غداة تأكيدها انسحاب ميليشيات إيران بأسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، نشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، شرطتها العسكرية في هضبة الجولان، وقامت للمرة الأولى منذ ست سنوات بدوريات مشتركة مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة منزوعة السلاح.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن رئيس عمليات هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي قوله: «لتجنب أي استفزازات محتملة ضد مواقع الأمم المتحدة على امتداد خط برافو من المزمع نشر الشرطة العسكرية في ثمانية مواقع للمراقبة»، موضحاً أن قوة حفظ السلام، التي توقف عملها في الجولان عام 2012، يمكنها استئناف عملها.

Ad

وأكد رودسكوي «استعادة السيطرة على الحدود السورية الأردنية بشكل كامل، كما تم خلق ظروف لاستعادة عمل قوات حفظ السلام الأممية المنتشرة في المنطقة الفاصلة مع إسرائيل في هضبة الجولان بتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 350 من عام 1974».

ووفق رودسكوي، فإن قوات النظام تحت إشراف القوات الجوية الروسية سيطرت على أراضي محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة ودمرت كلياً تشكيلات «داعش» و«جبهة النصرة» في «عملية نوعية» أتاحت لها تحرير «3332 كيلومتراً مربعاً» والسيطرة على 146 بلدة، منوهاً بدور قوات العميد سهيل الحسن الملقب بـ«النمر» والفرقة الرابعة دبابات في تحرير آخر بؤرة جنوب غرب القنيطرة.

ليبرمان

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، أن الحرب الأهلية السورية انتهت فعلياً والوضع اقترب مما كان عليه قبل 2011، متوقعاً أن تصبح حدود هضبة الجولان أهدأ مع عودة الحكم المركزي للأسد.

وقال ليبرمان، الذي بات أكثر تفاؤلاً من ذي قبل، «من منظورنا فإن الوضع يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية، مما يعني أن هناك جهة يمكن مخاطبتها وشخصاً مسؤولاً وحكماً مركزياً».

وعندما سأله صحافيون أثناء جولة تفقد فيها بطاريات صواريخ باتريوت إن كان قلق إسرائيل سيخف والوضع في الجولان يصب في مصلحتها أجاب: «أعتقد ذلك. وأعتقد أن هذا هو ما يريده الأسد كذلك»، مضيفاً: «ومن أجل أن يتحقق الهدوء يتعين على سورية الالتزام بهدنة 1974».

وجدد ليبرمان خط إسرائيل الأحمر بألا تقيم إيران قواعد عسكرية في سورية وألا تستخدمها في تهريب سلاح «حزب الله» في لبنان. وقال: «لا نسعى لاحتكاكات، لكننا سنعرف كيف نرد على أي استفزازات وأي تحديات».

ضربة إسرائية

ومع انتهائه من تمرين واسع في المنطقة الشمالية لاختبار جاهزيته للحرب وغيرها من حالات الطوارئ، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تصفية سبعة من مسلحي «داعش» في غارة جوية استهدفتهم في وقت متأخر من ليل الأربعاء- الخميس لدى اقترابهم مسافة 200 متر من المنطقة المتاخمة لخط وقف إطلاق النار ومحاولتهم اجتياز حدود المواقع المحتلة في الجولان، موضحاً أنه «عثر خلال أعمال تمشيط جرت في المكان على أحزمة ناسفة وبندقية من نوع كلاشنيكوف».

... وأخرى أردنية

في هذه الأثناء، أعلن مصدر مسؤول في قيادة الجيش الأردني عن قصف مماثل استهدف عناصر لتنظيم «داعش»، لدى محاولتهم الاقتراب من الحدود الأردنية في منطقة حوض اليرموك السورية.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات سيطرت على قرية القصير في حوض اليرموك بعد القضاء على آخر تجمعات «داعش»، مشيرةً إلى أن ذلك جاء بعد يومين من دخولها بلدات الشجرة وقرى عابدين ومعربا وكويا وبيت آره.

معركة إدلب

ورغم استبعاد موسكو قبل أيام حصول «هجوم واسع» في الوقت الراهن، وتعويلها على جهود أنقرة للحفاظ على «استقرار» أكبر وآخر معقل للمعارضة، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، على ضرورة «القضاء على الإرهابيين في إدلب»، بالتزامن مع حل مسألة عودة اللاجئين إلى سورية.

جاء ذلك بينما أعلنت فصائل إدلب أمس الأول توحدها في ائتلاف يحمل اسم «الجبهة الوطنية للتحرير». وأوضح الناطق الرسمي باسم الائتلاف الجديد النقيب ناجي أبو حذيفة، أن أحد أهداف الاندماج هو «التصدي لكل محاولات النظام للتقدم تجاه المناطق المحررة».

وباستثناء، «جبهة النصرة»، التي تسيطر على القسم الأكبر من إدلب، وفصيل «جيش العزة» العامل في ريف حماة الشمالي، ضمت «الجبهة الوطنية» فصيل يحمل الاسم نفسه و«جبهة تحرير سورية» بقيادة حركة «أحرار الشام» و«نور الدين زنكي»، و«جيش الأحرار» و«ألوية صقور الشام» و«تجمع دمشق».