مصر| وزير دفاع مصر يتفقد العريش... ووفاة غامضة لأسقف قبطي

في أول جولة له منذ توليه منصبه الوزاري في 14 يونيو الماضي، زار وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، أمس، قوات التأمين المتمركزة بشمال سيناء، المشاركة في فعاليات العملية الشاملة سيناء 2018، التي انطلقت في 9 فبراير الماضي لتطهير شبه الجزيرة المصرية من العناصر التكفيرية والقضاء على البؤر الإرهابية فيها، وسط نجاحات ميدانية لقوات الجيش والشرطة، كللت بتحجيم نشاط الجماعات الإرهابية في سيناء.

وتفقد وزير الدفاع مطار العريش، وهو المطار ذاته الذي شهد محاولة اغتيال وزيري الدفاع والداخلية السابقين بهجوم إرهابي في 19 ديسمبر الماضي، كما تفقد قوات التأمين للوقوف على الاستعداد والكفاءة القتالية، والاطمئنان على الحالة الإدارية والمعيشية للعناصر المشاركة في النقاط والارتكازات الأمنية، ومركز العمليات الدائم بقطاع تأمين شمال سيناء، مؤكدا أن أهالي سيناء هم خط الدفاع الأول عن أمن مصر.

والتقى زكي قوات تأمين شمال سيناء، ودعا الى ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والجاهزية، ونقل لهم تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي، واعتزازه والشعب المصري بما يقومون به من أعمال بطولية ساهمت في اقتلاع جذور الإرهاب وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في مدن شمال ووسط سيناء.

وشهدت مصر منذ عام 2013 تصاعدا في العمليات الإرهابية في سيناء، والتي قادها تنظيم «ولاية سيناء» (الفرع المصري من تنظيم داعش)، وصلت ذروتها بشن هجمات على أكمنة لقوات الجيش والشرطة، ثم الجريمة البشعة بالهجوم على مسجد قرية الروضة غربي مدينة العريش، في نوفمبر 2017، مما أسفر عن مقتل 311 شخصا، بعدها كثفت القوات المصرية من عملياتها، مما أدى إلى تحقيق نجاح واضح في تحجيم نشاط الجماعات الإرهابية بصورة واضحة للعيان.

وفيما افتتح الرئيس السيسي المؤتمر الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، أمس، قال في اختتام مؤتمر الشباب الدوري السادس أمس الأول، إنه تقرر إعلان عام 2019 للتعليم، كما قرر إنشاء مركز تدريب وتأهيل المعلمين وفقا للمعايير الدولية، بالتوازي مع استعراض وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، منظومة التعليم الجديدة في مصر.

وأجاب الرئيس السيسي عن كثير من الأسئلة التي تشغل المصريين خلال جلسة «اسأل الرئيس»، في ختام مؤتمر الشباب، إذ أكد أن سيتم الانتهاء من تطوير منظومة السكك الحديدية في مصر بحلول عام 2020، مشددا على عدم رفع أسعار تذاكر القطارات إلا بعد انتهاء عملية التطوير، وكاشفا أنه رفض منذ شهرين مقترحا من وزير النقل بزيادة أسعار التذاكر، وأشاد بعملية الإصلاح الاقتصادي الجارية في مصر، رغم صعوبتها، مؤكدا أن نجاح الإجراءات الحكومية انعكس على ارتفاع احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي إلى 45 مليار دولار.

ولمح السيسي صراحة إلى تأجيل انتخابات المحليات إلى العام المقبل، إذ قال إنه يتمنى أن يتمكن البرلمان من إصدار قانون المحليات مع مطلع العام المقبل، لإجراء انتخابات المحليات، داعيا الشباب إلى المشاركة بقوة فيها، مشددا على أن الدولة تحارب الفساد بكل قوة، لكن مواجهة الفساد لن تتم إلا بمنظومة كاملة من أهم عناصرها تحييد العامل البشري من خلال التوسع المستمر في الإصلاح الإداري والخدمات الإلكترونية، داعيا المصريين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة.

غموض النطرون

في غضون ذلك، يترأس بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، اليوم، صلاة الجنازة على جثمان الأنبا مقار أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار العامر بوادي النطرون بصحراء محافظة البحيرة (شمالي غرب القاهرة)، فيما لا يزال الغموض مسيطرا على تفاصيل وفاة الأسقف، الذي عُثر على جثته داخل الدير الأحد الماضي، بحسب ما كشف بيان الكنيسة القبطية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، في حين قال مصدر أمني إنه ربما يكون حادثا جنائيا، مفضلا عدم استباق نتيجة التحقيقات وانتظار نتيجة الطب الشرعي، إذ فتحت السلطات المصرية تحقيقا لكشف غموض الحادث، بينما قال المتحدث باسم الكنيسة القبطية، الأنبا بولس حليم، لـ «الجريدة»، إن الكنيسة تنتظر نتيجة التحقيقات التي تجريها النيابة المصرية لمعرفة أسباب الحادث، رافضا الإدلاء بأي تفاصيل تخص الحادث قائلا: «ما زال الأمر بيد النيابة»، ومؤكدا إقامة صلاة التجنيز بحضور البابا اليوم.

وسبق أن أعلنت الكنيسة القبطية نبأ وفاة الأسقف في بيان رسمي، قالت فيه: «نظرا لأن غموضا أحاط بظروف وملابسات رحيله، تم استدعاء الجهات الرسمية، وهي تجري حاليا تحقيقاتها حول هذا الأمر، وننتظر ما ستسفر عنه نتائج هذه التحقيقات»، ولم تكشف الكنيسة طبيعة هذا «الغموض»، إلا أن مصادر مطلعة قالت إنه تم العثور على جثة الأسقف مهشمة الرأس.