«قلالي» للفنون الشعبية البحرينية تتألق في «صيفي ثقافي»
قدمت النهمة وخطفة الشراع وفن الصوت والسامري والبستة
استحضرت «قلالي» البحرينية، أمس الأول، الفنون البحرية العريقة، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا غناءً ورقصاً.
أحيت فرقة "قلالي" للفنون الشعبية البحرينية، أمس الأول، حفلا غنائيا تراثيا على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ضمن فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" الـ13، الذي سيستمر حتى التاسع من الشهر الجاري، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكان من بين الحضور المطرب الشعبي ناصر بوعوض، وخالد بن حسين من فرقة "حمد بن حسين" للفنون الشعبية. وقدمت الحفل المذيعة أميرة نجم، التي أشارت إلى أن "قلالي" البحرينية تمتلك خبرة عريقة ومشاركات واسعة، وتعتبر من أقدم الفرق البحرينية التي اهتمت بكل الفنون البحرية، واستطاعت أن تقدم مختلف الفنون الشعبية الأصيلة.ثم صعد مدير المهرجان محمد بن رضا إلى خشبة المسرح لتكريم رئيس الفرقة الفنان سعد الجفال، بدرع "صيفي ثقافي" الخاص، وبادره الجفال بتكريم عن "قلالي" بدرعها التذكارية.
واستهلت الفرقة البحرينية وصلتها الغنائية، بعدد من أعمال الفنون البحرية التراثية العريقة، مع نهمة "هيلي يا مال"، و"هولو ياملي"، ثم عملية رفع شراع السفينة التي تسمى بخطفة الشراع عبر غناء "ياالله يا سيدي / ويلي يا سيدي"، ثم نهمة من زهيرية لبعدالله الفرج، تقول كلماتها: "قمور الأشخاص غابن وانقضى فيّهم، البين يا ليت ما جاهم ولا فيهم، الدهر ياما ضرب سمعي على فيهم، ظليّت من عقبهم ما لي ظلال وفيّ، الهم مزّع ضميري وفيّ قلبي في، أول أنا بالغصب يا صاح آخذ في، واليوم دوبي أراعي الناس في فيّهم". وحظيت الفقرة الأولى بالتفاعل والانسجام مع الغناء البحري التي رافقتها الرقصات الشعبية عبر إيقاعتها المتنوعة.ثم تحولت الفرقة في الفقرة الثانية إلى فن الصوت، مقدمة "اغنم زمانك" من كلمات يحيى عمر اليافعي، والتي أداها سالفاً العديد من المطربين في الكويت والبحرين واليمن والسعودية، من بينهم عوض دوخي، وحمد خليفة، ومحمد بن فارس، وعوض المسلمي، وفيصل علوي، ومحمد عبده، يقول مطلعها: "اغنم زمانك أمانه يا حبيب أغنم/ ما دام عادك صغير السن طيشاني/ خايف عليك بعد ستة عشر سنة تندم / تنسى شبابك وأحبابك وتنساني"، ثم توشيحة "زارت بلا موعد ما كان أوفاها"، وصاحب فن الصوت رقصة الزفان شارك فيها بعض أعضاء الفرقة.وبعدها، انتقلت إلى أغنية "يا علي"، وهي من أشهر أغنيات الفنان السعودي الراحل سلامة العبدالله، كما غناها الفنانان الكويتي الراحل صالح الحريبي والبحريني أحمد الجميري، ومن كلمات محمد بن لعبون، يقول مطلعها: "يا علي صحت بالصوت الرفيع/ يا مرة لا تذبين القناع/ يا هلا بمهرة الصبر الصنيع/ كنها يا علي وقم الرباع".وتوالت الأغنيات الجميلة، منها "هلا باللي لفاني" للفنان أحمد الجميري، كلمات الشيخ عيسى بن راشد، وألحان مطر عبدالله: "هلا باللي لفاني يا هلا به/ عدد دقات قلبي في غيابه/ هلا باللي بعد والشوق جابه/ عليم الله قلبي ماصخا به". وأدت الفرقة من أعمال المطرب البحريني الراحل محمد زويد، أغنية "يا حمود ما شفت الخضر/ ما شفت سحايب الشليل/ ما شفت من جنه قمر/ ما شفت من زوله جميل". ومن فن البستة لمحمد زويد، قدمت "قلالي": "فريد المحاسن بان وكان واحتجب عني/ وشافه غصين البان قال للحمام يا حمام غني".وسامرية "البارحة نوم الملا ما ياني": "البارحة نوم الملا ما ياني/ عيني سهيره ومرقدي مليته/ يا الموز يا الموز يا سمرا سبيتيني/ إنتِ سبب علتي يا الموز داويني". واختتمت وصلتها الجميلة بمقطع "طيب يا زين طيب/ يا مرحبا بالحبيب".
مشوار«قلالي»
فرقة "قلالي" للفنون الشعبية من أقدم الفرق الشعبية، حيث تمتلك مسيرة عريقة في مملكة البحرين، حيت يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 100 عام، وهي تهتم بفنون البحر الأصيلة على اختلافها من أغان ورقص إيقاعات والتي اشتهر بها أهالي قرية "قلالي"، حيث كانت تجتمع مجموعة من أبناء المنطقة في مبنى مطل على البحر لأداء الفنون البحرية بشكل أسبوعي، ومن هنا كانت نواة الفرقة.وقد تدربت الأجيال اللاحقة على هذ الموروث الفني الأصيل على أيادي المخضرمين والمبدعين من الفنانين الشعبيين، ما ساعد أن تكون الفرقة من أمهر الفرق الخليجية قاطبة على أداء هذا اللون من الفنون بشكل دقيق ومتقن تماما، كما كان يمارسه الأجداد.وللفرقة مشاركات لا تحصى في شتى الفعاليات والمناسبات والاحتفالات الوطنية والثقافية والاجتماعية والرياضية في داخل مملكة البحرين وخارجها، حيث استطاعت أن تنقل هذا الفن الذي تتميز به مملكة البحرين إلى العالم، انطلاقاً من إيمانها بأن الفن رسالة تتجاوز الحدود والزمن، وتؤكد حضارة الإنسان وهويته في هذه البقعة من العالم.
بن رضا كرّم رئيس الفرقة سعد الجفال بدرع المهرجان