بدأت مسيرتك التمثيلية من مصر. كيف حققت ذلك؟
منذ نحو تسع سنوات قصدت شركة «كارما» لبنان، وتواصلت مع شركة «توكيز» بحثاً عن ممثلة لأداء دور لبنانية في مسلسل «الجامعة» الذي يجمع ستة أبطال من دول عربية مختلفة. وكنت حينها أصوّر إعلانات للشركة المذكورة فخضعت لكاستينغ وقُبلت للدور.ما الذي مهّد لانتشارك عربياً وتسليط الضوء على حضورك هناك؟
أعزو ذلك إلى الموهبة التي هي الأساس، ثم تطوير الذات. صحيح أن للحظ دوره أيضاً في هذا الإطار، إنما أختار دائماً مشاريع مناسبة تشبهني وأسهمت في رسم مسيرتي الفنيّة. لا شك في أنه لو لم يلحظ المخرج موهبتي لما اختارني لمسلسل «الجامعة» الذي مهّد لمشاركتي في مسلسلات مصرية أخرى.ثنائية
كيف تصفين الثنائية مع الممثل ظافر العابدين في مسلسل «ليالي أوجيني»؟
رغم نجومية العابدين فهو متواضع وشغوف بمهنته ويتواصل كثيراً مع فريق العمل، لذا استمتعت بالعمل معه. كنا نقرأ النص معاً لتحضير المشاهد قبل التصوير، ما انعكس إيجاباً على أدائنا.هل يؤدي هذا الانسجام الذي تتحدثين عنه إلى نجاح المسلسل وردود الفعل الإيجابية تجاهه؟
طبعاً، فلا بدّ من أن ينعكس الانسجام في موقع التصوير وما بين فريق العمل على الشاشة لأن الممثل عندها يتحمّس أكثر.كيف تصفين الثنائية مع كريم عبد العزيز في مسلسل «الزيبق»؟
رائعة، فهو نجم متواضع ومرح جداً. اختلفت ثنائيتنا عن الثنائية مع ظافر العابدين، لأننا أديّنا دور العاشقين بقالب قصصي مخابراتي. اعتبرت مسلسل «الزيبق» بمنزلة العودة الناجحة إلى مصر لأنني غبت ثلاث سنوات بعد مسلسل «نكدب لو قلنا مبنحبش» فحقق ردود فعل إيجابية جداً.انتشار
ثمة اهتمام لافت من الجمهور العربي بمسيرتك التمثيلية. كيف تتعاملين مع هذا الأمر؟
منذ انطلاق مسيرتي في مسلسل «الجامعة» وفيلم «شارع هوفلان»، وقبل انتشاري عربياً شعرت بمسؤولية تجاه عملي. تدرّجت بتأنٍ حتى حققت ما بلغته اليوم وذلك من خلال مشاريع تهمّني وتشبهني. لم تكن الشهرة يوماً هدفي، بل تقديم أعمال متمكّنة لتثبيت خطواتي المستقبلية وضمان استمراريتي.يرى بعضهم أن الانتشار في مصر يتطلب تنازلات معيّنة ما رأيك؟
نوعية أدواري ومستوى أعمالي أكبر دليل على عدم وجود أي تنازلات في مسيرتي. حتى أنني أعتبر أنني تأخرت في تحقيق مهنتي بعد 10 سنوات من العمل في مصر، وذلك بسبب رفضي التنازلات مهما كان نوعها.صحيح أن لا مجال للمقارنة بين لبنان ومصر درامياً، ولكن هل تلمسين تطوراً إيجابياً في مسيرة الدراما اللبنانية؟
ثمة تطوّر سريع في هذا الإطار وقد أدّى الخليط العربي دوراً في تطوّر الإنتاج وظهور مواهب لبنانية رائعة. لدينا كتّاب ومخرجون وممثلون أكفاء، ما ينعكس إيجاباً على نوعيّة المسلسلات الرمضانية المحلية.هل توافر ظروف إنتاجية جيّدة يوّلد طاقة إيجابية لدى فريق العمل؟
طبعاً، خصوصاً في خلال تصوير مسلسل رمضاني حيث يكون الإيقاع أسرع، ما يتطلّب توافر أمور لوجستية وتقنيّة متقدّمة لتسهيل العمل. كذلك يتفرّغ الممثل أكثر لدوره وتتسنى للمخرج متابعة أدق تفاصيل المشاهد من دون التلهي بأمور أخرى.أديّت أدوارك في الدراما المصرية باللهجة اللبنانية. ما أهمية ذلك؟
تقديم اللهجة الأم يفسح في المجال إزاء التركيز على الأداء دون سواه، بدلاً من تشتيت التركيز بين اللفظ والأداء. نيّتي في التحدث باللهجة المصرية في الأعمال المقبلة موجودة وذلك لأنني أصبحت متمكنة أكثر منها بعد مشاركتي في أعمال مصرية عدّة واحتكاكي بالمصريين على مدى سنوات طويلة.«مورين»
كيف جاء اختيارك لأداء شخصية القديسة مارينا في الفيلم السينمائي «مورين» الذي يصوّر قصة حياتها؟
في أثناء دراستي الجامعية رأى المخرج طوني فرج الله الذي كان أستاذي حينها أنني موهوبة ذات قدرات تمثيلية عالية، وازداد قناعة بعدما تابعني في مسلسل «الجامعة» الذي أدّت الممثلة تقلا شمعون (زوجته) دور والدتي فيه. لذا عندما أنهى تحضير الفيلم عرض عليّ دور مارينا فخضعت مرتين للكاستينغ، إحداهما باللغة السريانية، فوجد أنني مؤهلة لأداء هذه الشخصية وهكذا بدأت المغامرة.إنه تحدٍ كبير؟
شعرت بمسؤولية كبرى وخفت جداً وترددت أيضاً لأنه عمل مختلف عن أدواري السابقة، ولكن بسّط المخرج الأمور واصفاً شخصية مارينا بالبسيطة جداً والمتواضعة التي تعيش حياة بدائية، إنما تملك طاقة كبيرة لحبّ من حولها. وهكذا جسّدت الشخصية بصدق وواقعية، خصوصاً أن الظروف المناخية الصعبة لطبيعة وادي قنّوبين البدائية حيث صوّرنا الفيلم إضافة إلى الديكور والثياب والأكسسوار كلها أمور ساعدتنا في دخول عالم شخصياتنا لتجسيدها بصدق.ألا يتعرّى أداء الممثل برأيك عندما تكون إطلالته بدائية، من ثم يتركّز الاهتمام على الأداء من دون تشتيت النظر بالشكل الخارجي والإطلالة والأكسسوار؟طبعاً، إنه أكبر تحدٍ أختبره في مسيرتي، لكنني لم أفكر للحظة بحقيقة أنني سأتخلى عن أنوثتي من أجل أداء مرحلة تخفيّ الشخصية بلباس صبيّ، بل كنت فرحة جداً لاختياري للدور، وأردت أن أبدو صبياً بكل التفاصيل الظاهرة واضعة نفسي مكان مارينا وظروفها. في رأيي، نجاح هذا الفيلم دليل على مدى اندماج الناس به وتركيزهم على المضمون لا الشكل.أي دور يؤدي المخرج في هذا الإطار؟
لا بد من توجيه تحية إلى المخرج طوني فرج الله الذي اعتنى بأدق التفاصيل، فتعب وأتعبنا معه بهدف تحقيق هذا الفيلم. لقد تعاون مع تقنيين متخصصين أجانب وعرب، فأوحى هذا الجهد في العمل وهذه الاحترافية وكأن كلفة الإنتاج مرتفعة جداً.يختلف هذا الفيلم كلياً عن الأعمال السينمائية السائدة أخيراً، فهل شكّل فرصة ذهبية في مسيرتك المهنية؟طبعاً لا يمكنني إنكار ذلك سواء من ناحية مضمونه أو من ناحية أدائي دور مارينا أو من ناحية إنتاجه وإخراجه.