أكدت أخصائية أمراض النساء والتوليد والإنجاب في مستشفى دار الشفاء د. غدير أكبر أن 2 إلى 4 أزواج من كل عشرة أزواج في الكويت يعانون من مشكلة تأخر الحمل أو الإنجاب.

وقالت أكبر، لـ"الجريدة"، إن متلازمة تكيس المبايض شائعة جدا في الكويت وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، لافتة إلى أن هذه المشكلة من أبرز أسباب العقم وتأخر الحمل، وفي نفس الوقت هي الأسرع استجابة للعلاج.

Ad

وقدمت رسالة للفتيات الناجحات العاملات، مفادها "ايد بإيد نقدر نحقق طموحنا وبنفس الوقت نحفظ خصوبتنا"، مؤكدة أن خيار تجميد البويضات متاح وعملي للفتيات اللاتي يتأخرن في الزواج، بسبب طموحهن الوظيفي.

وأضافت أن هناك عددا من الملاحظات للمرأة الكويتية غير موجودة في المجتمعات الغربية، في مقدمتها أن تأخر الحمل يعتبر من المواضيع التي لا يتطرق إليها الزوجان، حتى في حال وجود مشكلة، مشيرة إلى أنها تجد صعوبة في السعي نحو حل هذه المشكلة من قبل الزوجين، وذلك قد يضاعفها ويزيدها تعقيدا.

عمليات نوعية

وأشارت د. أكبر إلى أنها قامت بإجراء العديد من العمليات الجراحية النوعية في الكويت في تخصص العقم الجراحي والمناظير النسائية، وهي عمليات تعتبر الاولى من نوعها في الكويت بتقنية كندية أميركية لخلق فتحة جديدة لقناة فالوب.

وأوضحت أن هذا النوع من العمليات قد يساعد في الإنجاب بحد ذاته، لافتة إلى أن "المريضة الأولى حاليا حامل في طفلها الثالث حملا تلقائيا، وكذلك المريضة الثانية حاليا حامل بطفلها الثاني ولله الحمد، وهذه التقنيات أقدمها لمريضاتي في القطاعين الحكومي والاهلي من خلال مستشفى دار الشفاء الجديد".

وأكدت أنه إذا كان هناك تأخر في الحمل فذلك يستدعي السعي نحو المساعدة ومن ثم الحل، والطبيب أو الطبيبة موجود لمساعدة المريضة، "وهناك مفاهيم خاطئة وأساطير يعتقد بها أغلب الناس في مجتمعاتنا الشرقية، من بينها أن أغلب الأزواج يعتقدون أنهم لا يواجهون مشكلة عند تأخر الحمل، إضافة إلى أنه حتى إذا كانت أسباب تأخر الحمل مجهولة فذلك لا يبرر تأجيل العلاج"، مشددة على أن الأولوية عند بدء مرحلة العلاج تكون عمر الزوجة.

تركيبة وراثية متشابهة

وذكرت د. أكبر أنه أثناء فترة تدريبها في الولايات المتحدة وكندا لاحظت كثرة أعداد الأميركيات من الأصول اللاتينية اللاتي تكون لديهن تركيبة وراثية حياتية مشابهة للسيدات في الكويت، من ناحية شيوع التكيسات، "وهو ما أعطاني فرصة للتعامل مع كل حيثيات التكيسات، وعلاجها بأحدث الطرق العلاجية".

وقالت إن من الأخطاء الشائعة لدى المرأة في الكويت أن عدم انتظام الدورة الشهرية لا يمثل لهن مشكلة، وغالبا تقول "أنا دورتي غير منتظمة، أنظمها ثم أحمل!"، وهذا مفهوم خاطئ عند أغلب النساء اللاتي يتأخرن في الإنجاب، بل وعند بعض الاطباء كذلك، "وهذا سبب قيامي بعمل محاضرات تعليمية وتثقيفية لأطبائنا من الذين لم تكن لهم فرصة للدراسة في الخارج، أو ممن لم يمضوا فترة كافية في الدراسة".

وأشارت إلى أن أي امرأة تعاني عدم انتظام الدورة الشهرية عليها مراجعة الطبيب، وأن الحمل سيأتي من خطة علاجية بسيطة ومنظمة تتم مناقشتها بين الطبيب والمريضة في العيادة.

أفضل التقنيات

وقالت د. أكبر إن قسم النساء والتوليد في مستشفى دار الشفاء يستخدم أفضل التقنيات لمساعدة المرضى على الإنجاب، وبينها القسطرة الحديثة بدون ألم، مبينة أن الآلام التي تشعر بها المريضة في أشعة الصبغة تعتمد على التكنيك المستخدم، والقليل من المريضات المصابات بمتلازمة التشنج المهبلي قد تحتجن إلى تخدير خفيف قبل إجراء القسطرة أو الأشعة.

وأكدت أن مقولة "حبوب منع الحمل تسبب مناعة" غير دقيقة، وليس لها أي أساس علمي، وهو تخوف شائع عند أغلب النساء والبنات، مؤكدة أن حبوب منع الحمل من أكثر الأدوية التي يتم وصفها في الغرب، وتمت دراستها بشكل مستفيض من حيث علاقتها بتأخر الحمل، وكانت النتيجة التي أكدتها الأبحاث والدراسات أنها لا تؤخر الحمل، كما أنها لا تسبب المناعة أو العقم.

وتابعت: "إذا تعذر الحمل بعد ثاني أو حتى ثالث إنجاب، أتمنى رؤية الزوجين بالسرعة الممكنة للمساعدة على الإنجاب"، مشيرة إلى أن أغلب أسباب تأخر الحمل يمكن حلها، خصوصا عندما تتأخر خصوبة "المرأة الولود"، إلا العمر، فلا يمكن الرجوع بالعمر ولا يمكن التغلب على شيخوخة المبيض.

التبرع بالبويضة

وأضافت د. أكبر: "في كندا وأميركا ودول العالم المتطور، هناك متبرعات بالبويضات، وكذلك هناك استئجار للأرحام"، والمجمع الفقهي في مكة حرم كليهما، مشيرة إلى أن الزوجة والعمر الحالي لمبايضها مهمان جدا في مسألة الإنجاب، وبمجرد تأخر الحمل يجب مواجهة المشكلة والعمل على حلها.

وشددت على أن المحافظة على خصوبة الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج يأتي في مقدمة أولوياتها، مشيرة إلى أن "عمر المبيض وشيخوخته لا يمكن التعامل معهما في مجتمعنا، حيث إن كل البدائل غير متاحة".

وأوضحت أنه مع التطور والتمدن وزيادة طموح الفتيات في المعترك الوظيفي، لوحظ عزوف البعض عن الزواج، أو تأجيل موضوع الحمل، مشيرة إلى أن الحمل والإنجاب يعتبر أولوية مهمة في حياة كل أنثى.

وأكدت أن المرأة في الكويت تشبه كثيرا المرأة في كندا وأميركا، فهي حاصلة على شهادات عليا، ولديها مراكز وظيفية متقدمة في شتى المجالات، مؤكدة أنها موجودة في مستشفى دار الشفاء للحفاظ على خصوبة المرأة الكويتية والمساعدة على تحقيق أحلامها.

أول دكتوراه في تخصص أطفال الأنابيب بالكويت

د. غدير أكبر حاصلة على البورد الكندي في النساء والتوليد من جامعة "مكغيل مونتريال"، في كندا، كما أنها تتمتع بخبرة عملية في التعامل مع حالات النساء والتوليد، من خلال برنامج تدريبي عالي المستوى بجامعة مكغيل، والتي تصنف ثاني أفضل الجامعات عالميا.

وحاصلة على البورد الكندي في التخصص الدقيق، كما أنها تملك رخصة طبية في كندا، وتمت معادلة شهادتها في التعليم العالي كأول دكتوراه، كما أنها حاصلة على ثاني دكتوراه تمت معادلتها بالتعليم العالي بالكويت في تخصص دقيق لأطفال الأنابيب والعقم والغدد الصماء، لتكون أول حاصل على الدكتوراه المعادلة في تخصص أطفال الأنابيب بالكويت من جامعة برتش كولومبيا فانكوفر كندا، وهي الثالثة عالميا، علما أن البرنامج مدته سنتان ونصف.