الاقتصاد الهندي قوي ولكن التحديات تتواصل

الأرض تشكل 5% من قيمة المشروع ولكن الحصول عليها 95% من المشكلة

نشر في 04-08-2018
آخر تحديث 04-08-2018 | 00:00
No Image Caption
يستمر أداء الهند بشكل جيد في المؤشرات الاقتصادية، ولكن ثمة تحديات محلية وخارجية يتعين معالجتها، بحسب قادة الصناعة في قمة فورتشن انديا نكست 500 التي انعقدت في غوروغرام مؤخراً.

وفي كلمة له في نقاش بعنوان "الرياح الاقتصادية المعاكسة: طريق الانطلاق" قال راهول مونغال، وهو رئيس شركة "هيرو فيوتشر انرجيز" إن "الهند يجب أن تواجه عالماً متفجراً، وقد تمكنت بشكل تقليدي من مقاومة الهزات الخارجية بفضل تنوع اقتصادها. وعلى أي حال، لم يكن هذا هو الحال في السنوات الأخيرة.

وأضاف "التقلب هو القاعدة الجديدة ويتعين علينا التغلب على الخوف من التقلب، واذا كان هذا مآل العالم علينا أن نتعلم العيش معه".

وعلى الرغم من أن الهند حققت تحسناً في مؤشر سهولة القيام بالأعمال تستمر التحديات المتعددة مثل تقلبات أسعار السلع ومعدلات الصرف ونقص البنية التحتية الأساسية.

وقال أنيل تشودري، وهو رئيس شركة شنيدر الكتريك، إن الاقتصاد الهندي يظهر أساسيات قوية، ويستمر في كونه بين قلة من الاقتصادات التي حققت معدل نمو من 7 الى 7.5 في المئة.

وأضاف "كل هذه المؤشرات ايجابية جداً، ولكن يوجد مع ذلك البعض من الرياح المعاكسة التي يتعين معالجتها مثل معدلات صرف الروبية مقابل الدولار، كما يتعين علينا العمل ازاء البنية التحتية الأساسية وسرعة انجاز المشاريع".

وقال مونغال، الذي يدير ذراع الطاقة النظيفة في مجموعة هيرو، إنه فيما تنمو الطاقة المتجددة بوتيرة سريعة لايزال الحصول على الأراضي صعباً.

وأضاف ان "5 في المئة أو 8 في المئة من قيمة مشروعاتنا تتمثل في الأرض التي تشكل 95 في المئة من المشكلة. واذا كنا سنشتري 2000 أكر أو 5000 أكر من الأرض سنوياً فعلينا التعامل مع 5 آلاف مزارع أو صاحب أرض، وهذه ليست عملية سهلة، وكل هذه العوائق سببها أننا نعمل في الهند".

ويعتقد مونغال أن حل كل هذه المشاكل يتطلب رؤية موحدة من قبل السياسيين والبيروقراطيين ورجال القضاء الذين يتعين عليهم العمل معاً.

وقال إن "القضاء يضع القوانين من دون استشارة، والبيروقراطيون يعملون ما يريدون عمله، ويتحرك رجال السياسة بوتيرة مختلفة، ولذلك اذا لم نجعل هذه الفئات الثلاث تعمل بالوتيرة ذاتها فإن التقدم يصبح أكثر صعوبة".

وفي حديثه عن امتيازات الجيل التالي قال تشودري، إن "مجموعة المشاكل التي ستواجهها البلاد ستكون مختلفة جداً عن الاحتياجات التقليدية المتمثلة في الغذاء والمأوى والثياب".

ويرى أيضاً أن البنية التحتية في المدن يجب أن تكون معدة للتعامل مع التدفق الواسع للناس من المناطق الريفية الى الحضرية خلال العقد المقبل.

وذكر تشودري ان اهتمام الجيل القادم سيتمحور حول الوصول الى الطاقة والارتباط الرقمي، وستكون هذه أساسيات حقوق الانسان. كما شدد أيضاً على أهمية تطوير المهارة التي يقول إنها مهمة من أجل مساعدة الشركات الكبرى العالمية على التقدم في الهند، وايجاد النوع الصحيح من الناس للعمل، كما أن التعليم سيكون له تأثيره المتعدد في خلق قوة عمل ماهرة ومواطنين يتحلون بالمسؤولية.

وفي غضون ذلك، قال ديليب تشينوي، وهو الأمين العام للاتحاد الهندي لغرف التجارة والصناعة، إن "التحدي الذي يواجه القيادة السياسية يتمثل في ضرورة انجاز الكثير من المشاريع التي تفضي الى نتائج في الأجلين المتوسط والطويل".

وأضاف "إذا أنت تزرع شجرة فسيستمتع بظلها جيل المستقبل، وقد لا تترجم بالضرورة إلى أصوات في الانتخابات المقبلة ".

● أرنيكا ثاكور

back to top