حرية
الحياة المزدوجة التي يعيشها الكثير هنا ما هي سوى نتيجة طبيعية لتردي مستوى الحريات الشخصية وازدياد جرعة الضغط الاجتماعي الخانق.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
كذلك الحال في المجالات الإبداعية الأخرى من فنون وموسيقى وتمثيل، فأصبح لا يُسمح بها إلا في دائرة ضيقة وفق قوانين صارمة، أيضاً فإن الرفض الاجتماعي لهذه الفنون قد أحبط العديد من المبدعين عن السير في هذا الطريق الجميل، مما جعل العديد من الدخلاء يشوهون صورة الفن في أعين الناس، لكن على الرغم من ذلك ما زال أبناء الكويت من مواطنين ومقيمين على أرضها ينتجون إبداعات في شتى المجالات على مستوى عالمي، فيتم تقديرهم بالخارج وتجاهلهم– بل منعهم- هنا للأسف.أما في مجال الحريات الشخصية فإن النفاق الاجتماعي والحياة المزدوجة التي يعيشها الكثير هنا ما هما سوى نتيجة طبيعية لتردي مستوى الحريات الشخصية وازدياد جرعة الضغط الاجتماعي الخانق. فقد احتلت الكويت المركز الـ111 بين 160 دولة في مؤشر حرية الإنسان، متراجعة بذلك 16 درجة عن التصنيف الماضي، وذلك وفق الدراسة الصادرة عن معهد «كاتو»، ومعهد «فريزر». (جريدة الراي، 30 نوفمبر 2016). حقيقة مرة ومؤشر خطير حيث يخلق انعدام الحرية مجتمعا يتبع الزيف والنفاق كأسلوب حياة مقبول، لا عجب إذاً أن الكثير هنا يجد المبررات للغش والتزوير.إن المجتمع الحر صادق مع نفسه، وبالتالي قادر على مواجهة أخطائه بنضج وتصحيحها نحو التطور والنمو، فالحرية أساس الإنسانية وضرورة لقيام الدولة المتمدنة والمتقدمة، فلا تهابوها.* «تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل». (فيكتور هوغو)