أوزيل يعلن اعتزاله اللعب دولياً بسبب «العنصرية»

نشر في 24-07-2018
آخر تحديث 24-07-2018 | 00:04
بعد الانتقادات التي وجهت إليه أعلن لاعب وسط المنتخب الألماني لكرة القدم مسعود أوزيل أمس الأول أنه قرر اعتزال اللعب دولياً بسبب «العنصرية».
أعلن لاعب وسط المنتخب الالماني لكرة القدم مسعود اوزيل امس الاول انه قرر اعتزال اللعب دوليا متطرقا الى «العنصرية» في الانتقادات التي وجهت اليه عقب كارثة خروج ابطال العالم من الدور الاول لمونديال روسيا 2018.

وقال اوزيل (29 عاما) في حسابه على تويتر: «بقلب مفعم بالاسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي».

وكان أوزيل، التركي الاصل، دافع في وقت سابق امس الأول عن قراره بالتقاط صورة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مايو الماضي، مما أثار أسئلة حول ولائه لمنتخب ألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا.

وفي بيان من ثلاثة أجزاء نشره على تويتر على مدار امس، خرق أوزيل حاجز الصمت الذي التزم به خلال نهائيات كاس العالم، من جراء هذه الصورة التي تسببت في الكثير من الجدل والغضب تجاهه، ملقيا باللوم على الاتحاد الألماني لكرة القدم بسبب فشله في الدفاع عنه ضد أبرز منتقديه.

وأضاف أوزيل: «يمكن القول إن القضية التي أحبطتني أكثر خلال الشهرين الماضيين كانت سوء المعاملة من جانب الاتحاد، وعلى وجه الخصوص رئيس الاتحاد الألماني رينهارد غريندل»، مبيناً أن غريندل ومدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف طلبا منه تقديم «بيان مشترك لإنهاء كل الحديث ووضع الأمور في نصابها» بخصوص الصورة مع إردوغان.

وتابع: «وبينما حاولت أن أشرح لغريندل تراثي، وأصلي وجذوري، وبالتالي المنطق وراء الصورة، كان أكثر اهتماما بالحديث عن آرائه السياسية الخاصة والاستخفاف برأيي».

ورأى أوزيل أنه تلقى اللوم بشكل غير عادل في ألمانيا بسبب خروج المنتخب من الدور الأول في كأس العالم، حاسما موقفه: «لن أكون بعد الآن كبش فداء (لغريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح... ففي نظر غريندل وأنصاره، أنا ألماني عندما نفوز، لكنني مهاجر عندما نخسر».

وكان أوزيل قال في وقت سابق إنه مخلص لكل من اصوله التركية والألمانية، ومُصر في الوقت ذاته على انه لا يريد الادلاء ببيان سياسي من خلال الظهور مع اردوغان.

وقال لاعب ارسنال الانكليزي: «على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود الى اكثر من بلد واحد، وبينما نشأت وترعرعت في المانيا، تملك عائلتي جذورا راسخة في تركيا»، مضيفاً: «لديّ قلبان: أحدهما الماني والآخر تركي».

وتابع: «أعلم ان صورتنا مع اردوغان تسببت في انتقادات شديدة في الصحف الالمانية، وفي وقت يمكن لبعض الناس اتهامي بالكذب أو بالخداع، فإن الصورة التي التقطناها معا لا تحمل اي نوايا سياسية».

وأقر بأن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من اعادة انتخاب اردوغان رئيسا لتركيا «لا علاقة له بالسياسة او بالانتخابات، بل الأمر عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي».

وشدد مرة جديدة على أن «وظيفتي هي لاعب كرة قدم، ولست سياسيا، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية».

تركيا تشيد برد أوزيل

من جانبها، أشادت تركيا أمس برد اوزيل على «العنصرية» وتركه المنتخب الألماني حيث حظي قرار ابن الـ29 عاما بتأييد رسمي تركي.

وغرد وزير العدل عبدالحميد غول: «أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية».

أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو الذي حذا حذو غول ونشر صورة أوزيل المبتسم مع إردوغان، فقال: «نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل».

وفي تغريدة سبقت اعلان اوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم إردوغان، إن اضطرار اللاعب الى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي «مؤسف لأولئك الذين يدعون أنهم متسامحون ومتعددو الثقافات!».

وفي أبرز ردود الفعل في ألمانيا على قرار اوزيل، اعتبرت وزيرة العدل كاتارينا بارلي، في حسابها على تويتر، أن ما حصل يشكل «إنذارا إذا كان لاعب كرة قدم ألماني كبير مثل مسعود أوزيل لم يعد يشعر أنه مرغوب به في بلاده أو ممثلا عبر الاتحاد الألماني لكرة القدم».

بدوره، أعرب دسيم اوزديمير من حزب الخضر عن استيائه لأنه «سيتكون الآن عند الأتراك الألمان الشبان الانطباع بأنه لا مكان لهم في المنتخب الوطني الألماني»، لكن دسيم التركي الأصل انتقد في الوقت ذاته اوزيل لأنه «لم يرتق الى مستوى مسؤوليته كمثال يحتذى به» من خلال فشله في ابعاد نفسه عن اردوغان.

ورأى أن «التقاط الصور مع الحاكم الوحيد إردوغان يشكل عدم احترام لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد في تركيا أو يوضعون بشكل تعسفي في السجن».

استقالة متذمر

وكانت «بيلد»، الصحيفة الأكثر مبيعا في ألمانيا، من أشد المنتقدين لاوزيل، واصفة البيان بأنه «استقالة متذمر»، منتقدة موقفه بتحميل «الجميع المسؤولية باستثنائه هو».

وردت «بيلد» التي تطالب منذ أسابيع عدة باستبعاد اوزيل عن التشكيلة الأساسية للمنتخب، على مزاعم لاعب خط الوسط بأن جذوره التركية وصورته مع إردوغان استخدمتهما بعض وسائل الإعلام في خدمة اليمين المتطرف، مضيفة: «رؤية أوزيل للعالم قريبة بشكل خطير من إردوغان وطغاته».

ميركل تحترم قرار اللاعب

أعلنت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الأخيرة تحترم قرار لاعب الوسط التركي الأصل مسعود أوزيل، بعدم اللعب مجددا مع المنتخب الألماني، على خلفية الحملة «العنصرية» ضده، بسبب الصورة التي جمعته بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وقالت أورليكه ديمر، إن «المستشارة تعتز بمسعود أوزيل كثيرا. أوزيل لاعب كرة قدم ساهم في الكثير لمصلحة المنتخب الوطني»، مضيفة أنه «اتخذ الآن قرارا يجب احترامه».

هوينيس: يلعب بحماقة منذ أعوام

شن أولي هوينيس، رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، هجوما حادا ضد مسعود أوزيل، لاعب خط وسط أرسنال الإنكليزي. وقال هوينيس في تصريحات للصحافيين: «سعيد بأن الأمر كله انتهى. إنه يلعب بحماقة منذ أعوام».

وأضاف أن آخر لعبة ناجحة لأوزيل كانت قبل كأس العالم 2014، «والآن يخفي نفسه وعروضه المتواضعة خلف هذه الصورة».

back to top