افتتحت جوليا حفلتها في مدينة صور بجنوب لبنان بكلمة مما جاء فيها: «غنيت في صور مرتين، الأولى عام 1991 والثانية عام 1995. آنذاك كانت لدي 10 أغانٍ وكانت الحماسة في داخلي تدفعني إلى أن أتحرك كثيراً. اليوم، وبعد مرور سنوات، ما زال الإحساس نفسه والحب ذاته والغضب ذاته، لكن لم أعد أتحرك كثيراً».

أضافت: «بحر صور ورائي وثمة بحر أمامي، هواء صور مختلف، وهواء الجنوب أيضاً، تموز (يوليو) شهر دوَّخ العالم، تعود معه ذكرى حرب، والحرب بشعة فيها مآسٍ وخسائر وشهداء وجرحى وضحايا. لكن تموزنا صار تموز انتصار الجنوب، وانتصار لبنان، كل لبنان شاء من شاء وأبى من أبى».

Ad

تحيات

قبل أن تبدأ وصلتها الغنائية وجهت جوليا تحية إلى كل من زوجها النائب في البرلمان اللبناني الياس بو صعب ووالدها، وخصّت والدتها بالشكر قائلةً: «والدتي صممت أول ثوب ارتديته في أول إطلالة تلفزيونية، ورغم إمكاناتنا المحدودة آنذاك حاولت أن تبرزه بأجمل الأكسسوارات. ماما... حبيبة قلبي... أحبك كثيراً». كذلك وجهت تحية إلى الشاعر نبيل أبو عبده الذي كتب كلمات أغانٍ لها لا تزال خالدة، من بينها: «يا ثوار الأرض، وأنا بتنفس حرية، ولا بأحلامك»... وغيرها.

حدث استثنائي

قدمت جوليا على مدى ساعتين أغنيات من ألبومها الجديد، من بينها: «بكرا شي نهار، وإلى النصر هيا»... فضلاً عن باقة من أجمل أغانيها القديمة التي لا تزال حاضرة في الوجدان وفي الذاكرة من بينها: «يا قصص، وأنا بتنفس حرية، وثوار الأرض، ومقاوم (عاب مجدك)، وأحبائي، ومنرفض نحنا نموت»... وغيرها.

يذكر أنه كان من المقرر إقامة حفلة واحدة في البداية، ولكن نفدت البطاقات بعد 24 ساعة على طرحها، في حدث استثنائي لم يشهد مثله لبنان، ما دفع القيمين إلى الطلب إلى جوليا تقديم أمسية ثانية (22 يوليو)، وهكذا كان، فاستقطبت الآلاف الذين توافدوا إلى منطقة صور للاستماع إلى صوت شجي يدخل القلوب من دون استئذان ويحرك المشاعر بقوة، من خلال كلمات وألحان تحمل معنى الالتزام بأبهى صورة. بالطبع ليس المقصود هنا إثارة الغرائز بل التطرق من خلال الأغنية إلى قضايا تمس الضمير العام.

تميّزت الحفلة الثانية بإغانٍ وطنية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وشكلت حالة استثنائية، تماماً كما الحفلة الأولى، لتمتعهما بمستوى عالمي على الصعد الفنية والتقنية والتنظيمية، وسيطرة عنصر الإبهار عليهما من خلال الإضاءة والفيديو الذي رافق بعض الأغاني...

رافقت جوليا في أمسيتيها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان وكورس ضخم مؤلف من أكثر من 170 منشداً. والمفاجأة كانت إطلاق الفنانة اللبنانية أغنية للمرة الأولى تقول كلماتها «راجعة إلكن بعد طول سنين.. راجعة إلكن وبقلبي حنين.. منكم أنا ومعكم أنا».

اللافت أن الجمهور استقبل جوليا بأجواء من الفرح والتصفيق الحاد وردّد معها أغانيها القديمة وتفاعل مع أعمالها الجديدة، فأبدعت وتناغم حضورها وأداؤها مع التقنيات الحديثة المستخدمة في الحفلة، ما أضفى عليها رونقاً وجمالاً دفع الجميع سواء من أحب صوتها أو لا أن يعترف باستثنائية الأمسيتين وبالتحضير المتقن لهما وبالمجهود المبذول لإنجاحهما، وهو ما حصل فعلاً، فاستعادت مدينة صور وقفات عز سطرتها عبر تاريخها، ورددت أرجاؤها صدى «منرفض نحنا تنموت» وغيرها من أغانٍ تعكس مواقف كرامة...

لقطات

- فاجأ رئيس مجلس النواب في لبنان نبيه بري الجميع بحضوره حفلة جوليا بطرس إلى جانب زوجته رنده بري رئيسة مهرجانات صور الدولية، فضلاً عن نواب وفاعليات سياسية واجتماعية ووجوه فنية وإعلامية.

- شهدت مداخل مدينة صور ازدحام سير قبل بدء الحفلة وبعد انتهائها، واتخذت القوى الأمنية تدابيرها لتسهيل حركة السير.

-أخّرت جوليا بدء حفلتها لدقائق إلى حين الانتهاء من رفع أذان العشاء احتراماً منها لوقت الصلاة، فلقيت هذه الخطوة تصفيقاً وترحيباً من الحضور الذي أثنى على هذه اللفتة المميّزة.

- آخر أعمال جوليا الفنية كليب «سوء تفاهم»، إخراج شقيقتها صوفي بطرس. الأغنية من كلمات فادي الراعي وألحان زياد بطرس.