The Equalizer 2 يستمدّ قوته من دنزل واشنطن
يفرض دنزل واشنطن كامل سيطرته على الشاشة، سواء كانت الشخصية التي يؤديها هادئة في البداية قبل أن تتفجّر لاحقاً، أو كان يتحوّل إلى القوة الدافعة وراء التطورات العاصِفة. يحظى هذا الممثل بفرص متعددة لإثبات هذين الجانبين من شخصيته في فيلم The Equalizer 2 (المُعادِل 2) التابع للجزء الأول الذي صدر في عام 2014 واقتُبِس من المسلسل التلفزيوني من بطولة إدوارد وودوارد خلال الثمانينيات.
يعطي دنزل واشنطن القوة نفسها إلى شخصية روبرت ماكول التي أداها ببراعة في الجزء الأول.
يعطي دنزل واشنطن القوة نفسها إلى شخصية روبرت ماكول التي أداها ببراعة في الجزء الأول.
يتحوّل ماكول (دنزل واشنطن) في The Equalizer 2 إلى رجل مُنتقِم يضع نفسه في خدمة البائسين في محاولةٍ منه لتصحيح المسار الخاطئ، كذلك يحاول في الوقت نفسه التعامل مع الفراغ العاطفي الذي يشوب حياته. وسط المهام التي كلّف نفسه بها والتي تتسم بالعنف والرحمة في آن، يبدو عاملاً وجاراً وصديقاً صالحاً. لكنه يفتقر إلى الأصدقاء في حياته، إذ لا يعرفه بما يكفي إلا ربّة عمله السابقة سوزان بلامر (ميليسا ليو) وزوجها (بيل بولمان) كي يتقاسما معه وجبة طعام من وقت إلى آخر. لذا يبقى أصدقاء ماكول محدودين (يعتبره معظم الناس ميتاً)، لكنّ علاقته بالأشخاص الذين يحبهم تبدو عميقة وغير مشروطة. لهذا السبب، تُحوّل الحبكة الرئيسة في فيلم The Equalizer 2 القصة من مجرّد أعمال لطيفة وعشوائية إلى وضعٍ شخصي جداً.
حبكة مثيرة للاهتمام
يستعيد خط القصة الأساسي الذي يتمحور حول ماكول توازنه عبر إضافة أعمال صالحة أخرى تتراوح بين التعامل مع شابة مخطوفة ومنع مراهق (آشتون ساندرز) من الانجرار إلى عالم العصابات القاتل. تبدو الحبكة الرئيسة مثيرة للاهتمام، لكن يقدّم ماكول دوماً أفضل ما لديه عند التعامل مع أبسط المواقف. نظراً إلى الطابع الشخصي الذي تحمله القصة المحورية، ستُذكّرنا هذه الحكايات الصغيرة في النهاية بسبب النجاح اللافت للمسلسل التلفزيوني الأصلي: إنه الميل إلى مساعدة الغرباء.يحمل المخرج أنطوان فوكا ودنزل واشنطن تاريخاً طويلاً من التعاون المشترك الذي يعود إلى فيلم Training Day (يوم التدريب): صدر هذا العمل في عام 2001 وسمح لواشنطن بتقديم أداء شبه مثالي. يتّسم الرجلان بأسلوب عمليّ فاعل يسمح لواشنطن بإعطاء ثقل عاطفي للشخصية التي يؤديها، بينما يملأ فوكا الفراغات بمشاهد الحركة المؤثرة والمدروسة.أحدث فوكا والكاتب ريتشارد وينك بعض التعديلات على تفاصيل الفيلم الأول من خلال تغيير عمل ماكول. بدل أن يعمل في متجر معدات ويجد من يحتاجون إليه عبر الإنترنت، بات يعمل سائقاً لصالح شركة «ليفت». لا تُسهّل عليه هذه الخطوة استكشاف حاجات الغرباء فحسب، بل إنّ ضيق مساحة السيارة يُضخّم أداء واشنطن لأن الكاميرا تكون قريبة جداً من وجهه.لنكون منصفين مع رواد السينما، لا يمكن أن نناقش أي تفاصيل بشأن الأخطاء في الكتابة لعدم إفساد أحداث الفيلم عليهم. لكن عندما يحين وقت التحول المحوري في الفيلم، لن يقع أي خطأ لأن العمل يرتكز على الحبكة المستعملة بشكل متكرر في السابق. كان الفيلم ليغرق في الفوضى لو كان بطل القصة ممثلاً آخر. ينجح واشنطن في الحفاظ على الجوانب المشوّقة من الفيلم، حتى عندما تتخذ القصة منحىً باهتاً. عند جمع هذه العوامل مع نقاط ترتبط بالحبكة ولم تتّضح بدرجة كافية، يسهل أن نستنتج أن أخطاء وينك تفوق نقاط قوته كونه يستعمل جدولاً زمنياً غير محدّد ويُلوّح بإعصار وشيك كتجسيد صريح للاضطرابات الحاصلة.دعم ليو وساندرز
في الحالات العادية يستحيل أن نتساهل مع أخطاء الكتابة، لكن ينجح فيلم The Equalizer 2 في تحقيق هدفه بفضل القوة التي يمنحها واشنطن لهذا العمل. لا يحمل واشنطن هذا العبء وحده، بل يحظى بدعمٍ هائل من ليو وساندرز. كانت جهود الممثلين معاً كافية لإنقاذ الفيلم من أخطاء الكتابة المريعة.