في إشارة لا تخطئها عين على نية واشنطن والقاهرة ترسيخ علاقات أكثر حميمية، على الرغم من تحفّظ أميركي عن ملف حقوق الإنسان والحريات في مصر، رحبت القاهرة أمس بقرار واشنطن رفع القيود عن مساعدات عسكرية لمصر بـ 195 مليون دولار تم إيقافها منذ عام 2016، وذلك بعد يومين من تعهّد وزير الخارجية الأميركي لنظيره المصري بدعم مصر سياسيا واقتصاديا وتنمويا.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، في تصريحات إعلامية، إن واشنطن أخبرت القاهرة برفع القيود عن مساعدات عسكرية لمصر بـ 195 مليون دولار، في خطوة تعكس أهمية وخصوصية العلاقات المصرية - الأميركية، التي يعد برنامج المساعدات جزءا مهما منها.

Ad

وأشار أبوزيد إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ نظيره المصري سامح شكري، خلال اتصال هاتفي الثلاثاء الماضي، قرار الإدارة الأميركية رفع الحظر، لكن القاهرة فضلت عدم الإعلان من جانبها لحين إعلان الجانب الأميركي هذه الخطوة.

وأعلن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت السماح لمصر باستخدام 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأجنبية تعود للعام المالي 2016، كانت قد حجبت بسبب مخاوف تتعلق بسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

ومرت العلاقات المصرية - الأميركية بفترة توتر غير مسبوقة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يونيو 2013، مما أدى إلى جمود في العلاقات في السنوات الأولى من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي بداية من يونيو 2014.

وقال المسؤول الأميركي لوكالة "رويترز"، إن قرار إدارة ترامب جاء اعترافا بـ "الخطوات التي اتخذتها مصر على مدى العام الماضي استجابة لمخاوف أميركية معينة، وفي ضوء تعزيز الشراكة مع مصر"، لكنه لم يكشف عن الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية، خاصة أن قرار واشنطن تجميد المساعدات في أغسطس الماضي، ارتبط باستياء معلن من إقرار مصر قانون المنظمات الأهلية الذي اعتبرته واشنطن قضاء على العمل الأهلي، إلا أن كبار المسؤولين المصريين اكتفوا بالحديث -على فترات متباعدة - عن إمكان تعديل القانون.

وعبّر المسؤول الأميركي عن استراتيجية بلاده في التعامل مع مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط، إذ بدا أن واشنطن ستتعامل مع القاهرة، على الرغم من تجاوزت الأخيرة في ملف قمع الحريات، إذ قال: "لدينا مخاوف جادة بخصوص حقوق الإنسان ونظام الحكم في مصر، وسنواصل استخدام الأدوات الكثيرة التي لدينا للتعبير عن هذه المخاوف، في الوقت نفسه تعزيز التعاون الأمني مع مصر مهم للأمن القومي الأميركي، ووزير الخارجية قرر أن الإفراج عن هذه الأموال مهم لدعم هذه الاحتياجات، ومواصلة تعزيز الشراكة مع مصر".

ودخلت العلاقات بين واشنطن والقاهرة مرحلة من الدفء غير المسبوق، منذ ظهور دونالد ترامب على الساحة السياسية الأميركية، فأعلن وجود كيمياء بينه وبين الرئيس المصري

عبدالفتاح السيسي، واستقبل الأخير في واشنطن فور تولي ترامب الرئاسة في يناير 2017، لكن القاهرة أحبطت عندما أعلنت إدارة ترامب في أغسطس الماضي، تجميد 95.7 مليون دولار، من قيمة المساعدات السنوية لمصر، المقدرة إجمالا بـ 1.3 مليار دولار، وعلقت 195 مليونا في الشق العسكري، بسبب ما اعتبرته فشلا مصريا في تحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي اتصالا هاتفيا بنظيره المصري، الثلاثاء الماضي، حمل فيه الكثير من التأييد للنظام المصري، إذ أكد خلال الاتصال حرص الولايات المتحدة الكامل على تعزيز علاقتها الاستراتيجية مع مصر، وعلى التزامها الكامل بدعم مصر سياسيا واقتصاديا وتنمويا، من خلال آليات التعاون القائمة بين البلدين، بما في ذلك برنامج المساعدات الأميركية لمصر بشقيه الاقتصادي والعسكري، بما يعزز من القدرات المصرية في مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وثمن بومبيو الجهود المصرية في مجال تعزيز الاستقرار في المنطقة وتحقيق المصالحة الفلسطينية، في ظل حديث وسائل إعلام غربية عن نية واشنطن طرح خطة لإنهاء القضية الفلسطينية وإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في حين تعمل القاهرة حاليا على إقرار مصالحة بين فرقاء المشهد الفلسطيني، ودعا بومبيو نظيره المصري للقائه في العاصمة واشنطن، خلال الأسبوع الأول من أغسطس المقبل، لمواصلة التشاور والتنسيق بشأن مسار العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.

تعزيز تاريخي

من جهتها، قالت مديرة المركز المصري للدراسات السياسية الحرة، الخبيرة في الشأن الأميركي، داليا زيادة، لـ "الجريدة"، إن العلاقات المصرية - الأميركية دخلت مرحلة تاريخية من التعاون منذ وصول ترامب إلى الحكم، مضيفة: "العائق الوحيد تمثّل في ملف حقوق الإنسان الذي استغلته بعض المنظمات الدولية والأميركية للضغط على واشنطن لوقف التعاون مع مصر، لذا دخلت الأخيرة في مفاوضات شاقة مع الجانب الأميركي خلال العامين الماضيين لحل هذه الأزمة، وهو ما كُلل بالنجاح، خصوصا بعد قرار محكمة النقض إلغاء أحكام الحبس في قضية التمويل الأجنبي المتهم فيها بعض الأميركيين".

وتابعت زيادة: "من المتوقع في الفترة المقبلة أن تشهد العلاقات الثنائية مستويات غير مسبوقة من التعاون، في ظل التوافق السياسي بين القاهرة وواشنطن في مختلف ملفات المنطقة، إذ تتفق على المقاربة السياسية لحل الأزمة السورية واليمينة، ووقف أنشطة إيران النووية، وضرورة التصدي لممارسات قطر، فضلا عن تحرك الكونغرس الأميركي لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، وهي خطوة سبق أن قامت بها مصر".

وغداة حصول حكومة مصطفى مدبولي على ثقة البرلمان أمس الأول، عقد رئيس الحكومة وزير الإسكان، اجتماعا أمس، بحضور نائبة وزير الإسكان للمتابعة والمرافق، راندة المنشاوي، لمتابعة الموقف التنفيذي لعدد من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي على مستوى الجمهورية، إذ شدد مدبولي على ضرورة سرعة الانتهاء من حصر 300 قرية مصرية سيتم العمل على توصيل خدمات الصرف الصحي لها خلال الفترة المقبلة، نظرا لقربها من محطات معالجة صرف صحي قائمة بالفعل.

في الأثناء، حذر جهاز حماية المستهلك المواطنين أمس، من التعامل مع المستحضرات المصنعة من مادة "فالسارتان"، التي يوجد بها شوائب مضرة قد تكون مسرطنة، وفقا للتقارير الصادرة عن الوكالة الأوروبية للأدوية، وتستخدم مادة فالسارتان في أدوية لعلاج أمراض ضغط الدم المرتفع واختلال عضلة القلب.

وأصدرت الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة لجميع الصيادلة والأطباء والمرضى نشرة بأسماء الأدوية الخاصة بهذه المادة، في حين قرر جهاز حماية المستهلك سحبها من الأسواق.