التقلبات الإعلامية تهدِّد الدراما المصرية الرمضانية

نشر في 31-07-2018
آخر تحديث 31-07-2018 | 00:01
يوسف الشريف والمنتج تامر مرسي
يوسف الشريف والمنتج تامر مرسي
تشهد الساحة الإعلامية المصرية تقلبات تشغل بال كثير من العاملين في مجال الدراما، خصوصاً فيما يتعلق بموسم رمضان المقبل، إذ تعاني القنوات الفضائية المصرية مشكلات تهدِّد بعضها بالإغلاق، خصوصاً تلفزيون «الحياة» الأشهر في الوطن العربي، ذلك لكثرة القضايا المرفوعة ضده لنيل تعويضات مالية لمصلحة «النهار» و«كينغ توت» و«إم بي سي».
تسود الشبكات المصرية حالة من الضبابية في ظل تغيير الإدارات، ما يعني عدم وجود أي فريق قادر على وضع الخريطة البرامجية لرمضان المقبل، أي أن ثمة تعاقدات قد تُلغى في اللحظات الأخيرة، ما يضع الصانعين في مأزق كبير. وكانت الأزمة بدأت في رمضان الماضي بعد إرجاء عرض «أرض النفاق» لمحمد هنيدي و«لدينا أقوال أخرى» ليسرا على شبكة قنوات «أون إي»، ما سبَّب قلقاً لشركة «العدل غروب».

وعلى عكس العادة، لم تعلن مجموعة «العدل غروب»، إحدى أقوى شركات الإنتاج في مصر، خريطتها للعام المقبل مكتفية باتفاقات شفهية مع كل من نيللي كريم ويسرا وعمرو سعد، فيما لم تتعاقد مع فنانين آخرين ولم تبدأ في الخطة بعد، كذلك لم توقع عقوداً مع القنوات العارضة.

ينطبق الأمر نفسه على المنتج تامر مرسي، الذي أصبح حوت الدراما المصرية والمتحكِّم بشبكة «الحياة» وقنوات «أون إي»، إذ لم يعلن تعاقده إلا مع عدد قليل من الفنانين حتى الآن من بينهم أحمد فهمي وأمير كرارة ويوسف الشريف. وكان مرسي تعاقد العام الماضي على إنتاج نحو ثمانية مسلسلات، وهو رقم قياسي يشير إلى أننا نواجه مشكلة كبيرة راهناً، خصوصاً أن مرسي أحد صانعي القرارات الإعلامية باعتباره مشرفاً على «الحياة» و«النهار» اللتين تعرضان نحو نصف إنتاج الدراما المصرية.

انسحاب

قال الناقد السينمائي طارق الشناوي لـ«الجريدة»: «سيشهد الموسم المقبل انسحابات كثيرة، والبداية مع غادة عبد الرازق بعد سلسلة من مسلسلات امتدت أكثر من 10 سنوات فهي أعلنت خروجها تماماً من رمضان 2019»، مشيراً إلى أنها لاحظت أن مشاهدات أعمالها بدأت تقل.

وأوضح الشناوي أن ثمة نجوماً عرفوا أن الزمن لم يعد زمنهم فاختاروا الانسحاب، مؤكداً أن آليات السوق ومشكلات القنوات الفضائية ستسهمان في اختفاء أسماء كثيرة خلال رمضان 2019، ولا شك في أن مسلسلات كثيرة خلال العام الماضي تسببت في خسائر فادحة للقنوات والمنتجين، لا سيما أن التسويق خلال رمضان الفائت لم يكن جيداً.

ولفت الشناوي إلى أن الأسباب المذكورة ستشكِّل معوقاً إزاء الدراما خلال الموسم المقبل الذي سيشهد ضبابية وانحساراً درامياً أكثر من العام الماضي، وسيبقى النجوم الأكثر جماهيرية دون غيرهم.

ومن جانبها، قالت منتجة مسلسلي «الرحلة» «و30 يوم» مها سليم إنها حتى الآن لم توقع عقود إنتاج أي مسلسلات جديدة للعام المقبل، وإنها اعتذرت إلى كثير ممن طلبوا إليها المشاركة في أعمالها الدرامية المقبلة.

ولفتت إلى أن القرار لم يعد في يد الصانعين بل ثمة صانعو قرار في الوسائل الإعلامية، موضحةً أن كثيراً من المنتجين لديهم حالة من عدم الوضوح في الرؤية في ما يتعلق بالموسم المقبل، وأن عدداً من الصانعين تحدثوا إلى منتجين من أجل التعاون معهم ولكن لم يتلقوا رداً. كذلك أشارت إلى أنها فضلت البقاء في المنزل مع ابنتها من دون الدخول في مغامرة غير معلومة قد تسبب لها خسائر، خصوصاً أن ثمة منتجين كباراً ويقدمون أعمالاً عدة ولكن لم يوقعوا عقودهم بعد.

النجوم أيضاً لم يوقعوا أي عقد

لم يوقِّع عدد من نجوم المواسم الماضية أي عقد بعد لعدم وجود طلب عليهم، من بينهم: حمادة هلال، وزينة، وخالد الصاوي، وهاني سلامة، وغادة عبد الرازق، ومنة شلبي، وخالد النبوي، وهيفاء وهبي، وأكرم حسني، ودينا الشربيني، وكريم فهمي... وعدد آخر من النجوم، بالإضافة إلى أن عدداً من فناني الصف الأول لم تتعد المفاوضات معهم حدود الاتفاق الشفهي.

ومن المتوقع تخفيض أجور طاقم العمل خلال العام المقبل لتصل إلى النصف، وفقاً لعدد من العاملين في المجال، الذين أكّدوا أن أحداً لن يخوض الدراما إلا إذا كان يوافق على الشروط القاسية.

«العدل غروب» لم تعلن خريطتها للعام المقبل مكتفية باتفاقات شفهية مع بعض النجوم
back to top