باكستان تقترع بالدم... بعد «أقذر» حملة انتخابية

• انتحاري «داعشي» يقتل 31 في كويتا
• خان الأوفر حظاً واثق من هزيمة شريف

نشر في 26-07-2018
آخر تحديث 26-07-2018 | 00:03
عمران خان يلقي كلمة بعد إدلائه بصوته في إسلام آباد أمس 	(رويترز)
عمران خان يلقي كلمة بعد إدلائه بصوته في إسلام آباد أمس (رويترز)
هيمن هجوم دموي لتنظيم «داعش» في كويتا على انتخابات تشريعية مهمة جداً جرت، أمس، في باكستان، قد تفضي إلى ثاني انتقال سلمي للسلطة من حكومة مدنية، وذلك بعد حملة انتخابية وصفت بأنها الأقذر، بسبب اغتيالات واعتقالات واتهامات للجيش بالتدخل.
أدلى الناخبون الباكستانيون، أمس، بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، التي يبدو حزب بطل الكريكت العالمي السابق عمران خان، «حركة الإنصاف»، مرشحا للفوز فيها، في وقت تصاعدت المخاوف الأمنية، إثر حوادث متفرقة، بينها تفجير انتحاري أودى بحياة 35 شخصا، على الأقل، عقب حملة شهدت اتهامات للجيش بالتدخل فيها.

وأوضحت الشرطة أن تفجيرا انتحاريا استهدف موكب مسؤول رفيع في الشرطة، قرب مركز اقتراع في مدينة كويتا بإقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، وخلف 31 قتيلا وأكثر من 30 جريحا.

وأكدت الشرطة ان «داعش» أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استخدم فيه متفجرات تزن نحو 20 كيلوغراماً.

وأضافت ان اعمال عنف وقعت بهدف تخريب سير الانتخابات، أسفرت أيضاً عن مقتل اربعة مدنيين وإصابة سبعة اخرين في انحاء متفرقة من باكستان.

ونشرت السلطات الامنية 800 ألف عنصر من افراد الامن، بما في ذلك 371388 عنصرا من افراد الجيش في 85 ألف مركز اقتراع، لتسهيل عمليات الاقتراع التي بدأت في الثامنة صباحا واستمرت حتى السادسة مساء.

ويحق لنحو 106 ملايين ناخب الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي تهدف لتحقيق انتقال ديمقراطي نادر للسلطة، في الدولة التي تملك السلاح النووي، والتي حكمها الجيش لنحو نصف تاريخها الممتد 70 عاما.

لكن الانتخابات وصفت «بالأكثر قذارة» بسبب اتهامات واسعة للقوات المسلحة بالتلاعب بصناديق الاقتراع، ويعتقد أن خان - الذي حقق الفوز لباكستان في بطولة العالم للكريكت عام 1992 - هو المستفيد فيها.

وشهدت الحملة الانتخابية صعود أحزاب دينية متطرفة. وانحصرت المنافسة بشكل كبير بين «حركة الإنصاف» التي يتزعمها خان، وحزب «رابطة باكستان الإسلامية-نواز» بزعامة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف المسجون حالياً، والذي يقود حملته شهباز، شقيق نواز شريف.

وأدلى خان بصوته في باني غالا، أحد أحياء العاصمة إسلام اباد. وقال لوسائل الإعلام: «حان الوقت لهزم أحزاب أخذت البلاد رهينة لسنوات».

وقالت سيدة الاعمال مريم عارف، التي كانت أول الناخبين الذين دخلوا مركز اقتراع في مدينة لاهور (شرق) إنها صوّتت لحزب الرابطة- نواز، «لأنه يخدم باكستان».

وبعد وقت قصير، وصل شهباز شريف، الذي دعا الباكستانيين «للخروج من منازلهم... وتغيير مصير باكستان»، قبل ان يدلي بصوته ويرفع بيده شارة النصر.

وركزّ خان حملته على وعود شعبوية ببناء «باكستان جديدة» والقضاء على الفساد وتنظيف البيئة وإقامة «دولة رفاه إسلامي».

لكن حملته شهدت اتهامات واسعة بأنه استفاد من دعم مؤسسة الجيش القوية، في حين نددت وسائل الاعلام ونشطاء ومراكز أبحاث بما أسمته «انقلابا صامتا» للجنرالات.

ونفى الجيش الاتهامات، وأكد أنه «لا يلعب أي دور مباشر» في العملية الانتخابية.

ومنحت السلطات الانتخابية ضباط الجيش صلاحيات واسعة في مراكز الاقتراع، ما أجّج المخاوف من تلاعب محتمل.

وأثار خان أيضا التساؤلات في الاسابيع القليلة الماضية، بتقربه بشكل متزايد من مواقف مجموعات دينية متشددة، وخصوصا في ما يتعلق بقضية التجديف الحساسة جدا، مما أثار المخاوف من ان فوزا لحركة الانصاف يمكن ان يعزز المتطرفين الإسلاميين.

ويقول حزب الرابطة الاسلامية-نواز إنه المستهدف من تدخل الجيش، إذ يتعرض مرشحوه للضغوط، في حين أقيل نواز شريف العام الماضي وسجن بعد ادانته في قضية فساد قبل ايام من الانتخابات، مما أزاح أكبر منافسي خان من السباق.

ويمكن ان يدعى حزب ثالث، هو حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء بنازير بوتو، التي اغتيلت في 2007، لتشكيل تحالف مع الفائز في الانتخابات.

وتشارك في الانتخابات مجموعات راديكالية مثل «رابطة الملة المسلمة»، التي يتزعمها حافظ سعيد المتهم بتدبير هجمات بومباي عام 2008، وأحزاب أصغر غير معروفة.

back to top