بعد تعرض ناقلتي نفط تابعتين للشركة السعودية الوطنية، لاعتداء أمس الأول، من ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة في اليمن، علَّقت المملكة، مؤقتاً، صادرات الطاقة التي تمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر.

وأعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، القرار، الذي دخل فوراً حيز التنفيذ، مؤكداً أنه سيستمر "إلى أن تصبح الملاحة آمنة" في المضيق، الذي يعد من أهم خطوط النقل في العالم، ويصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.

Ad

وأوضحت الشركة السعودية، في بيان، أن القرار بتعليق المرور في باب المندب اتُّخذ لضمان "سلامة الناقلات وطواقمها، وتجنب حوادث انسكاب النفط الخام"، تفادياً لكارثة بيئية.

وجاء الاعتداء الحوثي بعد تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز في الخليج، ووقف نفط دول المنطقة، إذا نفذت واشنطن تهديداتها بوقف صادرات طهران النفطية.

ولم يترك قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري" اللواء قاسم سليماني، مجالاً للتحليل، وخرج بنفسه ليعلن أمس، أن البحر الأحمر لم يعد آمناً، متحدياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن يهاجم إيران.

وقال سليماني، في كلمة ألقاها بهمدان، وسط إيران: "كجندي... من واجبي الرد على تهديدات ترامب. إن كان يريد استخدام لغة التهديد، فعليه أن يتحدث إليّ، لا إلى الرئيس"، مشيراً إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن سليماني قوله لترامب: "نحن قريبون منك، في مكان لا تتصوره أبداً... تعال نحن بانتظارك. أنتم ستبدأون هذه الحرب، لكن نهايتها نحن مَن سيفرضها".

وفي الكويت، أكد المتحدث الرسمي باسم القطاع النفطي، الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية، الشيخ طلال خالد الأحمد، أمس، أن تأثير التوترات الحاصلة عند مضيق باب المندب على نقل النفط الكويتي محدود.

وأوضح الشيخ طلال، في بيان، أن نحو 90% من النفط الكويتي، يتجه إلى دول جنوب شرق آسيا، ولا يعبر باب المندب، مشيراً إلى أن حوالي 10% فقط من إجمالي حمولات ناقلات النفط التابعة لـ"ناقلات النفط الكويتية"، هو الذي يعبر المضيق، "وأغلب ناقلاتنا التي تعبره تكون محملة بالمشتقات البترولية".

ولفت إلى أن الشركة لديها العديد من الخطط الاحترازية لضمان سلامة وأمن تصدير النفط، إضافة إلى أخرى بديلة في ظل ما يحدث من توترات سياسية في المنطقة، بما فيها تلك الحاصلة عند باب المندب، مشيراً إلى أن القطاع النفطي يقيِّم الموقف وآخر المستجدات الحاصلة يومياً، ومن خلال ذلك يتم التعامل مع كل ناقلة على حدة.

وكانت "رويترز" نقلت عن رئيس مجلس إدارة "ناقلات النفط الكويتية" بدر الخشتي، أن "كل الاحتمالات واردة، لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن"، مؤكداً أنه "لا بد أن يكون هناك بديل، ولا بد أن يكون كل شيء مدروساً، وبعدها نقرر".

وبعد إعلان السعودية تعليق صادراتها، وإظهار بيانات انخفاض مخزونات النفط الأميركية إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة، قاد خام برنت أسعار النفط للارتفاع أمس، ليواصل مكاسبه لليوم الثالث.

وبحلول الساعة 0648 بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 42 سنتاً، بما يعادل 0.6% إلى 74.35 دولاراً للبرميل، بعد أن زادت 0.7% أمس الأول.

وبينما صدرت إدانات واسعة من عدة بلدان عربية وإسلامية للاعتداء الحوثي، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، أن "استهداف الناقلتين السعوديتين في البحر الأحمر عمل غير مسؤول على الإطلاق... وتأثيره الفعلي يتجاوز المنطقة بكثير، ويؤكد ضرورة تحرير مدينة الحديدة ومينائها من الميليشيات الحوثية".

واعتبر قرقاش أن لصبر بلاده حدوداً بعدما أوقفت حملة عسكرية مشتركة مع قوات الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، لتحرير ميناء الحديدة من قبضة المتمردين، لإعطاء جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث "كل فرصة ممكنة"، لإقناع الميليشيات بالانسحاب منه، دون شرط، لتجنب حرب شوارع قد توقف عمل المرفأ البحري.

وأعرب عن استعداد بلاده، العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده الرياض، لتحمل المزيد من العبء الأمني في الشرق الأوسط، وأنه لم يعد بالإمكان الاعتماد فقط على العمليات العسكرية لحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي حين زعم مصدر حوثي أن طائرة "صماد 3" المسيّرة (درون)، شنت عدة غارات على مطار أبوظبي الدولي، أعلن المطار أن ما حصل هو حادث لوجيستي في ساحته تسببت فيه مركبة نقل إمدادات، ولم يؤثر على جدول الرحلات.

ونفى مسؤول إماراتي الادعاءات الحوثية، مؤكداً أن الحركة في المطار تسير بشكل طبيعي.