ما بعد القرار الإسرائيلي!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
المفترض ألا تنتهي "ثورة العرب"! رداً على تحول إسرائيل إلى دولة عنصرية... دولة "أبارتهايد" جديدة، ونحن في القرن الحادي والعشرين، قبل أن تبدأ، وأن تكون هناك متابعة جدية وجادة إنْ من قبل الدول وإن من قبل الأحزاب والجماعات والمجموعات المدنية... وأيضاً وقبل هؤلاء جميعاً من قبل الجامعة العربية، فالظروف على صعيد العالم كله باتت مهيأة لرفض هذه الإسرائيل "العنصرية" التي بخطوتها الأخيرة قد أنعشت الذاكرة الإنسانية بأنه كانت هناك ألمانيا النازية وجنوب إفريقيا "الأبرتهايدية" وأن قرار الكنيست الإسرائيلي قد أوجد نسخة جديدة من هاتين التجربتين المرتين المرفوضتين! الآن بإمكان حتى الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل أن تقول للإسرائيليين أولاً ولشعوب ودول العالم كله... وللأمم المتحدة وللهيئات الدولية بأسرها إننا عندما أبرمنا الاتفاقات التي أبرمناها مع الإسرائيليين فإننا أبرمناها مع شعب من المفترض أنه يرفض العنصرية والنازية، ومع دولة تعتبر عرب الـ"48" جزءاً منها، وليست هذه الدولة التي بالقرار الأخير قد تحولت عملياً وفعلياً إلى دولة تمييز عنصري وحولت من كانوا يعتبرون قبل هذا القرار جزءاً من شعبها إلى أقلية أصبح وضعها كوضع السود في دولة الـ"أبرتهايد" الجنوب إفريقية.وحقيقة، فإنه باستثناء دونالد ترمب "ومجموعته" لا يمكن أن يوجد في هذا العالم كله من يلوم العرب إنْ هُم بعد هذه الخطوة العنصرية حقاًّ وفعلاً أقفلوا أبوابهم المفتوحة على إسرائيل، فحسابات ما بعد هذا القرار الذي اتخذه الكنيست الإسرائيلي تختلف عن حسابات ما قبله، حيث كان هناك سابقاً أمل في سلام مع دولة تريد السلام، ومقابل الاعتراف بها تعترف بالشعب الفلسطيني وبأن له الحق بدولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وأيضاً تعترف بأن ما تحتله من الجولان هو أراضٍ سورية يجب أن تعود لأهلها بعد إلغاء قرار "الضم" الذي لابد من إلغائه إن بالتفاهم وإن بالقوة العسكرية.