يسود الوسط الفني هذه الأيام هرج ومرج من نوع جديد، أعاد خلط أوراق الفنانين ورسم علامة استفهام حول حقيقة الشعبية التي يتمتعون بها وأرقام متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي. فما إن أعلنت إدارة «تويتر» حذف ملايين الحسابات الوهمية وغير الفاعلة عبر منصتها، حتى ارتسمت في الأفق فضائح كبرى مسّت نجوماً عرباً، إذ خسر كثر منهم أرقاماً هائلة من المتابعين بعدما تبيّن أنهم وهميون، وهكذا كشف النقاب عن حجم كل فنان وشعبيته.

في إطار حملتها لتقليص عدد الحسابات الوهمية، أعلنت إدارة «تويتر» في بيانٍ لها أنّها ملتزمة بتحقيق الثّقة وتحفيز صحّة المحادثات عبر «تويتر»، مشددة على أن تكون أعداد المتابعين دقيقة وذات معنى. ولذلك قررت إزالة الحسابات المقفلة من أعداد المتابعين.

Ad

حول الحسابات المقفلة توضح إدارة «تويتر»: «نقفل الحسابات التي نكتشف تغييرات مفاجئة في سلوكها، نتواصل مع مالكيها وفي حال لم يثبتوا الحساب ويعيدوا تعيين كلمات المرور الخاصة بهم، نبقي حساباتهم مقفلة من دون إمكانية تسجيل الدخول».

تضيف إدارة «تويتر»: «سيلاحظ معظم الناس تغييراً في أربعة متابعين أو أقل؛ أما الآخرون الذين لديهم أعداد أكبر من المتابعين، فسيواجهون انخفاضاً أكبر».

في هذا السياق، أكدت الإدارة أن الحساب المقفل عبارة عن حساب أنشأه شخص حقيقي ولكن ظهرت لاحقاً تغييرات مفاجئة في سلوكه، لافتة إلى أن ثمة حسابات أُقفلت ولكنها ليست بالضرورة مزيفة، كذلك ثمة حسابات غير نشطة ولم تُقفل.

خسائر بالملايين

يُعتبر سعد لمجرد أحد أكبر الخاسرين بعد فقدانه ثلاثة أرباع متابعيه، إذ انخفض العدد من أربعة ملايين إلى مليون. كذلك طاولت الخسارة تامر حسني الذي انخفض متابعوه إلى النصف وبلغ نحو مليوني متابع، فيما صار متابعو ميريام فارس أقل من مليونين بعدما كانوا ستة ملايين. خسارة نصف المتابعين واجهت ديانا حداد بدورها وبات عددهم مليوناً.

الفنانة الإماراتية أحلام خسرت 200 ألف متابع، كذلك الأمر بالنسبة إلى شمس الكويتية ونانسي عجرم، مع ذلك ظلّت الأخيرة تحافظ على أعلى نسبة متابعة بين زملائها(13 مليوناً)، فيما خسرت كل من إليسا ونوال الزغبي 100 ألف متابع.

بالنسبة إلى يارا، فقد أقفل حسابها الموثّق، ولم يعرف بعد ما إذا كانت ستتمكن من استعادته، وقد أكّد خبراء أن الحساب أقفل بسبب التغيير الطارئ على سلوك مستخدميه، بحسب معايير «تويتر» الجديدة.

كلودا شمالي من أكثر الخاسرين على «تويتر»، إذ انخفض متابعوها من 278 إلى 73 ألف متابع، فيما خسرت نادين الراسي 30 ألف متابع وبقي في حسابها 427 ألفاً. أما حسين الديك فلم يتبق له إلا نحو ألف متابع.

مغنية البوب العالمية كيتي بيري (107 ملايين)، أكثر مستخدمة لها متابعون على «تويتر»، خسرت أكثر من 2.8 مليون أو ما يعادل 2.6 في المئة من المتابعين.

في المقابل، أثبتت الفنانتان اللبنانيتان نجوى كرم (نحو ثمانية ملايين) وهيفاء وهبي (نحو سبعة ملايين) جدارة عالية على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ لم تخسرا من حجم متابعيهما.

المعيار الحقيقي

علّقت الفنانة شمس على حملة تويتر بقولها «ما فهمته في مسألة الحذف أنهم يحذفون حسابات غير فاعلة أو غير معروفة أو وهمية، عازية المشكلة إلى أسهم «تويتر» التي تهبط قيمتها في السوق في حال قل عدد مشتركيه، لذا ينظِّف من هنا ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه في اللحظة التالية، ولن يشعر أحد إلا بتغيير بسيط، معتبرة خطوة تويتر هذه للدعاية فحسب، ومؤكدة أن المعيار الحقيقي للشعبية هو التفاعل والردود على تغريدات الفنان، ليس على «تويتر» فحسب، بل على «فيسبوك» و«يوتيوب» و«إنستغرام» أيضاً.

«إنستغرام»... المنافس؟!

فضيحة الفنانين على «تويتر» هل ستلحقها فضيحة أخرى على «إنستغرام»؟ يبدو أن الأخير متفوق على الأول، إذ بلغ عدد مستخدميه المليار شهرياً بحسب إحصاءات صدرت في يونيو الماضي، ما يتيح للنجوم منصة ضخمة لاستقطاب المتابعين، لا سيما أن معظمهم بات يتخذه وسيلة التواصل الأولى مع المتابعين، ما يسمح ربما بالتعويض عن الخسائر التي مني بها النجوم على «تويتر». اللافت في هذا السياق أن النجوم يتكلمون عن أعداد ضخمة لمتابعيهم تفوق ما حصلوا عليه على «تويتر». فهل يصلح «إنستغرام» ما أفسده «تويتر»؟

كان «إنستغرام» أطلق خدمة جديدة «آي جي تي في»، التي تضمّ مقاطع فيديو لمشاهير الإنترنت، وفنانين يصل عدد متابعيهم إلى عشرات الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.