افتتح الاحتفال بالذكرى 91 على إقرار النشيد الوطني اللبناني بالنشيد الوطني عزفته الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم أنطوان طعمة، تلاه عرض لفيلم وثائقي عن النشيد الوطني ولقطات من المعرض لنخبة من الفنانين التشكيليين الذي أقيم في باحة الجامعة تزامناً مع الاحتفال.

قدّمت الحفلة وداد حجاج، ثم تحدّث رئيس «لجنة تكريم رواد الشرق» أنطوان عطوي حول أهمية تطبيق معنى النشيد الوطني في حياتنا اليومية، داعياً إلى التمسك برموزنا الوطنية.

Ad

أشار إلى أن اللجنة تعمل على تحديد عيد للنشيد الوطني عبر مشروع قانون يتم تقديمه عبر وزارات الثقافة والتربية والإعلام، كذلك تعمل على مشروع قانون ترفعه إلى وزارة التربية لإدراج النشيد الوطني كمادة أساسية في المنهج التعليمي، فضلاً عن طباعة منشورات و«سي دي» و«دي في دي» لنشر النشيد الوطني وكيفية حفظه وتطبيقه، كاشفاً التحضير لإحياء مئوية النشيد الوطني في احتفال مركزي في ساحة الشهداء.

ثم كانت كلمة لمدير الجامعة فرع جبل لبنان غابي خوري دعا فيها إلى «إحياء نشيدنا الميت - الحي داخل المؤسسات التربوية كافة، إن من خلال إقرار قانون صادر عن مجلس النواب أو من خلال اتفاق تربوي بين المؤسسات كافة، لأن علينا تقع مسؤولية تربية أجيال تحمل وطنها في قلبها ونشيد وطنها في كيانها».

هوية وسيادة

في كلمتها التي ألقتها في المناسبة اعتبرت المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس «أن النشيد الوطني ليس مجرد كلمات تقال أو لحن يعزف، أنما هو عنوان ورمز للهوية الوطنية والسيادة الكاملة غير المنقوصة لتراب الوطن، وصوت حر لضمير الوطن وتعبير رمزي عن الوطنية والانتماء والولاء، وعشق الأرض وتجذر الامتداد الحضاري عبر فصول التاريخ، وتعبير واحد يتفق عليه اللبنانيون للإعراب عن انضوائهم والتفافهم وتفانيهم بالحب والعطاء والعمل لرفعة ومجد وعزة الوطن وكرامته، ولسان حالهم يؤكد أنه لا يمكن التفريط أو التهاون في كل ما يمس هذا الكيان الشامخ في ضمائرهم قبل قلوبهم وعقولهم».

أضافت: «الأهم، ألا نكتفي بترداد كلمات النشيد الوطني بل أن نعمل سوياً لتحقيقها، وما أحوجنا اليوم، في ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بالوطن، أن نكون جميعاً «كلنا للوطن» لتحقيق حلم رشيد نخلة ووديع صبرا ببناء الوطن المنشود».

حلقات تلفزيونية

ألقى أنطوان نجم كلمة راعي الحفلة ملحم الرياشي ومما قال: «عندما نتكلم عن النشيد الوطني نتكلم عن أهم المعزوفات وأكثرها نبلاً وأكثرها تأثيراً في الجماهير، لأنها تعني ما تعنيه من الفخر والشعور بالانتمائية والمواطنة».

أضاف: «بما أننا كنا، منذ أيام في أجواء كأس العالم لكرة القدم، رأينا اللاعبين يبكون عند سماعهم نشيدهم الوطني، لأن الكلمات والموسيقى تدخل إلى أعماقهم وتجعلهم يتذكرون قصص الأجداد وحكاياتهم وكيفية حصولهم على استقلالهم، ومعظم كلمات الأناشيد الوطنية تتضمن أحداثاً أليمة وتضحيات كبيرة، وهذه التضحيات تجعلهم يرون هذه المشاهد التي حصلت منذ مئات السنين ويصابون بحالات نفسية فرحة ومحزنة تفقدهم أحيانا وعيهم».

أوضح أن «نشيدنا الوطني اللبناني يتضمن الكثير من هذه القصص، ولكن لأسباب أو لأخرى فقدت الكلمات معانيها، ربما لفقدان الشعور بالوطنية أو لعدم الإحساس بوقع كلمات نشيدنا الوطني الذي تعلمناه في صغرنا وكنا أحياناً نردده تلقائياً، ما اضطر فناننا العظيم سامي كلارك إلى إعداد حلقات تلفزيونية عبر شاشة تلفزيون لبنان ليقول لنا إن سهلنا والجبل منبت للرجال وليس للرجل، وقولنا والعمل في سبيل الكمال وليس الكمل».

وختم: «نريد أن نعود ونقف مجدداً عندما نعزف النشيد الوطني، وأن نشعر بكل كلمة من كلماته ونغمض أعيننا لنصل إلى قمة الانخطاف التي تؤمنها الموسيقى الكلاسيكية وحدها».

رشيد نخلة ووديع صبرا

رشيد نخلة ( 1873 - 1939 ) شاعر لبناني لقّب بأمير الزجل. تعلم في بيته أولاً ثم في مدرسة عين زحلتا ثم في مدرسة سوق الغرب الأميركية. عُيِّن عام 1918 رئيس القلم العربي، ومدير معارف لبنان، فمدير الأوقاف والأديان والمصالح العامة في الجبل، وهذه الوظيفة أنشئت خصيصاً له، وألغيت عندما انفصل عنها. وفي عام 1920 عين مفتشاً للأمن العام. وفي 1925 عين محافظاً لصور، وبقي في المحافظة خمسة أعوام إلى أن أحيل سنة 1930 إلى التقاعد.

نشر شعره في صحف كثيرة ومجلات، ومنها: «البرق والمعرض والمكشوف»، وله روايات وقصص وديوان عنوانه «ديوان الشاعر السماوي». بُويع بإمارة الزجل عام 1933 فكان أول أمير للزجل في لبنان.

جُمعت أزجاله في كتاب بعد وفاته عنوانه «معنّى رشيد نخلة» بإشراف ابنه، الشاعر أمين نخلة، طبع في 1945 ببيروت.

لوديع صبرا (1876 - 1952) أعمال موسيقية من أهمها: وضع المارش الملي العثماني قبل الدستور، والنشيد الوطني العثماني بعده، والنشيد الوطني اللبناني، والأوبرا التركية، ونشيد موسى أوراتوريو، وأوبرا رعاة كنعان، وهي أوّل أوبرا في اللّغة التّركية، وأوبرا الملكين، وهي أوّل أوبرا في اللّغة العربية، و30 لحناً شرقيًاً. آخر ما لحّنه الأناشيد الثلاثة: «ذكرى الأم» من نظم الشّاعر شبلي الملاط، «أمّنا الأرض» من نظم رشدي المعلوف، «انتهى كل شيءٍ» من نظم الشّاعر سعيد عقل.