كشف وزير النفط وزير الكهرباء والماء المهندس بخيت الرشيدي أن الكويت والدول الخليجية لديها خطط جاهزة في حالات الطوارئ، وخصوصا إذا تم إغلاق مضيق هرمز من جانب ايران، آملا ألا تتم الحاجة إلى تلك الخطط.

جاء ذلك خلال جولة للرشيدي صباح أمس للاطلاع على تقدم مشروع تحويل المرحلة الثالثة من التوربينات الغازية في محطة الزور الجنوبية إلى نظام الدورة المشتركة الذي يزود الشبكة الكهربائية بـ 230 ميغاواط مع بداية يونيو من العام المقبل لمواجهة أحمال الصيف القادم.

Ad

وشدد الرشيدي على أن مضيق هرمز ليس مضيقا خليجيا فحسب، بل هو مضيق لخروج كميات ضخمة من المنتجات والنفط الخام التي تغذي جميع دول العالم، متمنياً أن يستمر العمل في المضيق كما كان على مر التاريخ.

وحول إغلاق "باب المندب"، وما إذا كان له تأثير على إنتاج الكويت، بيّن أن استخدام الكويت لهذا المضيق قليل جدا، ويمر من خلاله فقط معدل 10% من الإنتاج، ولا تزال البلاد تقيم الوضع في المضيق، مؤكداً أن ما حدث به لم يكن له أي تأثير سواء على الإنتاج أو الأسعار.

المنطقة المقسومة

وأعرب الرشيدي عن تفاؤله بالاقتراب من اتفاق مع السعودية حول المنطقة المقسومة وعودة الإنتاج فيها، إضافة إلى الوصول إلى اتفاق مع الجانب العراقي فيما يخص استيراد الغاز قبل نهاية العام الحالي.

وردا على سؤال حول أزمة انقطاع الكهرباء في البصرة، قال إن هناك مشروعا للربط الكهربائي مع العراق، وهذا الربط سيكون من خلال الشبكة الخليجية، وهناك مباحثات قائمة ومستمرة خلال الفترة الحالية، وإذا تم الانتهاء منها فسيربط العراق مع الشبكة الخليجية وليس مع الكويت فقط.

وأضاف أنه خلال الفترة الماضية التي شهدت بعض انقاطاعات الكهرباء في جنوب العراق، وخصوصا في مدينة البصرة، كان هناك توجيه من صاحب السمو والقيادة السياسية بمساعدة العراق بقدر الإمكان، وفعليا تم التبرع بـ 17 مولدا كهربائيا متنقلاـ وتم إيصالها إلى العراق.

وتابع: "تم كذلك تزويدهم بـ 18 ألف طن ديزل من خلال مؤسسة البترول الكويتية، وتنزيل تلك الكمية في ميناء الزبير، ونحن بصدد تزويد العراق بمحطات تحلية للمياه قد تصل إلى مليون غالون امبراطوري في اليوم من خلال 4 محطات تحلية قدرة الواحدة منها 250 ألف غالون، وسيتم إرسالها إلى العراق في وقت قريب جدا".

5 آلاف عداد

في سياق آخر، أعلن الرشيدي تركيب "الكهرباء" أخيرا 5 آلاف عداد ذكي تجريبي بمناطق متفرقة من البلاد، وذلك من أجل أخذ فكرة عن مدى استعداد الشبكة لاستقبال العدد الرئيسي من تلك العدادات التي ستطرح قريبا من خلال مناقصة جاهزة للطرح، وستكون تلك العدادات موجودة وجاهزة للتركيب في منتصف العام المقبل.

وأضاف: "لدينا قدرة إنتاجية للطاقة الكهربائية تفوق حاجة البلاد في أقصى درجات الاستهلاك، وكان أقصى استهلاك وصلنا إليه في منتصف يوليو الماضي، إذ بلغ قرابة 14 ألف ميغاواط".

وأشار إلى أن "الانقطاعات التي حدثت في بعض المناطق خلال الصيف الحالي كانت لأسباب فنية بحتة، وليس لها علاقة بقدراتنا الإنتاجية للطاقة الكهربائية"، موضحا أن الانقطاعات الفنية تحدث سواء في فترة الصيف أو في الفترات الزمنية الأخرى، لكن حدوثها في الصيف ملاحظ جدا".

وأشار إلى أنه سيكون هناك آلية فيما يخص المسميات الإشرافية، إذ ستكون طريقة الاختيار عبر الكفاءة وأداء العاملين، أكثر من أقدمية العمل، مؤكدا أن الأقدمية سيكون لها وزن ثقيل جدا في الاختيار، غير أن الأداء والكفاءة سيكون لهما كذلك وزن ملحوظ.

تدوير قادم

وأكد الرشيدي أن وزارة الكهرباء والماء ستشهد خطوات أخرى للتدوير بعد التدوير الأخير الذي حدث منذ أيام؛ "لأننا نعتقد أنه من الأفضل تدوير المديرين من دوائر إلى أخرى حتى يتم تأهيلهم كذلك لشغل مناصب إشرافية أعلى".

وفيما يخص استخدام "طاقة العادم" في مشروع تحويل المرحلة الثالثة من التوربينات الغازية في محطة الزور الجنوبية إلى نظام الدورة المشتركة، أوضح أن "التوجه في العالم وليس في الكويت فقط إلى استغلال طاقة العادم التي تنتج من التوربينات، والاستفادة من درجة الحرارة المرتفعة عبر تركيب مولدات بخارية لإنتاج البخار واستغلاله في إنتاج الطاقة الكهربائية دون الحاجة إلى أي وقود لإنتاج البخار كما في الوحدات العادية التي نستخدم فيها الوقود السائل أو الوقود الغازي لإنتاج البخار، وسيتم تعميم تلك الطريقة في جميع المحطات واستغلال أي حرارة مفقودة في الإنتاج".

وأكد الوزير الرشيدي التزام "الكهرباء" بإنتاج 15 في المئة من الطاقة عبر الطاقة المتجددة حسب توجيهات سمو الأمير، لافتا الى أنه بات وشيكا جدا طرح أول مشروع للطاقة المتجددة من خلال مشروع الدبدبة الذي سيوفر 1500 ميغاواط من الطاقة الشمسية في شمال الكويت بمنطقة الشقايا، إذ سيبدأ الإنتاج في عام 2021.

وحول وقف من أمضوا أكثر من 35 عاما في وزارة الكهرباء عن العمل، قال إن "الكهرباء" تلتزم بتوجيهات مجلس الوزراء بهذا الشأن، ولديها خطة لتجديد الدماء من خلال تقاعد الأخوه الذين أمضوا سنوات طويلة في الخدمة، مع الشكر والتقدير لجهودهم، ولكن من يحتاج إلى العمل فسيستمر، ومن يختار التقاعد فله ما شاء.

سوق النفط العالمي يقترب من الاستقرار

قال الرشيدي إن سوق النفط العالمي يقترب من الاستقرار بناء على مستويات الإنتاج الحالية للخام، وذلك بعد الاتفاق الأخير بين "أوبك" والمنتجين المستقلين على زيادة الإنتاج.

وقال إن الاجتماع القادم للجنة المشتركة بين "أوبك" والمنتجين المستقلين في الجزائر، والمقرر أن يُعقد يومي 22 و23 سبتمبر المقبل سيراجع مستويات إنتاج النفط بعد الاتفاق على زيادة الإنتاج في فيينا، لافتا إلى أن المنظمة اتفقت هي ومنتجون آخرون بقيادة روسيا في يونيو الماضي على زيادة الإنتاج لتهدئة سوق النفط.

وقال الرشيدي إن الكويت لم يُطلب منها زيادة إنتاج الخام لتعويض فاقد إمدادات النفط الإيراني الناجم عن العقوبات الأميركية على طهران.

وأبلغ الوزير "رويترز" أن ما يهم الكويت هو استقرار أسواق الخام، موضحا أن بلاده لديها القدرة على توفير كميات النفط التي يحتاج إليها السوق.

وذكر الرشيدي أن القدرة الإنتاجية للكويت تبلغ حاليا 3.1 ملايين برميل من الخام يوميا، في حين يبلغ الإنتاج الفعلي 2.8 مليون برميل يوميا.