«نواب الدغدغة»... مازالوا يدغدغون!
رغم القضايا الجدية والمؤلمة التي تمر على البلاد من فضائح وجرائم وخلافه، فإن "نواب الدغدغة" مازالوا يمارسون ألاعيبهم الانتخابية التي تحاول اللعب على مشاعر الكويتيين، وآخرها التصريح الذي صدر منذ أيام بأن لجنة برلمانية ستجتمع قريباً لبحث قرار نهائي وبات بالاستغناء عن جميع الوافدين في القطاع الحكومي واستبدالهم بموظفين كويتيين.طبعاً هذا النوع من التصريحات هو صنف ممتاز من صنوف "مخدر الدغدغة"، واللعب على المشاعر السلبية من بعض الكويتيين تجاه الوافدين، فهم لعبوا كثيراً على هذا الوتر، وعرضوا "أفلاماً" سخيفة كثيرة، منها على سبيل المثال الضريبة على التحويلات المالية للخارج، وهو أمر قانوني ومعمول به في جميع دول العالم، فقد ملأوا الدنيا بتصريحات عن الموضوع، وعندما أنجز وأصبح على جدول أعمال مجلس الأمة "بلعوا ألسنتهم"، بعد أن جاءت لهم الكلمة الفصل وشخصتهم "العين الحمرة" من مراكز القوى تجاههم فأنهوا دور الانعقاد "مثل الطلبة الشطار"، ولا أحد ممن تبنوا هذه القضية سأل أين التقرير أو قدم طلباً لمناقشته.
نوابنا أو بعضهم يريدون أن يستغنوا عن الأجانب، وهم يصوتون لمصلحة إخراج الكويتيين للتقاعد المبكر، في الخمسينيات من عمرهم، وهذا ما سيؤدي إلى فقد ما يوازي 20 في المئة من القوى العاملة الوطنية المؤهلة، فما هي المعادلة السحرية لدى نوابنا الأفذاذ؟ هم يريدون الاستغناء عن الوافدين ولا يوجد طباع كويتي واحد يقوم بطباعة الأحكام في السلك القضائي، لهروب الكويتيين من هذه النوعية من الوظائف، بينما وزارة الصحة تطلب 5000 درجة وظيفية لتشغيل مستشفى جابر من الأطباء والممرضين وفنيي الأشعة والمختبرات والمسجلين الطبيين... إلخ، لا يتوفر أحد منهم في السوق المحلي، فيما أيضاً تعاني مدارسنا من نقص 2000 معلم لغة إنكليزية لا يتوفر منهم كويتيون أيضاً.نواب الدغدغة وأيضاً وزراء "الشو"، الذين مر علينا كثر منهم، حولوا حياتنا النيابية والسياسية إلى مسرحية كوميديا سوداء، يمارسون على خشبتها، في ذلك المبنى الأبيض العتيق على شارع الخليج العربي، كل صنوف التمثيل الذي يضاهي أكثر أدوار الشر حبكة لمحمود المليجي وتوفيق الدقن، وبكائيات المرحومة أمينة رزق، "عشتوا" ومد الله في أعماركم.