بينما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تعرقل نفط الخليج أو تغلق أي مضيق متراجعاً عن تصريحاته السابقة، أبقت السلطات الإيرانية، الباب مفتوحاً أمام عقد لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أطلق مبادرة مفاجئة، أمس الأول، عارضاً لقاء نظيره الإيراني «دون شروط، وفي أي وقت»؛ لتجنب خطر الحرب القائم.

واشترط حميد أبوطالبي، مستشار روحاني، أن تعود واشنطن إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه، وتتوقف عن لهجتها العدائية تجاه طهران، من أجل عقد أي لقاء.

Ad

وبينما يئن النظام الإيراني من جراء انهيار سعر صرف التومان مقابل الدولار، وهو ما أدى إلى تجدد التظاهرات الاجتماعية وخصوصاً في أصفهان، سعى روحاني لتبريد الحرب الكلامية التي اندلعت بينه وبين ترامب، وتعهد في تصريحات، أمس، بعدم عرقلة إمدادات نفط دول الخليج العربية، بعدما هدد بوقفها إذا نجحت واشنطن في فرض حظر شامل على صادرات بلاده النفطية.

وقال روحاني، لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد روبرت مكيير، إن «الجمهورية الإسلامية لم تسعَ قط لإحداث توترات في المنطقة، ولا ترغب في أي مشاكل بالممرات المائية العالمية، لكنها لن تتخلى بسهولة عن حقها في تصدير النفط».

وتباينت ردود الفعل داخل الأوساط الإيرانية حول التعامل مع دعوة ترامب، فبينما اقترح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) حشمت الله فلاحت بيشه إنشاء «خط ساخن للحوار» بين طهران وواشنطن، اعتبر النائب الثاني لرئيس البرلمان علي مطهري أن المفاوضات في ظل الضغوط الحالية التي تتعرض لها طهران ستؤدي إلى «الذل والخذلان».

وبينما علمت «الجريدة» أن الوزير العماني المكلف الشؤون الخارجية يوسف بن علوي سيزور طهران بحلول بعد غد الجمعة قادماً من واشنطن، نفت وزارة الخارجية الأميركية وجود خطط لعقد لقاء بين الوزير مايك بومبيو ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في سنغافورة الأسبوع المقبل.

وكان وزير الخارجية الأميركي حدد ضوابط لأي لقاء محتمل بين ترامب وقادة إيران، موضحاً أن اللقاء رهن بإبداء الإيرانيين «التزاماً بإجراء تغييرات جوهرية في كيفية تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث».