ترحيب حذر بالانفراجة التجارية بين أوروبا وأميركا

«داو جونز» يغلق مرتفعاً... وسهم «فيسبوك» يدفع «ناسداك» نحو الهبوط

نشر في 28-07-2018
آخر تحديث 28-07-2018 | 00:03
No Image Caption
تباين أداء مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس الأول، فتلقى «داو جونز» دعماً من قطاع الطاقة ومن التفاؤل بخصوص العلاقات التجارية بين واشنطن وبروكسل، في حين دفعت خسائر «فيسبوك» الحادة القطاع التكنولوجي نحو الهبوط.
عبرت أوروبا عن ارتياحها، بعدما اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، على حل الخلاف التجاري بين الجانبين، لكن فرنسا حذرت من أن أي اتفاق يجب أن يكون محدودا وفي مصلحة الطرفين.

وتباينت ردود الأفعال في أسواق المال بين الحماسة في بورصات الأسهم، وشكوك وسط مستثمري العملات، بينما قال خبراء في السلع الأولية، إن إعلان ترامب أن أوروبا ستشتري "كثيرا" من فول الصويا من المزارعين الأميركيين المتضررين من نزاعه التجاري مع الصين ليس كما يبدو.

فبعد اجتماعه مع يونكر في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، وافق ترامب على عدم فرض رسوم على السيارات الأوروبية، بينما يبدأ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محادثات بخصوص خفض حواجز تجارية أخرى.

وتهدف المحادثات إلى إيجاد "حل" للرسوم الأميركية على واردات الصلب والألمنيوم والرسوم الأوروبية المضادة، في خطوة تراجع عن سياسات ترامب الرامية لحماية منتجي المعادن الأميركيين من الواردات.

وأشاد وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، وهو من المحافظين، بالمحادثات ووصفها بأنها "انفراجة" قد تؤدي إلى تفادي حرب تجارية وتنقذ ملايين الوظائف. وفي تغريدة نشرها مساء الأربعاء الماضي، وصف ألتماير المحادثات بأنها "رائعة للاقتصاد العالمي".

وأبدت مجموعات ضغط مؤيدة لقطاع الأعمال ارتياحها. وقال بيير جاتاز رئيس بيزنس يوروب: "الغلبة كانت لصوت العقل".

ورغم ذلك، أشار اتحاد غرف التجارة والصناعة في ألمانيا إلى أن رسوم السيارات الأميركية لم تُرفع تماما من على الطاولة، مضيفا أن "الحلول المقترحة تتحرك في الاتجاه الصحيح، لكن لا يزال هناك قدر كبير من الشكوك".

لكن رد فعل الديمقراطيين الاشتراكيين في الحكومة الألمانية الائتلافية كان أكثر حذرا. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في سول: "ليست تلك هي النتيجة التي نهدف إليها، لكنها أفسحت المجال أمام الخروج بنتيجة إيجابية من المناقشات بأكملها... بخصوص التجارة الحرة، أو سياسة الحماية التجارية أكثر من ذي قبل".

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إنه يتوقع إبرام اتفاق تجاري على مراحل. وأبلغ "سي إن بي سي" أن مسؤولي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "توصلوا للخطوط العريضة لاتفاق"، ويعتزمون المضي قدما "لتحويله إلى اتفاق حقيقي"، دون أن يكشف عن تفاصيل تذكر.

واتسم رد فعل فرنسا أيضا بالحذر، إذ رحب وزير المالية برونو لومير بالمناقشات مع واشنطن، لكنه قال إنه لا يريد الدخول في مفاوضات واسعة النطاق.

وقال لومير في تصريحات وزعها مكتبه "على كل جانب، من الأوروبيين والأميركيين، أن يحصل على شيء في هذه المناقشات. يجب أن يكون أي اتفاق تجاري مبنيا على (مبدأ) التبادل".

وبعد المحادثات، سلط ترامب الضوء على المنافع التي ستعود على المزارعين الأميركيين. وقال للصحافيين: "الاتحاد الأوروبي سيبدأ، على الفور تقريبا، شراء كثير من فول الصويا".

غير أن مراقبي السوق قالوا، إن أوروبا باتت مشتريا كبيرا لفول الصويا الأميركي بالفعل منذ هبوط الأسعار في يونيو، مع توقف الصين إلى حد كبير عن شرائه، ردا على الإجراءات التجارية التي استهدف بها ترامب بكين.

وعلى صعيد أسواق الأسهم، تباين أداء مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس، إذ تلقى "داو جونز" دعما من قطاع الطاقة ومن التفاؤل بخصوص العلاقات التجارية بين واشنطن وبروكسل، في حين دفعت الخسائر الحادة لـ"فيسبوك" القطاع التكنولوجي نحو الهبوط.

وارتفع "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.4 في المئة أو 113 نقطة إلى 25527 نقطة، في حين انخفض "ناسداك" بنسبة 1 في المئة أو 80 نقطة إلى 7852 نقطة، وتراجع "S&P 500" القياسي بنسبة 0.3 في المئة أو 8 نقاط إلى 2837 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، هبط سهم "فيسبوك" (FB.O) بنسبة 19 في المئة إلى 176.2 دولار، وهي أكبر خسائر يومية في تاريخ الشركة، وذلك بعد نتائج أعمال دون التوقعات.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنحو 0.87 في المئة أو ثلاث نقاط إلى 390 نقطة.

وارتفع مؤشر "فوتسي" البريطاني (+ 4) نقاط إلى 7663 نقطة، وصعد مؤشر "داكس" الألماني (+ 229) نقطة إلى 12809 نقاط، وارتفع المؤشر الفرنسي "كاك" (+ 54) نقطة إلى 5480 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية خلال تداولات امس، وانخفض سهم "نومورا هولدينجز" بحوالي 6 في المئة، مع ترقب المستثمرين الاجتماع الذي سيعقده بنك اليابان الأسبوع المقبل.

وعند الإغلاق، صعد مؤشر "نيكي" 0.6 في المئة عند 22712 نقطة، وارتفع المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" 0.57 في المئة إلى 1775 نقطة.

وتراجع سهم "نومورا هولدينجز" حوالي 6 في المئة بعدما سجلت أكبر شركة وساطة وبنك استثماري في اليابان أسوأ أداء فصلي في أكثر من عامين.

وعرض بنك اليابان شراء كمية غير محدودة من السندات للمرة الثانية هذا الأسبوع، بعائد 0.1 في المئة لأجل استحقاق يتراوح بين خمس وعشر سنوات، وذلك بعدما ارتفع عائد السندات لذلك المستوى أمس الأول للمرة الأولى في عام.

في المقابل، انخفضت الأسهم الصينية في ختام الجلسة، لكنها نجحت في تسجيل مكاسب أسبوعية، مع تراجع اليوان في ظل تصاعد المخاوف التجارية.

وأنهى مؤشر "شنغهاي المركب" التداولات منخفضا 0.3 في المئة عند 2873 نقطة، لكنه ارتفع خلال الأسبوع 1.6 في المئة، كما تراجع "شنتنشن لمركب" 0.66 في المئة.

back to top