ماذا يحدث في نيكاراغوا؟
من غير المرجح أن تنتهي أعمال العنف قريباً في نيكاراغوا، خصوصا بعد أن أعلن دانيال أورتيغا في 7 يوليو أنه لن يتنحى عن منصبه قبل انتخابات عام 2021، وخلال هذه الفترة يعتقد كثيرون أنه سيحاول إيصال زوجته موريللو إلى سدة الرئاسة، منشئاً بالتالي سلالة حاكمة تذكّر في الكثير من أوجهها بأسرة سوموزا المستبدة.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
أُعيد انتخاب أورتيغا رئيساً عام 2006 وعمل منذ ذلك الحين على ترسيخ سلطته، فنشر أعوانه في المحاكم، وسيطر على كل أقسام الحكومة ومعظم المحطات الإعلامية، وفكك المعارضة، وألغى مدة انتهاء ولاية الرئيس من الدستور. علاوة على ذلك عيّن زوجته روزاريو موريللو نائب الرئيس، وأوكل إلى أولاده والمقربين منه مهمة إدارة شبكة من الشركات. إذاً خضع شعب نيكاراغوا بعد أن كان الاقتصاد ينمو بأكثر من 4% في السنة (المعدل الأعلى في أميركا الوسطى)، وبعد أن شكّل هذا البلد جزءاً آمناً من منطقة متقلبة، فواصل أورتيغا أيضاً دعم البرامج الاجتماعية بفضل المساعدات السخية التي حصل عليها من فنزويلا.لكن انهيار فنزويلا الاقتصادي، الذي أدى إلى تراجع المساعدات، بدّل الوضع، ففي 18 أبريل أعلنت الحكومة في نيكاراغوا أنها ستخفض رواتب التقاعد وتزيد مساهمات العمال في محاولة لإنقاذ معهد الأمن الاجتماعي، الذي ستنفد أمواله السنة المقبلة، حسبما تشير التوقعات. أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع، صحيح أن أورتيغا ألغى الإصلاحات المقترحة بعد بضعة أيام، إلا أن التظاهرات كانت قد تحولت إلى هجوم مفتوح على حكومته، ووصفت موريللو المتظاهرين بـ"مجموعات صغيرة سامة"، لكن هذه الحركة تختلف كل الاختلاف عن هذا الوصف، فقد انضم مئات الآلاف إلى المسيرات المناهضة للحكومة (في بلد لا يتجاوز عدد سكانه ستة ملايين نسمة)، مدعومين من الكنيسة الكاثوليكية، وائتلاف الشركات التي دعمت الحكومة سابقاً وآخرين.من غير المرجح أن تنتهي أعمال العنف قريباً، وقد أعلن أورتيغا في 7 يوليو أنه لن يتنحى عن منصبه قبل انتخابات عام 2021، وخلال هذه الفترة يعتقد كثيرون أنه سيحاول إيصال موريللو إلى سدة الرئاسة، منشئاً بالتالي سلالة حاكمة تذكّر في الكثير من أوجهها بأسرة سوموزا، ويشبّه البعض الوضع الراهن بما تشهده فنزويلا، حيث أخفق المتظاهرون الذين لا يملكون قائداً يسيرون وراءه في إحداث أي تغيير، ولكن يجب ألا يعوّل الرئيس كثيراً على نقاط ضعف المعارضة، فقد تمسك سوموزا بالسلطة قدر الإمكان، إلا أنه اغتيل بعد سنة فقط من فراره من نيكاراغوا.