بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع موجة احتجاجات جنوب العراق، نددت بشكل خاص بنقص الكهرباء والماء في عز موسم الحر، أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، وزير الكهرباء قاسم الفهداوي (سني)، خصوصاً بعد خطبة جمعة تصعيدية للمرجعية الشيعية في النجف بزعامة السيد علي السيستاني، انتقد فيها طريقة تعاطي السلطات مع الحراك الاجتماعي، محذراً من مشهد مختلف في حال استمر الاسلوب نفسه.

ونقل بيان مقتضب صادر عن مكتب رئيس الوزراء، أمس، أن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أمر بسحب يد وزير الكهرباء، على خلفية تردي خدمات الكهرباء». وأفاد مسؤول بأن العبادي «أمر بفتح تحقيقات في ملفات العقود والتوظيف والمشاريع غير المنجزة».

Ad

ويأتي قرار العبادي مقتصراً على «سحب اليد»، لأن الاقالة تتطلب مصادقة مجلس النواب، الذي انتهت دورته الحالية، في حين تأخر انعقاد المجلس الجديد بسبب شبهات التزوير في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو.

وقال الفهداوي، في تصريح صحافي، معلقاً: «نرحب بقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بسحب اليد»، مطالباً «الكوادر العليا في الوزارة بالتعاون مع أي لجنة تحقيقية بهدف إيصال الحقائق».

في المقابل، وصف محمود الربيعي، القيادي في «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري، أمس، قرار العبادي بـ «الخطوة المتأخرة»، التي تهدف الى «امتصاص» زخم التظاهرات.

وقال الربيعي إن خطوة العبادي «كان الأجدر تطبيقها منذ فترة أطول، وضمن حزمة اصلاحات تشمل العديد من المسؤولين المقصرين. وكنا نتمنى أن تكون فعلا هذه الخطوة تصحيحية، رغم اننا نعتقد انها لا تخلو من جوانب سياسية»، مضيفاً أن «الدولة لا تدار بهذا الشكل».

في السياق، أكدت وزارة الخارجية العراقية، أن بغداد ترغب في تحقيق ربط كهربائي مع دول الخليج. وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية مصعب المدرس، أكد في وقت سابق، أن العراق يسعى للبحث عن بدائل للكهرباء المستوردة من إيران، مضيفا أن العراق يعول على دول الخليج في توفير هذا البديل.

ومع تصاعد حدة الاحتجاجات، رفع المحامي طارق المعموري دعوى قضائية ضد الفهداوي ووزارة الكهرباء، بسبب «عدم الإيفاء بالتعهدات» بتوفير الطاقة منذ عام 2003، رغم تسلمه مخصصات تجاوزت أربعين مليار دولار، على حد قوله.

وطالب المعموري في الدعوى بتعويض بقيمة 100 مليون دينار (نحو 80 الف دولار) من وزير الكهرباء، تعويضا عن الاموال التي انفقها على المولدات الاهلية.

خيام في البصرة

وقطع محتجون، أمس، الطريق المؤدية إلى حقل غرب القرنة النفطي بمحافظة البصرة، للمطالبة بتوفير فرص العمل. وبحسب مقطع فيديو نشرته مواقع عراقية، نصبت خيم للاعتصام بالقرب من حقل غرب القرنة النفطي.

ويطالب المحتجون الحكومة بتوفير فرص العمل للعاطلين في الشركات النفطية، التي تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية.

ذي قار

وتظاهر المئات من أبناء عشيرتي بني سعيد وآل إبراهيم، أمس، أمام مبنى مجلس ذي قار، للمطالبة بإقالة مدير الموارد المائية في المحافظة، وهددوا بعصيان مدني احتجاجاً على شح المياه في قضاءي سيد دخيل والدواية.

وشهدت محافظة ذي قار، امس تظاهرة لأهالي قرية أبو الشويج، احتجاجاً على قلة الخدمات وعلى «مضايقات» يتعرضون لها من سيطرة سجن الحوت.

شلع قلع

الى ذلك، اثار انقطاع التيار الكهربائي اثناء حفل افتتاح ملعب الكوت الأولمبي، مساء أمس الأول، موجة استياء واسعة بين الحضور. وهتف الجمهور عقب الانقطاع غير المتوقع للكهرباء، خلال الحفل، بـ «شلع قلع كلكم حرامية».

ووسط إجراءات أمنية احترازية غير مسبوقة، افتتح ملعب الكوت الاولمبي الجديد في مركز محافظة واسط جنوب العاصمة العراقية بغداد، بعد تأخر موعد الافتتاح الرسمي بسبب الاحتجاجات في عدد من المدن، لتردي الأوضاع الحياتية.

وكان من المفترض أن يفتتح الملعب في 20 يوليو الجاري، إلا ان مؤشرات أمنية حالت دون ذلك، حسب وزارة الشباب والرياضة. ويتسع الملعب، الذي نفذ بكلفة 39 مليار دينار عراقي (نحو 31.2 مليون دولار) لعشرين ألف متفرج.

الخزعلي

ووصف الامين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أمس، إجراءات مفوضية الانتخابات بـ«السلحفاتية»، معتبراً ذلك «مخالفة لقرار المحكمة الاتحادي، ومحاولة عمدية لعرقلة توصيات المرجعية الدينية بالإسراع في تشكيل الحكومة».

وحذر الخزعلي المفوضية بأن «عليهم ان يعلموا ان حركة التظاهرات يمكن ان تطالهم».

البارزاني

في سياق آخر، جدد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، أمس، دعوته للاطراف السياسية الكردية الى وضع خلافاتها جانبا، وشدد على ضرورة التوجه الى بغداد بـ«موقف موحد»، وذلك في كلمة خلال مراسم فتح محطة إنتاج الكهرباء بمحافظة السليمانية.

«داعش» بكركوك

على صعيد مختلف، أعلن مصدر أمني عراقي، أمس، قيام عناصر تنظيم «داعش» بتفجير محطة مغذية للكهرباء، ونسف خط ناقل للكهرباء غربي محافظة كركوك (250 كلم شمال بغداد).

وقال المصدر إن «عناصر داعش فجروا محطة تغذية الذربان، وهي المسماة محطة الفتحة، التي تنتج 10+16 ميغا، وتغذي منطقة الزاب غربي كركوك». وأوضح أن عناصر داعش كانوا نسفوا قبل ساعات الخط الناقل للكهرباء والمغذي للحويجة وقضاء الدور وجنوب صلاح الدين.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، أمس، إلقاء القبض على ثمانية من عناصر تنظيم «داعش» في الساحل الأيسر من مدينة الموصل.