المغربي والفيلكاوي قدما رؤى إنسانية ضمن نصوص منتقاة

خلال أمسية شعرية أقيمت في رابطة الأدباء بمهرجان «صيفي ثقافي 13»

نشر في 03-08-2018
آخر تحديث 03-08-2018 | 00:05
اتسمت نصوص الشاعر محمد المغربي بالتنوع، أما عبدالله الفليكاوي فتضمنت لغة شعرية مفعمة بالحس الصوفي.
أحيا الشاعران محمد المغربي وعبد الله الفيلكاوي أمسية شعرية تناغمت فيها المشاعر وفق ما تضمنته القصائد من رؤى إنسانية، متواصلة مع الواقع والخيال معاً. وأقيمت الأمسية على مسرح الشاعرة د. سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، في إطار فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" بدورته الـ 13، التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأدارها الشاعر سالم الرميضي.

وألقى الشاعران قصائدهما التي تراوحت- في مضامينها- بين الوجداني والخيالي والحسي الذي تتفاعل صوره مع الحياة بتقاربها وتضادها، كما اختلف الأسلوب والطرح لكلا الشاعرين، لكنه اتفق في مساراته التي تتبع الإنسان في حالاته النفسية والعاطفية، بالتالي جاءت الأمسية في سياقها الذي ينشد الجمال في أبهى صوره.

استلهام الحياة

وتنقل المغربي بين قصيدة وأخرى من أجل استلهام الحياة في أشكالها المختلفة، ثم الوصول إلى حالة شعرية متفاعلة مع معطيات الحياة، وقرأ في الأمسية نصوصاً من ديوانه الأخير "أخذته الصيحة"، وهي عبارة عن قصائد قصيرة اتسمت بالتنوع والقدرة عن كشف المسكوت عنه ليقول: الطفلةُ المريضةُ تبتسم كلّما حرّك هواء التكييف/العنكبوتَ المتدليةَ من السقف بخيطها الحريريّ/ بدتْ لها- عكس ما يُشاع عنها من قصص مرعبة- خرقاءَ بلهاءَ، /نقطةً سوداءَ تتعلق بخيط واهٍ ويؤرجحها هواء بارد.

هكذا تدفقت اللغة الشعرية بتكيف متقن خلال ما قدمه المغربي من قصائد قصيرة ذات جمل محددة لكنها ذات معانٍ بعيدة، ضاربة في عمق الحياة ليقول:

اليوم سرقتُ مالاً كان في جيب أبي، / دفعتُه كله /صدقةً للأطفال في البلاد المجاورة/البلاد التي تشتعلُ بالحرب /الحرب التي تجلب لأبي المال/المال الذي كان في ذلك الجيب.

ومن اللافت أن قصائد المغربي بمفرداتها- رغم هدوء مفرداتها- إلا أنها تهدر في وجه الظلم، وتدافع في الأساس عن السلام، وتسعى إلى أن تقر الأمان كشكل يجب أن نراه في كل بقعة على الأرض ليقول: صديق طفولتي الوحيدُ /ابن العائلةِ الثريةِ /كان يقاسِمُني طعامَهُ وأحلامَهُ/وبعدما كُبرنا/صارَ يقاسمني طعامي وأحلامي.

الجدير بالذكر أن المغربي شاعر وروائي حصل ديوانه "هو المطر" على جائزة الدولة التقديرية لعام 2008. كما حصل على جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب في مهرجان أصيلة الثقافي- المغرب 2011.

ومن إصدارته "على العتبات الأخيرة" ديوان شعر، و"أخبئ وجهكِ فيّ وأغفو"، ديوان شعر، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت، و"خارج من سيرة الموت"، قصيدة طويلة، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، و"هو المطر"، قصيدة طويلة عن دار الفارابي، بيروت،"ساق العرش"، رواية، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.

اللغة الشعرية

في المقابل، تبدت اللغة الشعرية عند الفليكاوي متصارعة مع الواقع ومناوشة له في سياق شعري مفعم بالحيوية والحركة، كما اتسمت مفرداته بالتنوع الذي قرر فيه الشاعر أن يكون مسيطراً على رؤيته، من أجل إظهارها جلية في أشكال إنسانية ناطقة بالجاذبية. ليقول في قصيدة له:

واترك لقافية الألفاظ سر شجًي/من الغموض ومعنى غير مشروح/كأنه الروح في الإنسان ما فتئت/مفتاح سرٍ للغز غير مفتوح.

وتناول الفيلكاوي في قصائده الكثير من المضامين تلك التي استطاع أن يتواصل فيها مع الواقع، عبر ممرات خيالية، تتدفق فيها المشاعر بأكبر قدر من التكثيف ليقول:

تُغالبُ تَحنانَ الفؤادِ المطامحُ/ وهيهات أن تُخفي الشجيَّ الملامحُ

ثم استطرد الشاعر في وصفه المتقن ليقول: لو أنِّيَ والموتُ التقينا بمشهدٍ/رأيتَ خصيمًا للخصيمِ يُصافحُ

الجدير بالذكر أن الفيلكاوي الذي شارك في الكثير من الأمسيات الشعرية داخل وخارج الكويت، لديه مخزون شعري متوهج بالحيوية والحركة، في اتجاهات عدة، ومن ثم فإن لغته الشعرية، تأتي دائماً في أنساق خيالية تبدو فيها المشاهد مزدانة بالتأمل والدعوة إلى التفكير، خصوصاً قصائده التي يطمح من خلالها إلى طرح الأسئلة في صيغ شعرية جديدة.

وفي ختام الأمسية كرمت الأديبة ليلى العثمان ود. سالم خداده، الفيلكاوي والمغربي.

back to top