مفاجأة من العيار الثقيل انفجرت بدون مقدمات حسب ما تم الإعلان عنه من اكتشاف تزوير في الشهادات الجامعية بعد ضبط مقيم متورط في الأمر، وأن هناك تحركا حكوميا جادا للكشف عن المزورين ومحاسبتهم والتصدي لمن يريدون العبث والتلاعب بالقانون، ولكن هل هذه القضية وليدة الساعة؟ طبعا الإجابة هي «لا» لأنه تم التنبيه عليها مسبقا، والتحذير من استفحالها وتفاقمها بعد أن كانت في بدايتها. وكان ذلك عندما كنا في جريدة «القبس» وتحديدا في عام 2009 بعد أن فتح الزملاء في الصفحة الجامعية ملفا متكاملاً تحت عنوان «طوفان الشهادات الوهمية يهدد المجتمع»، واستمر أياما في النشر، وتناول كل جوانب القضية، وكيفية استخراج الشهادات الوهمية في عدة دول سواء خليجية أو عربية، ولكن مع الأسف الشديد لم تلق هذا الصدى والمتابعة الحكومية لاستئصال جذور الفساد في ملف الشهادات الوهمية قبل تفاقم القضية وتشعبها وانتشارها، بل تم تجاهلها، واليوم ندفع ضريبة هذا الأمر وخطورته، حتى أصبح البعض يخجل من لقب دكتور إثر هذه الفاجعة على المستوى التعليمي.
في المقابل لا نعلم لماذا كتبت علينا المفاجآت الحزينة بين الفينة والأخرى، وكأننا أصبحنا في علاقة زواج مستمرة مع الكآبة والتجاوزات والنكد، إثر سماعنا المتكرر للأخبار غير المفرحة، فما إن تستقر أوضاعنا ونعيش صفاء ذهنياً بعد صراع مع الأزمات حتى تتلوث مجدداً بخبر غير سار أو فساد جديد، فمن المسؤول عن ذلك؟ ومن يتعمد أن يقلق راحتنا؟ بعد سرقة المال العام من مختلف مشاربه سواء في بعض المشاريع أو بعض الجمعيات أو بعض المناقصات وغيرها نفاجأ بخبر كارثي جديد، وبعدها تبدأ عمليات التهديد والوعيد وغيرها من سلسلة الإجراءات التي لا تنتهي، وفي النهاية نجد أن السبب في كل ذلك هو عدم تفعيل القانون منذ البداية وعدم وجود محاسبة فعلية، بل الأمر وصل إلى وجود أطباء مزيفين كانوا يمارسون دورهم كاملا في تشخيص المرضى، أي أن جسد الشعب لم يسلم منهم، فما إن يلتفت الشعب الضحية يميناً وشمالا حتى يجد نفسه في منتصف المرمى والنيران تحيط به.فلماذا دائما ننتظر وقوع المشكلة؟ ولماذا لا توجد آلية فاعلة في المحاسبة؟ ولماذا هناك من يقفز على القانون؟ ولماذا هناك من يضرب بالقانون عرض الحائط أمام مرأى ومسمع الجميع؟ وكيف طوال هذه السنوات يتم التزوير والتلاعب؟ وأين الرقابة؟ وأين شعور الخوف من التلاعب بالقانون؟ إن خطورة استمرار مسلسل الفساد والتلاعب ستفتح الباب أيضا على «بلاوي» أخرى لا تزال أبوابها مغلقة، فأصبحنا ننتظر ما هو أسوأ وما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت جديدة.آخر الكلام:كلوا ما صنعته أيديكم.
مقالات - اضافات
شوشرة: للخلف در
28-07-2018