لبنان ينشغل بمبادرة اللاجئين وموسكو تعد بتدويلها
عون يشكل لجنة لتأمين مغادرة 890 ألف سوري «طواعية»
بعد أكثر من شهرين من الأخذ والرد في ملف تشكيل الحكومة في لبنان، خرقت المقترحات الروسية لإعادة النازحين السوريين المشهد السياسي الداخلي، مع تأكيد مصادر متابعة أن «وفد موسكو قدم اقتراحات حول تفاصيل الخطة»، مشيرة إلى أنه استكمل أمس جولته في تركيا، «وبعد استطلاع الآراء والاقتراحات كافة، سيعود باقتراح متكامل، يحظى بغطاء من الأمم المتحدة وبتمويل أميركي-أوروبي لتأمين العودة، مع كل ما تتطلبه من مصاريف ومستلزمات عملية إعادة الإعمار».وأضافت المصادر: «بانتظار أن يتبلور هذا الطرح، اتفق رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد الحريري على تشكيل اللجنة المكلفة بالتفاوض وسيكون للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم دور أساسي فيها»، لافتة إلى أن «الخطة تقضي بنقل النازحين بشكل أولي إلى مراكز إيواء داخل سورية، مرورا بمراكز العبور على الحدود، إلى أن تتأمن البنى التحتية اللازمة لنقلهم إلى قراهم».وبهذه المناسبة، أعرب عون خلال استقباله، في قصر بعبدا، منسقة الأمم المتحدة برنيل دالير كارديل، عن أمله في أن «تلقى المبادرة الروسية بإعادة نحو 890 ألف سوري دعم المنظمة الدولية لوضع حد لمعاناتهم»، مشيراً إلى «تشكيل لجنة للتنسيق مع الروس لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة».
ولفت إلى أن «الفقرة التي وردت في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن حول النازحين السوريين، والذي قدّم قبل أيام في نيويورك، لم تعكس بدقة الموقف اللبناني الذي نادى دائما بعودة طوعية وآمنة لهم»، مضيفاً: «بالنسبة إلى بقية النقاط التي وردت في التقرير، فإن لبنان يعتبرها نقاطا إيجابية». كما استقبل عون أمس سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدين والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في بداية السنة المقبلة. كما تطرق البحث إلى المبادرة الروسية وإلى مسار تشكيل الحكومة الجديدة. وعبّر السفير فوشيه عن دعم بلاده للبنان ومتابعة توصيات مؤتمر «سيدر»، إضافة إلى دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي، من خلال المساهمة الفرنسية التي تقررت بعيد مؤتمر «روما - 2».في السياق، استقبل مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، صباح أمس، سفير سورية علي عبدالكريم علي، وبحث معه أوضاع النازحين السوريين في لبنان. وشكر السفير علي جهود المديرية العامة في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم.في موازاة ذلك، نقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله ان «زيارة الوفد الروسي إلى لبنان تشكل منعطفاً هاماً في مصير الأزمة السورية الدامية، وما رشح عن مؤتمر هلسنكي بين الرئيسين بوتين وترامب، إلا أن ذلك لابد أن يفتح القنوات مع الدولة السورية لاستعادة العافية الى العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين».