الشهادات المزورة
لقد أصبح البحث عن المناصب بالمال وحده لا الخبرة والتفوق العلمي والعمل الشاق؛ فلجأ منعدمو الضمير إلى الترقي في المناصب بالتزوير لا الكفاءة، وأصبح العلم مهاناً في أيدي أولئك المُزورين، وأصبح لا قيمة للمناصب العليا؛ لأن الوصول إليها لم يكن مبنياً على الاستحقاق والكفاءة والعمل بجد وجدارة أياما وليالي طويلة، لكن بمن يدفع أكثر.تزوير مؤهل علمي أشبه بحمل قنبلة موقوتة دون أي فكرة عن توقيت انفجارها، فقد تنفجر عند المطالبة بالتأهيل لأول مرة، وقد يستغرق الأمر سنوات عندما تنفجر هذه القنبلة في وجه الوطن بأكمله، بعدما تلحق به الضرر ويُسلَب منك ثرواتك وسمعتك.
وليعلم المزورون الذين يساهمون في مثل هذه الجرائم الفاسدة بهدف الحصول على المال أن الثمن مهما كان فإن المال الذي يدخلونه في بطونهم وبطون أولادهم سيكون نارا حارقة لكل شيء.ونشيد بدور الوزارة وعملها الوطني الذي يستحق منَّا كل التشجيع والمساندة والتأييد، ولكن المشكلة تكاد تكون أكثر خطورة وخصوصا مع توافر المادة وإمكانات الدفع لشراء هذه الشهادات؛ لتعويض النقص النفسي والحصول على المؤهل بلا جهد وعلم، بل وصل الحد ببعض هؤلاء إلى تزوير التخصصات بغرض التعيينات والوصول إلى المناصب فحسب!وفي الختام فإن بلادنا الحبيبة الكويت مهما فعلنا لأجلها لن نفيها حقها، فقد أعطتنا الكثير بدءا من الجنسية فالأمان والتعليم والعروبة... وغيرها من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى.