روحاني يُعيِّن محافظاً أصولياً لـ «البنك المركزي»

طهران ترفض التفاوض مع واشنطن تحت التهديد

نشر في 26-07-2018
آخر تحديث 26-07-2018 | 00:10
الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الإيراني حسن روحاني
بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أولى خطوات تضمنها تقرير سابق لـ «الجريدة»، لإرضاء الأصوليين، ووافق على استقالة رئيس البنك المركزي، ولي الله سيف، المحسوب على الإصلاحيين، وعيّن بدلاً عنه عبدالناصر همتي، المحسوب على التيار المتشدد.

وكان همتي، الذي شغل منصب رئيس مصرف «بنك ملي»، ثم رئيس مؤسسة التأمين الاجتماعي، قد عيّن سفيراً لبلاده لدى الصين منذ شهر فقط، قبل أن يستدعى إلى إيران ليشغل منصبه الجديد، الأمر الذي يشير إلى أن قرار روحاني اتّخذ خلال الأسابيع القليلة الماضية.

واطلعت «الجريدة» من مصادر نافذة برئاسة الجمهورية على أن مساعد رئيس الجمهورية، المتحدث باسم الحكومة، رئيس منظمة الإدارة والتخطيط في البلاد، محمد رضا نوبخت، قدّم استقالته، أملاً في أن يتولى منصب رئيس «المركزي»، لكن روحاني لم يقبلها.

اقرأ أيضا

وأوضحت المصادر أن أعضاء الفريق الاقتصادي لروحاني، وجميعهم من الإصلاحيين الموالين للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، قدموا استقالاتهم للرئيس، الذي يستعد لاستبدالهم بأصوليين من أنصاره وأنصار رفسنجاني ومقربين من «الحرس الثوري»، لتوحيد الصف السياسي في البلاد، مع تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والاقتصادية على طهران.

وأشارت إلى أن محمود واعظي، رئيس مكتب روحاني، يقود حملة التغييرات، ويشاركه المستشار الأعلى للرئيس، المحسوب على الأصوليين المقربين من الحرس، حسام الدين آشنا.

ولفت مصدر إصلاحي إلى أن إقرار مجلس الشورى أمس الأول قانوناً بفصل المتقاعدين من المناصب الحكومية العليا ومنع استخدامهم مجدداً، جاء بهدف إبعاد كبار المسؤولين والمديرين من الإصلاحيين الذين أطاحهم الرئيس السابق أحمدي نجاد، قبل أن يعيدهم روحاني ونائبه إسحاق جهانغيري بقرارات خاصة.

وشدد على أن جهانغيري يتعرض لضغوط كبيرة ليقدم استقالته، وسط تنامٍ لصراع سياسي بين التيارين الإصلاحي والمتشدد بالحكومة.

وأضاف أن وزراء الاقتصاد والطاقة والتجارة، وهم من الإصلاحيين، يصارعون من أجل البقاء، في وقت تفيد المعلومات بأن روحاني اتفق مع الأصوليين على منحهم الحقائب الـ3، إضافة إلى حقيبة العمل والضمان الاجتماعي، التي ستنقسم إلى وزارتي «العمل» و«الضمان الاجتماعي» قريباً.

وأكد أن الحكومة باتت منقسمة إلى جناحين، أحدهما بزعامة جهانغيري، والآخر بقيادة محمد باقر.

ورأى المصدر أن روحاني الذي وصل بدعم كبير من الإصلاحيين بات يعتبر أنه آن الأوان للخروج من تحت عباءة رفسنجاني وقياده فريقه بنفسه، في حين أن أنصار جهانغيري يفضلون الاحتفاظ بالولاء لزعيم التيار الإصلاحي الرئيس السابق محمد خاتمي.

جاء ذلك في وقت يتجه الرئيس، الذي كان دوماً ضمن صفوف الأصوليين بمجلس الشورى، إلى التشدد في مواجهة ضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووسط حديث عن تخليه عن الخطاب الإصلاحي، مع سعيه إلى خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.

ووصف روحاني، أمس، تحذيرات ترامب له بعدم تهديد الولايات المتحدة مجدداً بـ «التافهة».

وفي وقت أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لن تشارك مطلقاً في مفاوضات مع الولايات المتحدة تحت التهديد، غداة إعلان الرئيس الأميركي استعداده للتوصل إلى «اتفاق حقيقي» معها، اعتبر قائد «الحرس الثوري» أن الرد على تهديدات واشنطن بحظر تصدير النفط الإيراني سهل، ملوحاً باستهداف إمدادات الطاقة الأميركية.

back to top