على وقع تصاعد التوتر على حدود هضبة الجولان مع تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد على حساب تنظيم "داعش" في المنطقة الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط مقاتلة سورية من نوع "سوخوي" بصاروخين من طراز "باتريوت" لدى اخترقها المجال الجوي في هضبة الجولان.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، "راقبنا عن كثب اختراق المقاتلة السورية من نوع سوخوي مجالنا الجوي وعبورها مسافة كيلومترين. وتم إسقاطها بإطلاق صاروخين من طراز باتريوت"، مؤكدا أنه "في حالة تأهب قصوى، وسيواصل التحرك ضد أي انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974".

Ad

وبعد وقت قصير، اتهم مصدر عسكري سوري "العدو الإسرائيلي بتبنيه للإرهابيين"، مؤكدا استهدافه إحدى الطائرات خلال ضربها لتجمعاتهم في صيدا على أطراف وادي اليرموك في الأجواء السورية.

ودوت صفارات الإنذار في الجولان المحتل ومدينة صفد وطبريا، ومنطقة الأغوار الأردنية. وأفادت بلدية صفد بأنه تم تشغيل منظومة للدفاع الجوي في محيط المدينة.

وفي 23 سبتمبر 2014، أعلن الجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ يونيو عام 1982، أنه أسقط مقاتلة سورية نوع "سوخوي 24" بنفس الطريقة بعد تجاوزها المنطقة الحدودية، خلال قصفها أهدافا لفصائل المعارضة في القنيطرة.

إسرائيل وإيران

وعلى وقع تصعيد غير مسبوق، فشلت أمس الأول جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران بوساطة روسية قادها هذه المرة وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف.

وأكدت مصادر لـ "الجريدة" أن إسرائيل أبلغت الوفد الروسي بأن إبعاد إيران 80 أو حتى 100 كيلومتر عن حدودها، لن يحل المسألة، لأن طهران تمتلك صواريخ يصل مداها الى أبعد من ذلك. كما أبلغته بأن موافقة إيران على احترام اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين سورية وإسرائيل في 1974، والتي تقضي بمنطقة عازلة 20 كيلومتراً على الحدود وإبعاد الصواريخ الثقيلة 25 كيلومترا، لا تعني شيئا، لكون إسرائيل تعتبر أن إيران ستكون على بعد 20 كيلومتراً من حدودها بلباس الجيش السوري.

وطالبت إسرائيل بضرورة تفكيك كل الصواريخ الإيرانية التي نصبت في سورية، ووقف تهريب الأسلحة إلى هناك. وتمسكت إسرائيل بموقفها "المبدئي" بضرورة خروج إيران بالكامل من سورية. وقالت المصادر إن الوفد الروسي أكد أن إيران لا بد أن تخرج من سورية، ولا يمكنها أن تبقى هناك الى ما لا نهاية على الأقل عسكريا، وأن الرئيس السوري بشار الأسد يفهم تماما هذه الحقيقة، لكن الحديث لا يزال مبكرا عن هذا الأمر، خصوصاً أن الحرب السورية لم تضع أوزارها بالكامل.

وأكدت إسرائيل للوفد الروسي أنها ستواصل قصف المواقع الإيرانية في سورية وشحنات الأسلحة إلى "حزب الله"، وأنها قد توسع الغارات إلى العراق إذا استدعى الأمر.

وقبل أيام، انفردت "الجريدة" بنشر خبر عن تحديد إسرائيل قائمة أهداف إيرانية في العراق تمهيدا لقصفها، بينها المعابر.

في المقابل، قالت مصادر إيرانية إن طهران هددت بالتموضع على الحدود في الجولان في حال لم تتعهد إسرائيل بوقف الغارات وبعدم الالتزام باتفاقية 1974.

وفي اجتماع غير معتاد، التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها هايكو ماس في برلين، أمس، غيراسيموف ولافروف لبحث النزاعات في سورية وأوكرانيا، بناء على ترتيبات مسبقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي موسكو، أجرى مبعوث سورية الخاص ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين مع وفد فرنسي برئاسة مبعوث الرئيس الفرنسي، فرانسوا سينيمو، مشاورات "تفصيلية" حول الوضع في سورية ودفع العملية السياسية ومعالجة القضايا الإنسانية وتنفيذ المبادرة المشتركة لتقديم المساعدات للغوطة الشرقية.

وفي إطار محاولات النظام لفرض سيطرته الكاملة على المنطقة الجنوبية، بما فيها الحدود مع إسرائيل والأردن، قصف الطيران السوري والروسي، أمس، منطقة حوض اليرموك الواقعة تحت سيطرة فصيل "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في ريف درعا، بطريقة جنونية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة أسفرت منذ الخميس عن مقتل 43 من النظام و61 من الفصيل المتطرف، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.

وتحدث الإعلام الرسمي عن انتزاع الجيش عدة مناطق من قبضة "داعش" بحوض اليرموك، موضحا أن "عناصر الهندسة تمشط القرى والبلدات المحررة" بحثاً عن ألغام أو شراك ملغومة.

ورغم إجلاء أكثر من 400 منهم مع عائلاتهم إلى الأردن، لا يزال عدد مماثل من عناصر "الخوذ البيضاء"، عالقين في مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي ويخشون مصيرهم ويناشدون "المعنيين المساعدة على الخروج".

وإذ نفت المشاركة في إجلاء "الخوذ البيضاء"، اعتبرت الأمم المتحدة أمس الأول أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم "يجب أن تتم بشكل طوعي، وليس على نحو قسري".

ومع تزايد التوقعات بإقدام النظام على عملية واسعة لبسط سيطرته على عرين فصائل المعارضة، بدأت السلطات التركية بتشييد جدران عازلة في بعض مناطق إدلب.

ونقلت وكالة "سمارت" عن مصدر عسكري أن 360 شاحنة بمقطوراتها تحمل كل منها ثلاثة جدران عازلة، دخلت من معبر قرية كفرلوسين باتجاه نقطة المراقبة في تلة العيس لتوزع على مراحل، وسيتم بناؤها على طول الخط المحاذي لمناطق سيطرة النظام في قريتي الصرمان وتل الطوقان بإدلب، مشيرا إلى أن الجيش التركي سيدخل يوميا 40 شاحنة مماثلة لتبنى بمحيط نقاط المراقبة.

وفي وقت سابق، أكد مصدر سوري، لوكالة "سبوتنيك"، أن النظام أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، موضحا أنه "تم استطلاع المنطقة بالتعاون مع الروس وتحديد أهداف العملية على محورين، الأول ينطلق من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والآخر من منطقة جورين بأقصى الشمال الغربي لحماة".

من جهة أخرى، زار زعيم منطقة أوسيتيا الجنوبية المنفصلة عن جورجيا أناتولي بيبيلوف دمشق، واجتمع مع الأسد أمس الأول. وأوضحت وكالة "سانا" أن زيارة بيبيلوف، التي جاءت بعد شهرين من اعتراف دمشق باستقلال أوسيتيا وأبخازيا عن جورجيا، تستغرق ثلاثة أيام.

في هذه الأثناء، نشر موقع "روسيا اليوم"، أمس، قائمة بأسماء مرشحي هيئة التفاوض المعارضة للجنة الدستورية.