بينما تسرّع السلطات الإيرانية خطواتها لمواجهة الضغوط الأميركية المتصاعدة والغضب الشعبي من جراء تردي الأوضاع الاقتصادية، اتخذ مجلس الأمن الأعلى في البلاد قراراً بإطلاق سراح زعيمَي «انتفاضة الحركة الخضراء» مهدي كروبي وميرحسين موسوي؛ استجابة لضغوط وتحذيرات من رئيس الجمهورية حسن روحاني بضرورة استحداث متنفس لتفادي انفجار مجتمعي قد يتسبب في تقسيم البلاد.

وفي وقت تحتاج موافقة المجلس إلى إقرار المرشد الأعلى علي خامنئي لإطلاق كروبي وموسوي، أكد مصدر رفيع المستوى في المجلس، لـ«الجريدة»، أن هذا التطور جاء بعد مفاوضات مع زعيمي الانتفاضة ضد نتائج انتخابات أحمدي نجاد في 2009، انتهت بقبول الاثنين عدم الإقدام على أي تحرك سياسي أو اجتماعي دون موافقة المجلس، والامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات مسيئة للمرشد.

Ad

وتزامن إعلان الاستعداد للإفراج المشروط لسد الباب أمام التحاق القطاعات الشعبية الغاضبة بالمعارضة الخارجية ومنظمة «مجاهدي خلق»، مع إصدار مركز دراسات مجلس الشورى تقريراً صادماً ومفاجئاً يفيد بأن 70% من المجتمع يعارضون «فرض الحجاب» بالقوة، ويعتقدون أن غطاء رأس النساء يجب ألا يكون إجبارياً.

ورأى مراقبون أن التقرير يأتي في إطار تحضير أرضية لتنفيس الاحتقان الاجتماعي، وفتح ثغرات لتخفيف قيود المناطق الحرة والسياحة.

في هذه الأثناء، تراجعت العملة الإيرانية الريال إلى مستوى قياسي منخفض جديد، أمس، متجاوزة المئة ألف ريال للدولار، مع تأهب الإيرانيين للسابع من أغسطس المقبل، وهو موعد إعادة الولايات المتحدة فرض دفعة أولى من العقوبات على اقتصادهم لإرغام طهران على تقديم تنازلات ببرنامجها النووي، وتغيير سلوكها في المنطقة.

وهبط الريال، أمس، إلى 111 ألفاً و500 مقابل الدولار في السوق غير الرسمي، من نحو 97 ألفاً و500 ريال أمس الأول.