يعكس معرض «مقتطفات يمنية» لمحمد سبأ في القاهرة تجربة خاضها الأخير، كما قال، أكثر من ثلاث سنوات، وتتنوع موضوعات اللوحات من خلال التنفيذ بأساليب ومدارس مختلفة. وأشار الفنان إلى أنه لا ينتمي إلى مدرسة فنية بعينها: «أدمج أحياناً في رسوماتي بين مدارس متنوعة، ويصنفني بعض الفنانين بأنني أتبع المدرسة التعبيرية، نظراً إلى ما تحتوي عليه لوحاتي من ملامح للوجوه التي أرسمها، أو من سياق اللوحة العام».ويضيف: «أقدم من خلال لوحاتي في المعرض أفكاراً تصل إلى المشاهد؛ لذا يرى غالبية الزوار من الفنانين أن ثمة تعبيراً عن هيئة الوجه على اللوحة، أو وقائع نلتمسها في حياتنا».
لوحات ومسيرة
عن مسيرته الفنية من اليمن إلى مصر وتألقه في معارضه الأخيرة، قال: «أهوى الرسم منذ صغري، والتحقت بقسم التربية الفنية التابع لكلية التربية بجامعة إب، وكنت أحد الطلاب المتميزين، وشاركت كثيراً في معارض الجامعة، وفي المركز الثقافي التابع لمحافظة إب. وفازت لوحتي التي تحكي عن قصة الملكة بلقيس مع النبي سليمان بأفضل لوحة في المعرض. وبعد تخرجي في الجامعة عملت فنياً في قسم التربية الفنية حتى عام 2014، وفي العام نفسه أتيت إلى مصر لألتحق بالدراسات العليا، وفي القاهرة وجدت دعماً لقدراتي، وشاركت في معارض عدة وكنت أمثل اليمن وأشارك بلوحاتي التي تعبر عن الحضارة اليمنية، وتراثها الشعبي الأصيل، وعن واقع الحياة اليمنية بمختلف مجالاتها.مشاركات
وعن مشاركاته في معارض القاهرة قال: «شاركت في عدد من المعارض الشخصية في القاهرة، وفي احتفالات اليمن بالأعياد الوطنية، التي أقيمت على هامش فعاليات اليمن في دار الأوبرا المصرية، كذلك في ملتقيات الفن التشكيلي وفي يوم مهرجان السلام الذي أقيم في محافظة الإسماعيلية، برعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية، وفي صالون «أجيال» الذي أقامته مجموعة من الفنانين من مختلف الدول العربية أخيراً بثلاث لوحات نالت استحسان الجميع، وبموجبها حصلت على ميدالية ذهبية، ووثِّقت أعمالي».تابع: «كذلك قدمت في معرض «إفريقيا في قلب مصر» الذي أقيم برعاية منظمة بان أفريكان موفمنت العالمية، بقاعة نجيب محفوظ بمبنى جريدة «الأهرام»، نهاية العام الماضي، لوحة «البحث عن وطن»، وهي تتواءم مع فكرة المعرض الذي رفع شعار نبذ العنف والإرهاب. وعبارة عن صورة لسيدة محجبة، خلفها حطام مسجد».واستطرد حول اللوحة: «تبحث عن السلام وتنبذ العنف، وتؤكد أن الفن قادر على صناعة عالم بلا عنف وأكثر إنسانية، كذلك تعبر اللوحة عن الأمن الذي نفتقده في بلدنا اليمن في هذه الفترة، ونحاول من خلال الفن أن نوصل للجميع أن الأوطان أغلى ما نملك، وأن علينا الحفاظ عليها، خصوصاً في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية».ويستعد سبأ لإقامة معرض يتناول مواقع أثرية مصرية، والحياة الشعبية في مصر، ويقول: «أنوي تسمية المعرض «لمحات من أم الدنيا».افتتحت معرض «مقتطفات يمنية» رئيسة أكاديمية الفنون د. أحلام يونس، بقاعة دكتور مختار عبد الجواد، ويستمر حتى نهاية يوليو الجاري، وشارك في الافتتاح دبلوماسيون من السفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة، وعدد من الأساتذة والفنانين من داخل الأكاديمية وخارجها.دورات مجانية
يقيم سبأ في مصر منذ أربع سنوات، وتأثر بالحياة فيها فرسم لوحات تحكي عن الحضارة الفرعونية، وأشهرها لوحة لتمثال أبي الهول، حظيت بإعجاب كثيرين. كذلك ينظم دورات تدريبية في مجال الرسم خصصها لأبناء الجالية اليمنية مجاناً ويقول عنها: «قررت أنا واثنان من زملائي أن ننفذ دورات مجانية لأبناء اليمن وذلك دعماً للثقافة والفن، وتشجيعاً لمواهب اليمنيين الذين يرغبون في تطوير أنفسهم. ولاقينا تشجيعاً من المركز الثقافي اليمني بالقاهرة ممثلاً بالمستشارة عائشة العولقي، التي وفرت لنا قاعة لتنفيذ الدورة».