استمرت موجة الاستنكار النيابي بشأن مطالبة السفير العراقي لدى البلاد علاء الهاشمي برفع مصطلح "الغزو العراقي" من المناهج التعليمية في الكويت، واستبداله بـ"الغزو الصدامي"، داعية السفير إلى احترام قرار مجلس الأمن، الذي أسماه بالغزو العراقي، فضلا عن مخالفته للأعراف الدبلوماسية.وقال النائب عبدالوهاب البابطين: "هو الغزو العراقي، وستظل هذه التسمية، ولن تمحى من ذاكرتنا، وسنورث هذا المصطلح لأبنائنا، ونذكر لهم أسماء شهدائنا الأبرار، وتضحيات الصامدين، وتشرد الأسر ومعاناة الأسرى".
ووجه البابطين خطابه إلى السفير العراقي قائلا: "عليك سعادتك احترام ما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 660، التابع للأمم المتحدة، والذي أسماه بالغزو العراقي".من ناحيته، ذكر النائب عمر الطبطبائي أن "تصريح السفير العراقي جانبه الصواب، وخالف الأعراف الدبلوماسية، فالغزو العراقي سيظل محفورا في وجداننا، وذكرى شهدائنا الأبرار ستظل عنوانا للعزة والفخر".من جانبه، قال النائب د. حمود الخضير: "مع تقديرنا ودعمنا لتعزيز العلاقات الاخوية مع العراق الشقيق، لكن تصريح السفير العراقي المتزامن مع قرب الذكرى الثامنة والعشرين للغزو العراقي الغاشم ليس مبررا، ونطالب وزارة الخارجية باتخاذ اللازم".
دور إيجابي
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الأمة بالإنابة د. عودة الرويعي، أن الكويتيين قيادة وحكومة وشعبا، ملتزمون بالأوامر والتعليمات والسياسة التي يعمل بها سمو أمير البلاد تجاه الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.وقال الرويعي، في تصريح، بعد استقباله نائب رئيس جمهورية العراق نوري المالكي والوفد المرافق له بمناسبة زيارته البلاد أمس، إن اللقاء بحث العديد من القضايا والموضوعات، مضيفا أن المالكي ثمن دور صاحب السمو وتوجيهاته، والدور الإيجابي الذي تقوم به الكويت في حل النزاعات، و"إذابة الجليد"، ودعم شعوب المنطقة، والمساهمة في كل ما يصب في مصلحتها.وأضاف "لا يمكن أن نخرج عن سياسة سمو الأمير تجاه أشقائنا وإخواننا وأصدقائنا في دول المنطقة، وندعم دائما ما فيه الخير لهذه الشعوب واستقرارها"، لافتا إلى أن "الكويتيين جبلوا على هذا الأمر، ومستمرون به وفق السياسة التي يتبعها سمو أمير البلاد".وأكد أن مجلس الأمة داعم لكل ما من شأنه تحقيق الخير، وإرساء أواصر المحبة والإخاء والصداقة بين الشعوب كافة، مبينا أن "الشعب الكويتي بنوابه ممثلي الأمة يحملون هذه الرسالة على عاتقهم".وأوضح أن هذا الدعم يتجسد في المحافل الدولية، وما يتم في اللقاءات الدولية كسفراء للشعب الكويتي والدبلوماسية البرلمانية التي يتبناها المجلس بما يتماشى ويتناغم مع تعليمات وتوجيهات سمو الأمير.وأعرب عن أمله أن يعم الاستقرار والأمن البلدان المجاورة وغيرها في أقرب وقت، مؤكدا أن هذا الاستقرار من مصلحة الجميع.بطولة شعب
من جهة أخرى، استذكر الرويعي بمناسبة ذكرى الغزو العراقي بطولة الشعب الكويتي وحرصه وولاءه وانتماءه، وعدم تعاونه مع القوات الغازية، وما أثبته للعالم أجمع من حب لأسرة الحكم، ولتراب الوطن الذي لا يعوض، مهما كانت المغريات الخارجية.ولفت إلى أن "الكل في الكويت من مواطنين ووافدين مغبوطون على ما ينعمون به في هذا البلد من استقرار وأمان"، متمنيا "أن تنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار، وأن تكون الحقبة الماضية قد انتهت بكل ما فيها".