شوشرة: المرتزقة
الحديث عن مسلسل التجاوزات والفساد والاختلاسات والسرقات أصبح سمة أساسية من سمات أغلب الدواوين أو التجمعات أو اللقاءات بين البعض، وكأن المسألة أصبحت واقعاً مفروضاً علينا بعد أن تقرع أجراس الإنذار في كل يوم على خبر جديد مفاده تجاوز أو اختلاس، وعلى هذا الموال الذي اعتدنا عليه. حتى إن وجبة الإفطار أصبحنا لا نستلذ بها ما لم تكن هناك مفاجأة (طبعاً غير سارة) تفتح بها يومك المضطرب، بل إن الأمر وصل بِنَا إلى أننا لا نجد ما نتحدث به عن واقع جميل إلا ما ندر، وأصبحت تقام الأفراح والليالي الملاح عند سماع خبر سعيد لأن هناك من خطف الفرح منا ورسم الكآبة على كل حائط نلتفت إليه، حتى الرسائل بين البعض أصبحت لا تحمل شيئا من السعادة بقدر (تقدر تسلفني أو عندي ظروف وغيرها) وأصبح البعض يخشى أن يفتح المسجات كي لا يفاجأ بمثل هذه الطلبات وتلافيا للإحراجات، بل إن الأمر وصل إلى طلب إعارة الخدم ساعة أو ساعتين لمساعدتهم في نفض الغبار الذي ترك بصماته في كل مكان في حياتنا. وعودة إلى ملف الكآبة لا تزال وزارة الشؤون وتحديداً قطاع التعاون في خبر كان من بعض الشكاوى المقدمة ضد بعض الجمعيات التعاونية، ورغم تصريحات وتشريعات وتهديدات وزيرتهم فإن هذا القطاع يبدو في عزلة من كل ذلك، أو أن الوزيرة هند الصبيح لا تعلم ما الذي يدور في هذا القطاع.
فمن غير المعقول أن شكوى تقدم منذ أواخر يناير الماضي حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بشأنها، خصوصاً أنها تحمل تجاوزات لإحدى الجمعيات التي انكشفت أقنعة بعض أعضاء مجلس إدارتها، واتضحت أهدافهم ومقاصدهم ومآربهم أمام الجميع، بل تم تحديد بعض الصفات لهم من قبل أبناء المنطقة الشرفاء. ولعل أن قضية اختلاس بعض الجمعيات التعاونية أصبحت شائكة، ولا نعلم متى تنتهي، خصوصاً أن أموال المساهمين صارت في تناول بعض الأطفال الذين هدفهم الأول والأخير جمع ما يمكن جمعه في أسرع وقت ممكن، فضلا عن تنفيع بعض أصحاب المصالح وشركائهم عبر تمرير بعض البضائع لهم مقابل أموال تذهب هباء منثورا دون حسيب أو رقيب، لأن الأهم من كل ذلك هو تنفيع "عوير وزوير" بإدارة "شيبوب وأعوانه" ومن على شاكلتهم كثر. وهنا التساؤل: أين قطاع التعاون من ذلك؟ هل هو مشغول في تحقيقاته أم ينتظر تعليمات المستشارين؟ ولكن الأهم من وزارة الشؤون وقطاعها التعاوني ومستشاريها، هو الوعي الكبير من أبناء بعض المناطق الذين استوعبوا ما يدار، وأصبحوا يكشفون حقائق البعض، فضلا عن وعي بعض أعضاء مجالس الإدارات الذين انتفضوا ضد فساد البعض، واستوعبوا أن "القسم الغموس" الذي اعتاد عليه البعض من باب إلزام الآخرين بالسكوت مقابل قيام صاحب القسم وربعه بسرقة ونهب أموال المساهمين هو إثم، لأن القَسَم لا يلزم أحداً بالصمت مقابل كل هذه التجاوزات، فمن خان القسم هو من سرق ونهب وتحدث عن الآخرين بسوء، والمصيبة الكبرى هي مساعي البعض "لطمطمة" الأمور من باب الصلح، ولكن هؤلاء هم شركاء في هذه السرقات، بل يساعدون في ارتكاب التجاوزات، ويجب أن يحاسبوا مع هؤلاء اللصوص، والقادم من الأيام سيتم وضع "الحرامية وشركائهم المستفيدين" على مقصلة المحاسبة.آخر الكلام: شكراً للشرفاء الذين يتصدون لكل حرامي وفاسد