لهذا السبب لا ينجحون»، وتمنى بوشعيل للفنان الشاب التوفيق، مستطردا: «أتمنى له النجاح والتوفيق، وأن يأتيه مثل هذا العدد من الجمهور».

وعقب انتهاء الحفل، نشر العطار على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي أنستغرام صورة له مع بوشعيل خلف الكواليس، وهو يحمل الدرع، وكتب العطار توضيحا: «يسعدني أن يكرمني أحد عمالقة الفن الكويتي والخليجي والعربي، وآسف لأنني لم أحضر تكريمي على المسرح، حيث اضطررت إلى الذهاب للمستشفى عقب وصلتي مباشرة، وأحمد الله أنني تمكنت من العودة».