الأسد يأمل نصراً قريباً وإيران تبتعد 85 كلم عن إسرائيل

• موسكو تدعو أنقرة إلى الحفاظ على الاستقرار في إدلب
• دمشق تستعد لفتح معبر نصيب

نشر في 02-08-2018
آخر تحديث 02-08-2018 | 00:04
جنود الأسد على معبر نصيب الحدودي مع الأردن في 7 يوليو الماضي (رويترز)
جنود الأسد على معبر نصيب الحدودي مع الأردن في 7 يوليو الماضي (رويترز)
مع استعادته زمام المبادرة، بفضل الدعم الروسي المستمر منذ نحو 3 سنوات، خاطب الرئيس السوري بشار الأسد جنوده، بمناسبة الذكرى 73 لتأسيس الجيش، مشيراً إلى نصر قريب، في وقت سحبت القوات الإيرانية أسلحتها الثقيلة من قرب هضبة الجولان إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
بعد تحقيق تقدم ميداني كبير على جبهات عدة، وجه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى جنوده، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس الجيش، مؤكداً أنهم باتوا «على موعد قريب مع النصر»، مشيداً بجهودهم في «محاربة الإرهاب وتحطيم الحلقة تلو الأخرى في المشروع الصهيوأميركي».

وأكد الأسد أنه بفضل تضحيات الجيش وبطولاته وصلت سورية إلى ما هي عليه اليوم من أمن واستقرار في معظم المناطق، موضحاً أنه تصدى للإرهاب المدعوم «بالسلاح والعتاد والمال والماكينة الإعلامية المأجورة».

وقال الأسد في رسالة بثتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «المناطق المحررة تعود إلى حضن الوطن آمنة مستقرة، بفضل بطولاتكم وتضحياتكم، ويعود أهلها إليها من جديد، بعد أن نفضت عن كاهلها غبار الإرهاب ورعاته المأزومين المهزومين»، مضيفاً: «العالم ضبط ساعته وأعاد التاريخ كتابة صفحاته ليعطرها بنفح من دمائكم الطاهرة التي روت تراب الوطن الطاهر».

وفي رسالته، ألمح الأسد إلى اتفاقات إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين من مناطق عدة، آخرها درعا والقنيطرة جنوباً، قائلاً: «من حمص إلى تدمر وحلب فالقلمون ودير الزور والغوطة الشرقية والغربية وبادية دير الزور وغيرها من المدن والأرياف والمناطق التي استعصى فيها الإرهابيون مدة من الزمن، لكنهم أرغموا في نهاية المطاف على الخروج مذلولين مدحورين يجرون أذيال خيبتهم، بعد أن أذقتموهم علقم الهزيمة».

انسحاب إيران

وغداة طمأنتها لإسرائيل بأن أمنها يمثل أولوية لسياستها الخارجية، أعلنت روسيا، أمس، أن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من هضبة الجولان المحتل.

ونقلت وكالة «تاس» عن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف قوله: «انسحب الإيرانيون، والتشكيلات الشيعية ليست هناك»: وأضاف: «لا توجد وحدات للعتاد والأسلحة الثقيلة يمكن أن تمثل تهديدا لإسرائيل على مسافة 85 كيلومترا من خط ترسيم الحدود».

لكن لافرنتييف أوضح أن عسكريين إيرانيين، وصفهم بأنهم مستشارون، ربما يكونون وسط قوات الجيش السوري التي لا تزال أقرب إلى الحدود الإسرائيلية.

في المقابل، أعاد مصدر إسرائيلي رسمي، أمس، تأكيد أن تل أبيب أوضحت لروسيا موقفها من أي تواجد عسكري إيراني في سورية و«حقها» باستهدافه، سواء أكان بعيدا عن الحدود أو قريبا منها.

إعادة انتشار

ووسط ترقب لدخولها بلدة القصير وإعلان هزيمة «داعش» في آخر معاقله بحوض اليرموك في محافظة درعا، أعادت قوات الأسد انتشارها على حدود الجولان المحتل، بعد انتهاء تنفيذ اتفاق تسوية أبرمته روسيا مع فصائل المعارضة، ووصلت بموجبه الدفعة الأخيرة من مهجري القنيطرة إلى محافظة إدلب في الساعات الماضية.

ووفق «الإعلام الحربي المركزي»، فإن قوات النظام، التي بسطت سيطرتها على كامل الحدود مع القسم المحتل من هضبة الجولان، انتشرت في جباتا الخشب وأوفانيا والحرية في ريف القنيطرة الشمالي، كما دخلت تل الحمرية الاستراتيجي جنوبي بلدة حضر بالريف الشمالي.

ورغم انكفائه وحصاره بمساحة ضيقة جداً في القصير، تبنى «داعش»، على حساباته على «تلغرام»، تصفية أربعة عناصر من قوات النظام منهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عميد عاملين في منطقة الضمير في القلمون الشرقي. وأفاد المرصد السوري بأنهم قتلوا في كمين بالمنطقة الواقعة شرق دمشق.

هجوم إدلب

ومع تأكيد الأسد ونظامه المتكرر العزم على استعادة كامل الأراضي الخارجة عن سيطرته في الشمال والشرق، أكد لافرنتييف، في ختام اجتماعات «أستانة 10»، التي عقدت في سوتشي بإشراف روسيا وإيران وتركيا، وحضور ممثلي النظام والمعارضة والأردن كمراقب، أن القوات الحكومية لن تشن «هجوماً واسعاً» على إدلب في الوقت الحاضر.

وإذ حذر من أن «التهديد القادم من إدلب لا يزال كبيراً»، أمل لافرنتييف أن «تنجح المعارضة المعتدلة مع الأتراك بالحفاظ على استقرار هذه المنطقة»، في إشارة الى ضرورة قتال «جبهة النصرة».

وخلال اجتماع سوتشي، الذي خلا بيانه الختامي من أي إشارة إلى إدلب، سلم النظام لائحة تضم أكثر من عشرة آلاف اسم محتجز في مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة، في حين لم تسلم المعارضة سوى لائحة تضم نحو 15 اسماً، بحسب لافرنتييف.

نصيب ومنبج

وفي محاولة لإعادة بضائع بمليارات الدولارات كانت تمر سنوياً قبل اندلاع القتال في 2011، أعلن وزير النقل السوري علي حمود جاهزية الطريق إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن للاستخدام، مبيناً أن دمشق تدرس إمكانية فتحه بعد أن استعادت المنطقة الحدودية.

وذكر حمود أن الحكومة تلقت طلبات من أكثر من 12 شركة طيران أوروبية وعربية لاستئناف رحلاتها لسورية، متهماً دولا أجنبية، لم يحددها، بمحاولة منعها من استئناف الخدمات بسبب العقوبات الغربية.

وعلى جبهة موازية، استبعد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أمس، أن يؤثر توتر العلاقة مع الولايات المتحدة على خطة العمل في مدينة منبج شمال حلب، مؤكداً أن «تنفيذ خريطة الطريق مستمر كما هو مخطط، وله جدول زمني وعناصر محددة يتم تفعيلها خطوة بخطوة».

«داعش» والرهائن

وفي ظل ارتفاع حصيلة عملياته إلى أكثر من ألف قتيل مدني، ونحو 6488 مصاباً، بحسب مجموعة «إيروارز» لإحصاء الضحايا، أكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس الأول، أنه يفعل ما بوسعه لإبقاء الخسائر في صفوف المدنيين في الحد الأدنى.

وقال مساعد قائد قوات التحالف الميجور جنرال البريطاني فيليكس جيدني، لصحافيي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «الحوادث المفجعة تهز بعمق صفوفنا، وتدفعنا جميعاً إلى أن نفعل ما بوسعنا للتقليل منها»، مؤكداً أن «واقع مكافحة داعش ووحشيته جعلتا من المستحيل تجنب وجود خطر على المدنيين».

إلى ذلك، نشرت جماعة جهادية، أمس الأول، شريطَي فيديو متشابهين في طريقة التصوير للصحافي الياباني المستقل جامبي ياسودا والإيطالي أليساندرو ساندريني المحتجزين في سورية، منذ منتصف 2015 وأكتوبر 2016، يظهران فيه راكعين ويطلبان المساعدة، ويرتديان لباساً برتقالياً، ويقف وراء كلّ منهما رجلان مسلّحان.

«داعش» يضرب في القلمون وأنقرة تستبعد تأثر «خريطة منبج» بخلافها مع واشنطن
back to top