أمضيت جزءاً كبيراً من عملي المهني كمصمم لأنظمة يو اكس ويو آي في تطوير محتوى الشاشات التفاعلية الخاصة بكل منكومكاست، ومحطات بي بي سي، وكيبل فغن، وايه بي سي، وإن بي سي، وسي إن إن، وسوني وغيرها. وكان هدفي كمصمم يتمثل في خلق التفاعل بين مزودي المحتوى والجمهور المناسب وبين المشاهدين والمحتوى الملائم بالنسبة اليهم. ولكن بعد سنوات من تصميم السطوح البينية التلفزيونية بات من الواضح الآن، وللأسف، أنه يجب اعادة النظر في جدوى الكيبل وأجهزة استقبال الأقمار الاصطناعية.

وتوقف المشاهدون عن المتابعة بمعدلات مثيرة للقلق لمصلحة خدمات متدفقة مثل نت فليكس وهيولو. ومن بين مشتري الكيبل يوجد أكثر من النصف يفعلون ذلك بسبب ارتباطه بالانترنت. وفي وسع المرء أن يتخيل بسهولة ما يمكن أن يحدث عندما تتوافر حلول الارتباط البديلة مثل غوغل فايبر، فعندها لا يكون هناك مبرر كاف للاحتفاظ بخدمات البث التلفزيوني التقليدي المدفوع الثمن.

Ad

السلاح السري

ولكن لدى شركات الكيبل سلاحها السري المتمثل في وجود منتجها المادي الملموس في المنازل. وبينما تعتمد تقنية البث عبر الانترنت المريحة على المحتوى الحصري لإغراء المشاهدين، تستطيع شركات الكيبل أن تستغل الأسطح البينية المادية كي تتحول الى متجر واحد يوفر كل احتياجات المستخدمين.

وبالنسبة الى صناديق استقبال البث التي كانت توفر في الماضي قيمة فريدة من خلال تمكين المستخدمين من العثور على البرامج التي يرغبونها، واختيار تسجيل ما يرغبونه من بين بحر واسع من الخيارات، الا أن تحول المشاهدين الى تفضيل البرامج التي يمكن طلبها على حساب برامج البث الحي أفقد تلك الصناديق قيمتها التي كانت تتمتع بها في الماضي. ولا ترغب شركات الكيبل في التخلص لأنها مربحة، اذ يدفع الناس رسوماً عالية نظير استئجارها.

ولكن تخيل لو أن تلك الصناديق استطاعت تقديم المزيد. وتخيل لو أنها كان بإمكانها أن تدمج، على سبيل المثال، مع شريط صوتي يمكن التحكم فيه، أو آلة تصوير تمكن من اجراء محادثة فيديو، أو أن تكون قادرة على تشغيل منصات وأنظمة أخرى مثل تلفزيون أندرويد أو أليكسا، أو ان كان شكلها مختلفا، أي ليس صندوقا كما هي الآن بل هي نوع من أنواع السطوح البينية المادية التي تجمع بين الكيبل وتطبيقات طرف ثالث ويو آي ومحتوى حصري، فعندها ستختفي الكثير من الأمور المزعجة المرتبطة بمشاهدة التلفاز والأفلام.

وتقوم شركات الأقمار الاصطناعية والكيبل بتحسينات عملية، وتمكن كومكاست العملاء من مشاهدة التلفاز عبر أجهزة روكو الخاصة بها، ولكنها اتخذت القرار المؤسف المفهوم من الوجهة الاقتصادية – في الأجل القصير والمتمثل في فرض رسوم اضافية على العملاء للقيام بذلك.

وقبل عدة سنوات قامت كومكاست بخطوة جريئة أيضاً تمثلت في تمكين تطبيقات طرف ثالث، مثل نتفليكس، بالعمل على صندوق جهاز اكس 1 كما فعلت ألتايس التي استحوذت على كيبل فغن في سنة 2016.

الخيار الآخر

يتمثل الخيار الآخر الأكثر دراماتيكية في القضاء على صندوق الاستقبال بصورة تامة، وجعل خدمة التلفاز والأقمار الاصطناعية تطبيقاً واحداً آخر في متجر التطبيقات –وهو ما يحتمل أن يحظى بتقدير أكبر من جانب المشاهدين. وسيقلص ذلك على الأرجح أرباح الشركة في الأجل القصير على الأقل. ولكن توجد حاجة واضحة من أجل اعادة التفكير في الخدمات الحالية بصورة راديكالية.

وفي الآونة الأخيرة صدر أكثر ابتكار لافت من مزود كيبل أو تلفاز أقمار اصطناعية عن ايه تي آند تي، حيث يوفر دايركت تي في الآن تجربة تسمح باستخدام الكثير من السمات المذكورة أعلاه. كما أن خدمتها واتش، التي أعلنتها أخيراً، توفر تجربة في دايركت تي في الآن عبر حزمة بسعر 15 دولاراً في الشهر.

ويستحسن أن تحذو بقية شركات الكيبل والبث عبر الأقمار الاصطناعية حذوها، لأن من الواضح أن على صندوق البث أن يتطور من حالة ضرورة لا يمكن تفاديها ولكنها محبطة الى شيء يختاره الناس للشراء ويلمسون قيمة فيه. ويتعين على مزودي الكيبل وبث الأقمار الاصطناعية تطوير صندوق البث قبل أن يفعل ذلك منافسوهم.

● جيسون براش