«11 يوماً» مشروع فني طموح يفتقر لمعايير السينما
الفيلم الإماراتي عُرض ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بحضور الأنصاري والزعابي
عرض الفنان حبيب غلوم الفيلم الإماراتي (11 يوماً)، ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 13».
ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ13، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أقيم أمس الأول بسينما الحمرا العرض الخاص للفيلم الإماراتي "11 يوما"، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني د. عيسى الأنصاري، والسفير الإماراتي لدى الكويت رحمة الزعابي، وبطل الفيلم الفنان د. حبيب غلوم، والمخرج الهندي سودهير كوندري.وحضر العرض الفنان محمد المنصور والفنان جاسم النبهان اللذان حرصا على مشاهدة العمل، للشد على أيدي صُناعه، إلى جانب نخبة من السينمائيين الشباب بالكويت، لاسيما المخرج رمضان خسروه.
وقبل بدء عرض الفيلم حرص د. الأنصاري، وبمشاركة السفير الزعابي، على تكريم بطل العمل د. غلوم، والمخرج كوندري، قبل أن يؤكد الأنصاري أهمية هذه التظاهرات الثقافية الفنية في مد جسور التواصل بين الأشقاء في دول الخليج العربية.من جانبه، قال غلوم إن فيلم "11 يوما" يأتي بمناسبة احتفاء الإمارات بعام الشيخ زايد، رحمه الله، وترسيخا للقيم الإنسانية الكبرى، وفي مقدمتها فعل الخير، الذي يحمي الإنسان من جميع الشرور التي تدور حوله. وأكد غلوم أن الفيلم صوِّرت أحداثه بين الإمارات وتايلند، وقصته تدور حول شاب تطوَّع لإخراج عمل سينمائي عن حكاية طفلة تايلندية، لكن الظروف قادته إلى بعض المصاعب، ما يستدعي حضور والده وأسرته، وأيضا تدخل الجهات الرسمية لحمايته.بعد ذلك، كان الحضور على موعد مع مشاهدة فيلم "11 يوما"، بطولة د. حبيب غلوم وأحمد الهاشمي ومحمد العلوي وإيمان طرابلسي، وعدد آخر من النجوم من الإمارات وتايلند، ومدة الفيلم ساعة ونصف الساعة.
النوايا الطيبة
ورغم أن العمل يحمل في جوهره رسالة إنسانية سامية تعكس الوجه الحضاري والمشرق للإمارات، ويدعو الأجيال الجديدة، لاسيما الشباب، إلى التمسك بعادات وتقاليد المجتمع الخليجي والعربي وإعلاء قيمة الإنسان، بغض النظر عن جنسه أو جنسيته أو ديانته، فإن النوايا الطيبة لا تصنع سينما. نعم "11 يوما" مشروع طموح وواعد، لكنه يفتقر إلى معايير العمل السينمائي، وجنح إلى الشكل التوعوي، بل إنه كان أقرب ما يكون إلى مجموعة من الفلاشات التوعوية تخللتها بعض المشاهد الدرامية، وأخرى أكشن، تفتقد مبررا دراميا أو رابطا منطقيا بينها جميعا.وعلى مستوى القصة، فإن فكرة العمل تدور حول شاب يقرر إخراج فيلم سينمائي في تايلند حول معاناة فتاة صغيرة، وهناك يتعرض لأزمات متلاحقة تتسبب في صدامه مع المافيا، ويُزج به في السجن ظلما عندما يتصدى لمحاولاتهم العبث بمقدَّرات فتاة صغيرة. ورغم العمق الإنساني للقصة والخطوط الدرامية المتشعبة، غير أن صياغتها افتقرت للدقة، وشاب العمل خلل درامي واضح، خصوصا أن المخرج اشتغل على عنصر الزمن، وهي مجازفة غير مأمونة العواقب، وفخ سقط فيه المخرج الهندي، الذي أراد التنقل بين أكثر من فترة زمنية، فافتقد التسلسل المنطقي للأحداث، وأربك المشاهد.مشاهد الأكشن
بينما كانت مشاهد الأكشن مفتعلة بصورة فجة، وتفتقر لمنطقية الحدث، خصوصا عندما يقدم بطل العمل على بعض الحركات التي لا تناسب بنيته الجسدية، فضلا عن العديد من المشاهد المجانية التي كان الهدف منها المط.وأخيرا، فإن عدم إتقان المخرج الهندي وفريقه المساند للغة العربية تسبب في تكرار الحوارات بمشاهد عدة.ومن ناحية الأداء التمثيلي، أزعم أن السينما تحتاج إلى أداء يختلف تماما عن الدراما، وكان الأفضل بين فريق التمثيل الفنان حبيب غلوم، صاحب التجربة الطويلة، فيما بدا واضحا مدى حاجة أبطال العمل لمجهود كبير، حتى تبدو ردود أفعالهم وانفعالاتهم طبيعية، وبعيدة عن الافتعال.
المخرج الهندي سقط في فخ الزمن وعدم إلمامه بالعربية تسبب في تكرار الحوارات