عرضت بعض الصحف اليومية صوراً قديمة لأخبار وتغطيات قامت بها بخصوص الشهادات المزورة في دلالة على أن الجرس قرع ألف مرة منذ زمن بعيد، وكل من لديه تغريدة أو مقال كتب منذ الأزل عن تفاقم وباء الشهادات المزورة أعاد التذكير به ولسان حالهم "من زمان قلنا لكم".ما حصل في الأيام السابقة من انتفاضة رسمية وشعبية ضد الشهادات المزورة أمر جيد إن كتب له الاستمرار ولم يتكرر السيناريو المعتاد، وهو لجنة ثم صمت ثم مقبرة، ولكن كيف استقبلت شخصيا هذه الانتفاضة ضد الكارثة القديمة؟ وكيف فسرت دوافعها؟ في البداية لا بد من الإشادة بأصحاب النوايا الصادقة الذين تصدوا من قبل لظاهرة الشهادات المزورة، وحذروا من تداعياتها السلبية على وطن لن يستطيع الوقوف على أقدام مزورة أمام التحديات الحقيقية التي لا مجال للفهلوة فيها.
هذه القضية كما أراها يحركها دافعان لا ثالث لهما: الأول غضب المظلومين من تقافز المزورين على أكتافهم، والثاني وهو الأقوى سميته "إجراء احترازيا" يتم فيه إعطاب عجلة مزور كان على وشك الصعود لمنصب رفيع، ومنافسوه أفسدوا عليه "الطبخة" بالوشاية، غير هذا الكلام لا أستطيع أن أستوعب الصحوة الطارئة لمكافحة أمر يتم لأهداف خالصة من المصالح.هل تريدون اختبار كلامي؟ لتخصص وزارة التعليم العالي خطاً ساخناً للإبلاغ عن المزورين وفوقها بريد إلكتروني لمن يشعر بالإحراج، صدقوني سترون العجب، سيفتن الكل على الكل، وسيختلط الواشي مع الحريص، ولن تنتهي هذه السنة حتى تسقط شهادات المزورين الأحياء منهم والأموات، جربوا طريقتي ولسوف تصدمون.
مقالات
الأغلبية الصامتة: جربوا الخط الساخن
26-07-2018