أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أمس، عزل عدد من مديري مكاتب الانتخابات في الداخل والخارج، على خلفية ارتكاب «مخالفات وتلاعب وفساد مالي»، وسط توقعات بأن تعلن نتائج إعادة الفرز والعد اليدوي للأصوات في الانتخابات الشتريعية التي جرت في 12 مايو الماضي، خلال أيام، مما يعني أن الحكومة لن تشكل قبل سبتمبر.

وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية، القاضي ليث جبر، في بيان، إن مجلس القضاة المنتدبين لإدارة المفوضية قرر عزل مديري مكاتب الانتخابات في محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار، فضلا عن مديري مكتبي الأردن وتركيا.

Ad

وأوضح أن قرارات العزل جاءت بناء على توصيات اللجنة التحقيقية الوزارية التي صادق عليها رئيس الوزراء حيدر العبادي. وأضاف أن المديرين المعزولين متهمون بارتكاب «مخالفات وتلاعب وفساد مالي»، مشيرا إلى أنه تمت إحالة عدد منهم للقضاء.

وكان البرلمان العراقي السابق قد قرر في السادس من يونيو الماضي إعادة الفرز والعد اليدوي للأصوات، بعد أن قالت الحكومة وكتل سياسية إن «خروقات جسيمة» و»عمليات تلاعب» رافقت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو الماضي.

وانتدب البرلمان كذلك قضاة لتولي مهام مسؤولي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات خلال عملية عد وفرز الأصوات يدويا إثر اتهامهم بـ «الفشل» في إدارة عملية الاقتراع، و«التواطؤ» في ارتكاب عمليات تزوير وتلاعب.

وتوقع القيادي بتحالف الفتح، عامر الفايز، أن يتم إعلان نتائج العد والفرز اليدوي للانتخابات بداية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة سيتأخر إلى نهاية شهر سبتمبر المقبل.

عرعر

الى ذلك، زار وزير الداخلية قاسم الأعرجي، أمس، منفذ عرعر الحدودي مع السعودية، ممثلا عن رئيس الوزراء حيدر العبادي لتوديع الدفعة الأولى من الحجاج المتوجهين الى الديار المقدسة براً.

وقال مصدر أمني إن «الأعرجي تابع سير الأعمال والخدمات المقدمه لضيوف الرحمن»، مضيفا أن «محافظ الأنبار محمد الحلبوسي وعدد من قيادات وزارة الداخلية رافقوا الأعرجي».

في غضون ذلك، دعا رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، أمس، الكتل السياسية الى «الاجتماع على طاولة الشروط الوطنية وتشكيل الحكومة واختيار الأكفأ»، معربا عن تأييده «المطلق لما ورد من توجيهات ورؤى في خطبة المرجعية الدينية العليا، وتأكيدها على الإسراع في تشكيل الحكومة الخدومة بوزراء يتصفون بالمهنية العالية وفق برنامج عمل واضح ورصين، واختيار رئيس حكومة حازم وقوي للمرحلة القادمة، وحثها الشعب على فرض إرادته إذا تنصلت الحكومة والبرلمان عن وعودهما».

الصدر

أما الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فلم يعلق مباشرة على خطبة المرجعية التي دعت الى التسريع بتشكيل حكومة، بينما دعا هو قبل أيام الى وقف المشاورات السياسية الى حين تلبية مطالب المحتجين.

وكتب الصدر في تغريدة على «تويتر»، أمس الأول، «إفساد ثم ظلم ثم قمع ثم غاز ثم ضرب ثم يتبع فجريح وقتيل وأسير في سجون الظلم يقبع يا قيادي يا سياسي أتظن لعلي أم حسين انت ترجع؟ لا علي لا حسين لا ولا حتى عمر لك يشفع، أصلح الحكم، فصوت الشعب يسمع صوت مظلوم من الحر فزع صوات مظلوم من الفقر جزع، كفاكم قمعا للمتظاهرين».

وكان العبادي قد أعرب عن تأييده لدعوة المرجعية الدينية العليا إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لكنه حاول التبرير، مؤكدا أنه أعلن «الاستجابة الفورية لجميع المطالب المشروعة للمتظاهرين في المحافظات «منذ اللحظات الأولى» وفق الصلاحيات المحددة والإمكانات المالية المتوافرة».

الى ذلك، دعا زعيم ائتلاف الوطنية، نائب الرئيس العراقي ​إياد علاوي​، إلى «تغيير مسارات العملية السياسية لتقفز فوق المحاصصة والإقصاء»، داعيا إلى «تشكيل حكومة تضم أقطابا سياسية متنوعة وممثلين عن الحراك الجماهيري».

وشدد على أن «تشكيل حكومة كسابقاتها لن يكون الحل، فالحلول التي لا تعالج جذور المشكلة ساهمت وستساهم في تعقيد الوضع وزيادة التوتر بشكل واسع».