مر ٢٨ عاماً على الغزو العراقي الغاشم الذي ضرب الشعب الكويتي فيه أروع الأمثلة في التلاحم والمقاومة والتمسك بشرعيته ونظامه ومواطنته، وحتى الغزو وبكل أدواته وأسلحته عجز أن يفكك تلك الوحدة وتلك الروح الوطنية التي اتصف بها الكويتيون، لكن بعد تلك التجرية المريرة، وبعد أن تحررت الكويت وعادت شرعيتها ونظامها الدستوري، ماذا حصل؟ وما ذنب الكويت وشعبها بما يحصل؟ إنه الفساد يا سادة، فكل ما نراه اليوم من فرقةٍ وتخلف وتناحر وفجور في الخصومة والتزوير والرشا وغيرها من مظاهر الفساد المختلفة لا ذنب لنا فيه، وتتحملون مسؤوليته، فمؤسسة الفساد هي من صنعت كل هذه الأمور ودمرت كل شيء ولا دخل للكويت وشعبها فيه.
صراعكم دمر السياسة، وخلافكم دمر الرياضة، وتناحركم دمر الثقافة والفن، ومعارككم دمرت التنمية، ومصالحكم الضيقة دمرت الوحدة الوطنية، وجشعكم أهدر المال العام وألحق بالدولة الخسائر والصراعات الفئوية والطائفية والقبلية، وعزل رجال الدولة المخلصين من العمل الوطني، فأدخلتمونا في دوامة الفساد التي ستدمرنا جميعاً إذا ما استمر ذلك.يعني بالعربي المشرمح:فشل الغزو العراقي الغاشم في أن يفعل شيئاً معنا ويفرقنا أو يجعل منا أدوات لأهدافه، فصنعتم لنا مؤسسة الفساد التي عاثت في البلاد فساداً وتدميراً، فهل تتركونها لتحقق ما عجز عنه الغزو العراقي بمدرعاته وأسلحته وبطشه، فتدمرنا لتحقق أجندتها الفاجرة التي بدأت تتكشف أهدافها؟فليس للكويت ولا شعبها ذنب في كل ما يحدث، ومن يتحمل المسؤولية هي المؤسسات الدستورية التي تملك القرار والسلطة، الأمر الذي يستوجب منها التحرك لوقف جماح مؤسسة الفساد قبل فوات الأوان.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: لا ذنب لنا بخصومتكم وفسادكم!
04-08-2018