غداة إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبادرة مباغتة للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني «دون شروط وفي أي وقت» لدرء خطر الحرب القائم بين البلدين، اشترط حميد أبوطالبي مستشار روحاني أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه، وتتوقف عن لغتها العدائية تجاه طهران من أجل عقد أي لقاء مع سيد البيت الأبيض.

وقال المسؤول الإيراني الرفيع على «تويتر»، إن «من يؤمنون بالحوار وسيلة لحل الخلافات في المجتمعات المتحضرة، ينبغي عليهم أن يلتزموا بأدواتها: فاحترام الشعب الإيراني وخفض التصرفات العدائية وعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي من شأنها تمهيد الطريق غير المعبد الراهن».

Ad

وجاءت المبادرة المفاجئة والاشتراط الإيراني بعد حرب كلامية بين واشنطن وطهران، التي تئن جراء انهيار سعر صرف عملتها مقابل الدولار مع قرب تطبيق واشنطن عقوبات اقتصادية خانقة في السابع من أغسطس الجاري، فضلاً عن سعيها إلى فرض حظر شامل على صادراتها النفطية.

تطمين نفطي

وفي خطوة للوراء، قال روحاني على موقعه الرسمي أمس، إن طهران لا تسعى لإحداث توترات في المنطقة أو عرقلة تدفق النفط الخليجي، لكنها لن تتخلى عن حقها في تصدير النفط.

وأضاف روحاني، الذي سبق أن هدد ضمناً بإغلاق مضيق هرمز أمام صادرات النفط من دول الخليج العربية، في حال فرضت حظراً شاملاً على إمدادات بلاده من الطاقة، إن «انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي غير قانوني، وإن الكرة أصبحت في ملعب أوروبا بخصوص المحافظة على العلاقات مع طهران» وإنقاذ المعاهدة الدولية التي تهدف لمنع إيران من تطوير سلاح ذري. وتابع: «الجمهورية الإسلامية لم تسع قط لإحداث توترات في المنطقة ولا ترغب في أي مشاكل في الممرات المائية العالمية، لكنها لن تتخلى بسهولة عن حقها في تصدير النفط».

وأكد الرئيس الإيراني خلال تسلم أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد روبرت مكيير، أن بلاده أعربت عن استعدادها لتنمية العلاقات مع الدول الأوروبية، منتقداً عدم تنفيذ جميع بنود الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة «4+1» التي تضم فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا بعد انسحاب واشنطن.

وشدد على أهمية وإيجابية «الموقف الشفاف لأوروبا التي تسعى إلى تعويض انسحاب واشنطن من الاتفاق» عبر منح طهران امتيازات وضمانات مالية لمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي.

خط ساخن

في هذه الأثناء، تباينت ردود الفعل داخل الأوساط الإيرانية حول التعامل مع دعوة ترامب، ففي حين اقترح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس «الشورى» حشمت الله فلاحت بيشه، إنشاء «خط ساخن للحوار» بين طهران وواشنطن، اعتبر النائب الثاني لرئيس الشوري علي مطهري، أن المفاوضات في ظل الظروف الحالية التي تتعرض فيها البلاد لضغوط اقتصادية هائلة ستؤدي إلى «الذل والخذلان».

وقال بيشه: «يجب ألا تتحول المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى محرمات، مضيفاً أن بلاده تنظر بإيجابية إلى مبادرة ترامب.

وأشار إلى أن دولاً أخرى، لم يسمها، تستفيد من الخلاف بين إيران والولايات المتحدة.

ورأى أن المصالح الوطنية، «ستكون لعبة بيد الآخرين إلى أن يتم إنشاء قناة اتصال بين الطرفين».

لكن مطهري وهو مؤيد لروحاني ضمن لائحة «أوميد» ويسعى لكسب تأييد شعبي عبر انتقاد النظام، علق على اقتراح ترامب؛ قائلاً، إن الأخير «لو لم ينسحب من الاتفاق النووي ولم يفرض العقوبات ضد إيران، فبرأيي الدخول في مفاوضات لم يكن بالأمر السيئ».

خطأ وجاهزية

في غضون ذلك، أعرب محافظ إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، حسين كاظم بور أردبيلي عن اعتقاده بأن «ترامب مخطئ إذا كان يتوقع أن تعوض السعودية ومنتجون آخرون للنفط فاقد الإمدادات الناجم عن العقوبات الأميركية على طهران».

وقال: «يبدو أن الرئيس ترامب وقع رهينة منتجين حين زعموا أن بإمكانهم تعويض 2.5 مليون برميل يومياً من الصادرات الإيرانية مما شجعه على التحرك ضد طهران».

وأضاف «الآن هم وروسيا يبيعون مزيداً من النفط وبسعر أعلى. ليس من إنتاجهم الإضافي لكن من مخزوناتهم».

وتابع إن «أسعار النفط، التي يضغط ترامب على منظمة البلدان المصدرة للبترول لتخفيضها عبر زيادة الإنتاج، سترتفع ما لم تمنح الولايات المتحدة إعفاءات لمشتري النفط الإيراني».

وتأتي التعليقات الصادرة عن محافظ إيران بعد يوم من مسح أظهر أن إنتاج «أوبك» زاد 70 ألف برميل يومياً في يوليو الماضي.

وأوضح المسح ارتفاع الإنتاج السعودي من النفط لكن قابله انخفاض الإمدادات الإيرانية بسبب استئناف العقوبات الأميركية.

من جانب آخر، أكد القائد العام للجيش الايراني اللواء عبدالرحيم موسوي جاهزية قواته المعنوية والقتالية وتلاحمها مع الشعب في مواجهة أي عدو.

وقال إن الشعب يعي القضايا الحالية ولن يسمح للأجانب أن يتخذوا القرار بشأن أمن بلاده.

ضوابط بومبيو

في المقابل، حدد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ضوابط للقاء ترامب مع القادة الإيرانيين، بعد ساعات فقط من مبادرة ترامب.

وقال بومبيو: «إذا أبدى الإيرانيون التزاماً بإجراء تغييرات جوهرية في كيفية تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث، يمكن أن نتفق على أن من المفيد الانخراط في اتفاق نووي يمنع فعلياً انتشار الأسلحة النووية. عندئذ، في هذه الحالة يكون الرئيس مستعداً للجلوس في محادثات معهم».

في سياق منفصل، أعلن مدیر عام دائرة الحفاظ على البیئة في محافظة خوزستان أحمد رضا لاهیجان زادة اندلاع النیران مرة أخري فی الجانب العراقي من الأهوار الممتدة عبر الحدود، موضحاً أن القیام بعملیات إطفاء للنیران بحاجة إلى التنسیق مع العراق.