بعد ساعات من هجوم غير مسبوق لـ«داعش» في أربيل، والحديث عن تصاعد في حركة التنظيم على طريقة حرب عصابات في شمال العراق، باغت التنظيم الإرهابي منطقة جبل الدروز، مستهدفاً مدينة السويداء الدرزية وقرى في ريفها، بهجوم بربري وحشي وسلسلة تفجيرات انتحارية، أسفرت عن مقتل نحو 185 شخصاً، إضافة الى وقوع 800 جريح، وعشرات المفقودين الذين يُعتقد أن التنظيم خطفهم.

وفي أعنف هجوم منذ أشهر وأحد الاعتداءات الوحشية التي تذكر ببدايات التنظيم، قتل إرهابيو «داعش» العشرات داخل منازلهم واستهدفوا سوق خضراوات، في حين اندفع أهالي المنطقة إلى حمل السلاح والتصدي للهجوم قبل بدء الجيش السوري الحكومي الموالي للرئيس بشار الأسد هجوماً مضاداً.

Ad

ووجه سوريون معارضون اتهامات للنظام بالوقوف وراء المجزرة للتسريع في معركة القنيطرة واستكمال معركة الجنوب باستعادة السويداء كلها وبسط السيادة عليها دون أي تحفظ، واتهم آخرون موسكو، مشيرين إلى زيارة ضابط روسي رفيع للسويداء قبل أيام لإقناع أهلها بالعودة بالكامل إلى «حضن الوطن»، من خلال الموافقة على إرسال الشباب الى الخدمة الإجبارية في الجيش، وهو الأمر الذي لاقى معارضة لدى القسم الأكبر من الدروز الذين رفضوا منذ بدء الحرب الأهلية التجنيد في الجيش، إلّا إذا كانت خدمتهم داخل محافظة السويداء التي يعيشون فيها.

وربط آخرون بين توقيت المعركة والضغوط الميدانية التي يمارسها النظام على مقاتلين بايعوا «داعش» في «حوض اليرموك».

وفي لبنان، ظهر الانقسام الدرزي واضحاً، وألمح الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى مؤامرة للنظام، وقال: «كيف وصلت بهذه السرعة تلك المجموعات الداعشية إلى السويداء ومحيطها وقامت بجرائمها قبل ان ينتفض أهل الكرامة للدفاع عن الأرض والعرض؟ أليس النظام الباسل الذي ادعى بعد معركة الغوطة أنه لم يعد هناك من خطر داعشي إلا إذا كان المطلوب الانتقام من مشايخ الكرامة؟».

في المقابل، استنفر الوزير السابق وئام وهاب دروز سورية، داعياً إياهم إلى التوجه فوراً إلى الجبهة الشرقية، وطلب من مقاتلين دروز لبنانيين أبدوا استعدادهم للذهاب الى السويداء التريث، أما النائب طلال أرسلان فقد دعا الدروز إلى الالتفاف حول النظام، منتقداً أصواتاً حمّلت الدولة السورية المسؤولية.